الموضوع: ( الطلاق )
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29-04-2009, 03:44 AM
اهلا بك اهلا بك غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
مكان الإقامة: الرياض
الجنس :
المشاركات: 69
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي رد: ( الطلاق )

- رعاية الزوجة لبيتها:
والزوجة مسؤولة عن خدمة زوجها وأولادها، ورعاية بيتها.


وإذا كان الرجل مأمورًا بالسعي والكد، للإنفاق على أسرته، فإن الزوجة مأمورةٌ بخدمة بيتها، وتدبير أموره، وقد حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين علي بن أبي طالب وبين زوجته فاطمة، حين اشتكيا إليه الخدمة، فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنة - خدمة البيت - وحكم على عليٍّ بالخدمة الظاهرة.


والخدمة الباطنة هي العَجْن، والطَّبْخ، والفَرْش، وكَنْس البيت، واستقاء الماء، وما إلى ذلك.
وتقول أسماء بنت أبي بكر: "كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله، وكان له فرس، وكنت أسوسه، وكنت أحش له، وأقوم عليه".
فهذه بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذه بنت أبي بكر الخليفة الأول للمسلمين، كانت كل واحدة منهما في خدمة زوجها.

يقول ابن القيم: "إن خدمة المرأة زوجها أمرٌ لا ريب فيه، ولا يصح التفريق بين شريفةٍ ودنيةٍ، وفقيرةٍ وغنيةٍ، فهذه أشرف نساء العالمين كانت تخدم زوجها، وجاءت أباها - صلى الله عليه وسلم - تشكو إليه الخدمة فلم يشكها)) .


4 - القوامة:
ويعطي الإسلام الزوج حق القوامة على زوجته، وهي قوامةٌ لا تعسف فيها ولا اضطهاد، ولا فساد فيها ولا إفساد، بل هي الموافقة للطبيعة وللحق.

وقد علل الله هذا الحق بِعِلَّتَيْن:
العلَّة الأولى: بما فضل الله بعضهم على بعض.
والعلة الثانية: بما أنفقوا من أموالهم.


يقول الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34]،

فالرجل: أفضل من المرأة، وأقدر من المرأة، وأكثر تجربة من المرأة، ويستطيع أن يمارس أعمالاً لا تستطيعها المرأة.



5 - الصداق:
وللقَوَامَة تبعاتها، وأعباؤها؛ فالرجل هو الذي يقدم الصداق لزوجته؛ تلبيَةً لقول الله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء: 4].
يقول الأوزاعي: "كانوا يستحسنون ألا يدخل عليها حتى يقدم شيئًا".
ويقول الزهري: "بلغنا - في السنة - أنه لا يدخل بامرأة حتى يقدم نفقة، أو يكسُو كسوة، ذلك مما عمل به المسلمون".


وقد نهى القرآن الكريم الزوج عن الرجوع في شيء مما أعطاه لزوجته، ولو كان ما أعطاه لها قنطارا، وبيَّن أن أخذه بهتان وإثم مبين؛ يقول الله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 20، 21].


وبين في موضع آخر أن محل النهي عن ذلك إذا لم يكن عن طيب نفس من المرأة في قوله تعالى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [النساء: 4].
وأشار إلى ذلك بقوله: {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ} [النساء: 24].


كذلك فإن القرآن الكريم يؤكِّد أن الزوج لا يَحلُّ له الرجوع في شيءٍ مما أعطى لزوجته بغير رِضاهَا؛ إلاَّ على سبيل الخلع، إذا خافا ألا يقيما حدود الله فيما بينهما؛ يقول الله تعالى: {وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 229].


6 - النفقة:
ومن تبعات القوامة وأعبائها أن الرجل هو المسؤول عن الإنفاق على أسرته؛ لقوله تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7].
والإسلام يعطي المرأة التي تعاني من شح زوجها وبخله الحق في أن تأخذ من ماله بدون علمه ما يكفيها وأولادها بالمعروف؛ فقد سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - هند امرأة أبي سفيان، فقالت: إن أبا سفيان رجلٌ شحيحٌ، وليس يعطيني من النفقة ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: ((خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)) متفق عليه.


هذا هو معنى القوامة كما وضحها الإسلام العظيم، وهي - كما رأيتَ وقرأتَ - قوامةٌ لا استبداد فيها ولا استعباد، قوامةٌ لا تعسُّفَ فيها ولا اضطهاد، قوامةٌ تجد في رحابها المرأة كل تكريمٍ وإعزازٍ .

7 - الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته:

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأعلم إذا كنتِ عني راضيةً، وإذا كنتِ عليَّ غضبى)) قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: ((أمَّا إذا كنتِ عني راضيةً، فإنك تقولين: لا وربِّ محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم))، قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك . رواه البخاري ومسلم .


وعن عائشة رضي الله عنها - قالت: ما غِرْت على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُكثِر ذكرَها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجة، فيقول: ((إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد)) رواه البخاري ومسلم.


وعن عائشة رضي الله عنها - قالت: سابقني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسبقته، فلبثنا حتى أرهقني اللحم، فسابقني فسبقني، فقال: ((هذه بتلك)) رواه أحمد وابو داود .

والمتتبع لأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولسيرته العطرة، ولأسلوب معاملته لنسائه - يجد كل إنصافٍ ومودةٍ ورحمةٍ.

يتبع بعون الله
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.90 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]