عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-04-2009, 06:19 AM
الصورة الرمزية قطرات الندى
قطرات الندى قطرات الندى غير متصل
مراقبة القسم العلمي والثقافي واللغات
 
تاريخ التسجيل: Oct 2005
مكان الإقامة: ღ҉§…ღ مجموعة زهرات الشفاء ღ …§҉ღ
الجنس :
المشاركات: 18,079
الدولة : Lebanon
Unhappy السيلياك‏(الذلاقي)أو حساسية القمح‏‏ سر هزال أطفالنا‏


السلام عليكم و رحمة الله وبركااته

‏*‏ في مستشفي للأطفال‏..‏ علي غير موعد رأيتها‏..‏ عمرها كان‏9‏ سنوات‏.‏ نحيلة بشكل لافت للنظر‏,‏ وزنها لايزيد علي‏9‏ كيلو جرامات‏..‏ ساقان نحيفتان‏..‏ ووجه عظامه بارزة‏..‏ وعيونه غائرة‏..‏ وبطن صغير منتفخ جدا‏..‏ تحملها أمها ـ رغم سنواتها التسع ـ إلاأنها لاتملك القدرة علي المشي أو الوقوف وعندما سألت والدتها عن مرضها قالت‏:‏ لا أعلم؟‏.‏ وأنا أيضا كنت لا أعلم سر هذا الهزال‏..!‏
وسر هزالها‏.‏ ومرضها‏..‏ انه سيلياك أو حساسية القمح‏!‏
‏*‏ وهذا المرض ليس حديثا‏..‏ فقد اكتشفته انجلترا في أثناء الحرب العالمية الثانية‏‏ ولخطورته فقد شكلت مجموعة من الاطباء والباحثين مايشبه الكتيبة لمواجهة هذا المرض‏..‏ ولكن قبل أي حديث‏,‏ أو تفصيل‏..‏ ماهو السيلياك؟‏!‏

القمح‏..‏ والسيلياك‏..‏ ومابينهما‏!‏
‏ اسمه العلمي سيلياك اي حساسية القمح وهو مرض معروف في دول العالم المختلفة‏..‏ خاصة في الدول الأوروبية‏.‏ يعاني منه بعض الناس ممن لديهم حساسية لبروتين القمح‏..‏ لاحتوائه علي مادة الجيلوتين التي تتكون عند إضافة الماء إلي الدقيق‏..‏ سواء للعجن لصنع الخبز أو الفطائر‏..‏ أو لصناعة منتجات أخري من دقيق القمح‏.‏ هذه المادة التي تنتج‏..‏ تصيب خملات الأمعاء‏..‏ العضو المسئول عن امتصاص كل مايتناوله الإنسان وتحويله إلي مواد يستفيد منها الجسم‏..‏ فتتكون كتلة علي الخملات تؤدي الي ضمورها وتليفها فلا تؤدي عملها ــ الامتصاص ـ علي الإطلاق وبالتالي لايستفيد الجسم من أي مادة غذائية يتناولها الإنسان‏..‏ ومن ثم يحدث له هزال‏..‏ وإسهال مستمر قد يستمر شهورا طويلة حتي ينتبه له المحيطون‏.‏

مرض الأطفال والمراهقين‏!‏هذا المرض يظهر عند الأطفال في مرحلتين‏:‏ مرحلة الطفولة المبكرة‏[‏ عام ونصف عام‏]‏ ومرحلة المراهقة‏[10‏ إلي‏15‏ عاما‏].‏ في فترة الطفولة والتي ترتبط بالفطام وبدء رحلة تناول أطعمة أخري‏..‏ يكون الاعتماد فيها علي منتجات القمح تبدأ الأعراض بإسهال شديد ومتواصل‏..‏ وغالبا ماتخمن الأم أنها أعراض تسنين‏..‏ أو نزلة معوية‏..‏ الخ‏..‏ وكانت المشكلة في البداية التشخيص‏..‏ فالطبيب لايخضع الطفل لفحوصات وتحليلات‏..‏ وإنما يسلك أقصر الطرق بالتشخيص كنزلة برد أو نزلة معوية‏.

‏ ويبدأ الطفل بتناول عقاقير معالجة لاتؤدي إلي نتائج بالطبع‏..‏ فيستمر الإسهال‏,‏ والهزال وانتفاخ البطن‏..‏ وكل تأخير من جهة الأهل‏,‏ أو المعالجين في التشخيص‏,‏ والعلاج السليم‏..‏ يدفع ثمنه الطفل‏..‏ وتكمن خطورة ذلك في أن هذه المرحلة‏..‏ هي أنها مرحلة تكوين ونمو لكل شيء في جسم الطفل‏.‏ فيبدأ العد التنازلي لاستفادته من أي مادة غذائية‏..‏ كالسيوم‏,‏ بروتين‏,‏ نشويات‏..‏ الخ لتكون صورة الطفل المحبطة لأنه يعاني نقص كالسيوم‏,‏ فتلين عظامه‏..‏ ولاتكون لديه أسنان‏..‏ ويتساقط شعره بشكل واضح‏..‏ لينتهي الأمر به الي توقف نموه‏..‏ وتقزمه‏.‏

فالطفل القزم هو نموذج صارخ‏..‏ لمرض السيلياك‏.‏ حتي عندما تأتي محاولات العلاج في وقت لاحق‏..‏ يكون الأمر قد أصبح صعبا‏..‏ وغير مجد‏..‏ فعنصر الوقت عامل مهم جدا‏,‏وقد شخصت حالات علي أنها أورام خبيثة بالمعدة والأمعاء وتلقت علاجات علي هذا الأساس‏,‏ وقد بدأنا متأخرين إلي الانتباه لدقة في التشخيص واللجوء لنوعين من التحاليل أحدهما للتأكد من إصابة الطفل بالمرض والآخر لتخمين‏,‏ أو استنتاج إمكانية إصابته به من عدمه في فترة لاحقة‏..‏ عندما يصل إلي سن‏10‏ سنوات مثلا‏..‏ والتحليل هو الدرجة الأولي في سلم العلاج‏..‏ ‏

‏ فهناك دول سجلت إحصاءات مثل الأردن‏[1‏ لكل‏2500‏ شخص‏],‏ أيرلندا‏[1‏ لكل‏300‏ شخص‏],‏ السويد‏[1‏ لكل‏5000‏ شخص‏]‏ والدول الأوروبية عموما لاتعاني هذه المشكلة ـ السيلياك ـ فالتحليلات متاحة‏.‏ والتشخيص دقيق‏,‏ والمنتجات البديلة متوافرة‏,‏ فمرض حساسية القمح ليس له علاج عقاقيري اللهم إلا العقاقير التي تؤخذ لتقوية الجسم وزيادة مناعته‏..‏

فعلاجه الوحيد هو الامتناع نهائيا عن تناول القمح‏,‏ ومنتجاته‏..‏ واللجوء إلي بدائل من دقيق الذرة‏,‏ أو الأرز أو الشعير‏..‏ وفي الدول الأوروبية‏,‏ وبعض الدول الآسيوية هذه المنتجات متوافرة ويلتزم كل سوبر ماركت‏,‏ أو مخبز بعرض وبيع هذه المنتجات من‏:‏ خبز‏,‏ ومعجنات‏,‏ وفطائر‏,‏ وحلوي‏,‏ ونشويات كلها مصنوعة من بدائل القمح‏.‏ وجودتها عالية بحيث لايعاني مستخدموها من اختلافات في الطعم عما اعتادوه في دقيق القمح‏.‏
والنتيجة التي تظهر علي المريض بعداسبوع واحد فقط من الامتناع عن القمح ممتازة‏..‏ فتختفي الأعراض تماما‏,‏ ويبدأ الجسم في استعادة طبيعته‏,‏ وتعمل أجهزته بكفاءة

الصورة التقليدية والمتمثلة في طفل هزيل‏,‏ أصفر اللون‏,‏ منتفخ البطن تراجعت‏..‏ لأن كثيرا من المرضي لايبدون بهذه الصورة ومن هنا كان الكشف بالأجسام المضادة للجيلوتين‏..‏ والانتباه لقصر قامة الأطفال وفحصهم قبل أن تبدأ أعراض المرض بالظهور
‏.‏
ولحساسية القمح درجات مختلفة‏..‏ فهناك حالات بسيطة جدا تظهر في شكل قصر للقامة‏,‏ أو أنيميا للحديد‏,‏ أو الفوليك‏..‏ وهناك حالات أخري تبدأ بالإسهال وتنتهي بتليف الأغشية المبطنة للأمعاء وبالتالي توقف النمو‏..‏ ولأننا نعاني قلة عدد المسوحات والعينات لأنها مكلفة فقد اتجهنا إلي طريق آخر‏..‏ وهو البحث في الأطفال الأكثر عرضة لهذا المرض مثل‏:‏ مرضي السكر‏,‏ والنزلات المعوية المتكررة‏,‏ ومرضي الأنيميا المزمنة‏..‏ فنسبة وجود المرض في الأطفال مرضي السكر مثلا‏3%‏ ونعتمد الآن علي عيوننا في الاشتباه في المرض وبالتالي نقوم بعمل التحاليل اللازمة‏..‏ لأن مرضي السيلياك لديهم‏4‏ أضعاف احتمالات الإصابة بأي أمراض أخري عن غيرهم من الأشخاص العاديين

أغذية بلاجيلوتين‏!‏
الذرة بدل القمح مهمتنا‏..‏ البحث بسرعة عن بديل لمسبب هذا المرض ـ القمح ـ وهو متوافر‏..‏ في دقيق الذرة‏..‏ ..‏ والذرة ذات قيمة غذائية عالية‏..‏ ولاتسبب أي أعراض كدقيق القمح‏..‏ ويمكن أن نقوم بتصنيع كل شيء من دقيق الذرة‏..‏البيتي فور‏,‏ البسكويت‏,‏ السابليه‏,‏ الغريبة‏,‏ الكعك‏,‏ الكيك‏,‏ الشيبسي‏..‏ وقد بدأنا محاولات بدائية في تصنيع المكرونة‏..‏ ربما يبدو شكلها مختلفا نوعا ما لأننا نجد صعوبة في تشكيل عجينة الذرة لأنها جافة‏..‏ وإن كانت هناك دول عديدة أحرزت تقدما في إنتاج المكرونة مثل إيطاليا‏,‏ والصين‏..‏ وكلها من دقيق الذرة نظرا للامكانات الهائلة التي تتاح أمامها‏..‏

هل السبب مؤثرات عصبية؟‏!‏
أجمع أغلب الأطباء الذين تم سؤالهم عن السيلياك وظهوره عند أشخاص دون غيرهم‏..‏ أن الجين المسئول عنه موجود في كل الأجسام تقريبا لكن ظهوره من عدمه متوقف علي عوامل مؤثرة وغالبا ماتكون مؤثرات عصبية وهي تختلف من شخص لآخر‏..‏

‏*‏ طفل عمره‏10‏ سنوات طالب في الصف الثالث الابتدائي عاني المرض ـ كما تقول والدته ـ قبل أن يتم أعوامه الثلاثة‏,‏ بدأت الأعراض بحالة ضعف عام لأنه كان مولودا بعيب خلقي في القلب‏..‏ ثم أصابه مغص مستمر‏,‏ وانتفاخ في البطن‏.‏ وبعد رحلة من الألم نتيجة عدم التشخيص السليم‏-‏ توصل طبيبه المعالج للمرض‏-‏ الذي كان قد تسبب في انفجار خملات الأمعاء وبالتالي هذا المغص المستمر‏..‏ وبدأ علاجه الذي تزامن مع إجراء جراحة القلب له‏..‏ وبعد مرور‏7‏ سنوات كاملة هو الآن متوازن جدا‏..‏ فتقدم في دراسته‏,‏ وحالته الصحية مستقرة‏..‏ وهو يعلم جيدا أنه ممنوع من تناول أي منتجات للقمح‏..‏ لأنه حدث ذات مرة أن أعطاه أحد أصدقائه سندويتشا‏.‏ ولم نكن نعلم أننا سنبدأ من جديد وكأننا لم ننجز شيئا في علاجه طوال السنوات الماضية‏..‏ أي أطعمة تحتوي علي القمح‏...‏ تعيدنا للوراء خطوات كثيرة وتؤثر سلبا فيه‏.‏

‏*طالب في كلية الطب في عامه الخامس‏..‏ بدأ رحلة العلاج وعمره‏12‏ عاما‏..‏ فعندما كان يتناول خبزا كانت معدته لاتتقبله‏,‏ كان والداه يتهمانه بالتدلل‏..‏ وعندما بدأت الاعراض تصبح واضحة‏..‏ تم عمل منظار علي الأمعاء وتحليلات أكدت إصابته بهذا المرض‏..‏ ولأنه أصيب به في مرحلة مهمة من النمو‏..‏ فقد تسبب نقص الكالسيوم في جسمه في إصابته بلين عظام مازال يعالج منه‏..‏ فقاطع تماما كل منتجات القمح‏.‏

‏*‏ إحدي السيدات التي أصيبت بالمرض وكان عمرها‏30‏ عاما‏.‏ شخص مرضها علي أنه أورام سرطانية‏.‏ ولكنها سافرت للخارج للعلاج‏.‏ فتم اكتشاف السيلياك ومعالجته‏..‏ وبعد أن كان وزنها‏30‏ كيلو جراما‏..‏ ازداد بعد فترة علاج شهرين الي‏62‏ كيلو جراما‏.‏ وحالتها مستقرة‏.‏

الله يبعد شر جميع الامراض

عن كل المسلمين..
اللهم اميين.
__________________
-------




فى الشفاءنرتقى و فى الجنة..
ان شاء الله نلتقى..
ღ−ـ‗»مجموعة زهرات الشفاء«‗ـ−ღ

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.09 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]