2 - خوف النشوز :
لم يقل القرآن المبين: "واللاتي نشزن"، أو: "الناشزات"؛ وإنما قال: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ} [النساء: 34].
هذا بالنسبة للزوجة، وكذلك بالنسبة للزوج، فإنه لم يقل: "وإن امرأة نشز عليها زوجها"، إنما قال: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128].
لماذا؟
لأن الزوجة لا ينبغي أن تكون ناشزًا، ولأن الزوج لا ينبغي أن يكون ناشزًا، ولأن العلاقة الزوجية يجب أن تتسامى عن النشوز الذي يهدم الأسرة ويقوضها، ومن هنا استعمل القرآن المبين لفظ "تخافون" و"خافت"، قبل أن يصف أيًّا من الزوجين بالنشوز.
إن الإسلام يطارد شبح النشوز المخيف، ويود ألا يكون له أثر في المجتمع المسلم، حتى لا يقطع ما أمر الله به أن يوصل من علاقة، ولا يهدم ما أمر أن يقام من تعاونٍ ومحبةٍ وألفةٍ؛ ولهذا يضع الإسلام بين يدي الزوجين الوصايا الكفيلة بتوجيههما وجهةً آمنةً، لا خوف فيها، ولا قلق، ولا تعاسة.
والسؤال الآن: ماذا يفعل الرجل لو خاف نشوز زوجته؟
أيطلقها؟ لا؛ يقول القرآن الكريم: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ} [النساء: 34].
- يتبع بعون الله -