[سامى111]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محد صلى الله علية وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :

أحبابى لكم بحث الفرد داخل أغوار نفسه ودهش لما رآه من غرائب وعجائب فى هذه الكهوف المظلمة ولكن هل منا من بحث فى بطون الاشياء ليعرف فحواها ومعناها ؟ هذا ما نسميه الجانب المظلم أوما خفى من محركات تحرك الظاهر هنا وعند هذه النقطة حيث بواطن الأشياء يستطيع الفرد أن يفك شفرة الواقع ويفسر أسباب الحال 0
ومن هنا أدعو أحبابى بتغير نظرتنا للأشياء على اختلاف الوانها وأحجامها فلا تشغل بالك كثيرا بما ترى ولكن حرك قلبك دوما فيما جرى وانظر بمرآة النفس فى ما وراء الثرى 0
ومن هنا أدعوكم لفك حصار الواقع عن العقول وحرروا القلوب لتسير مع الغيوب 0
لترى بعين الحقيقة كيف تتوب الى الله ، فلنتخيل أن التوبة انسان وهيا بنا لنبحر فى أعماقها فيما يسمى " بنفس التوبة " الآن هيأ نفسك ، شد وثاق عقلك ، اربط على قلبك فالإبحار قد تم الآن :
التوبة فى المنظومة النفسية معنى يتألف من ثلاث أمور " علم ، حال ، فعل "
العلم : هو معرفة عظم ضرر الذنوب وكونها حجاب بين العبد وما يحب فإذا تيقن العبد من ذلك حدث الألم لفوات ما يحب فيحدث التأمل فيما جرى "

إذن العلم =إيمان وتصديق بسموم الذنوب

الحال : وهو حال العبد حين سيطرة الألم عليه وهذا مايسمى "بالندم "

فعل : وعند استيلاء الألم على القلب واشتداده يبدأ العبد فى التحرك فتولد الإرادة
وهنا فعل العبد يرتبط بالماضى بجبر الأخطاء أو القضاء ، ومع الحال أى الوقت الذى يتوب فيه بترك الذنوب والمعاصى ، ومع الإستقبال بالعزم على ترك الذنوب 0

واعلموا أن العلم موجب للحال كما أن الحال موجب للأفعال " فتعلم وتألم وافعل وتكلم"
تقبلوا منى هذا الجهد المتواضع
رؤية نفسية للبيان الذى أصدره حجة الإسلام الإمام العلامة / أبى حامد الغزالى عن حقيقة التوبة من كتاب احياء علوم الدين 0

لا تنسونا من صالح دعائكم
الفقير الى الله
سامى يوسف