عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 23-03-2009, 08:13 PM
الصورة الرمزية ღ نبض الإيمان ღ
ღ نبض الإيمان ღ ღ نبض الإيمان ღ غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: •·.·´¯`·.·•الدنيا الفانية•·.·´¯`·.·•
الجنس :
المشاركات: 2,478
الدولة : Jordan
افتراضي رد: يا شيخ غزة يا إمام المجاهدين عليك سلام الله في الخالدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخيأحمد ياسين
بقلم نزار ريان


شيخي أحمد ياسين

كُنَّا صغارًا في هذا الوطن الحبيب، نحلمبالبلاد الحلوة الندية، نعشق حكايات الجدات عنها والجدود، نأنس بذكر البيارة والكرموالجابية وبير القواديس، نحب حمار جدنا ونعشق جمله، ونتنسم عبير الزنبق في عسقلان،ونصعد مئذنة روبين في صيف العنب والتين، ونُرَبِّعُ مع آبائنا في ربيع الحصادوالهيطلية على ضوء قمر فلسطين.

- كُنَّا صغارًا، لكن كان الوطن أطيب عبيرًا من

الشذى المسفوح في زهر البرتقال اليافاوي، وأندى من قطف التين في ملقط البوص صبحًا

كُنَّا وكان الوطن كبيرًا، كبيرًا، أكبر من كل شيء في هذا الكون القويالباطش، وطننا أكبر من كل الأوطان وأحلى، في وطننا يافا، وهل في الأوطان مثل يافا

عروسًا تحتضن الشمس أصيلاً فضة وذهبًا، في وطننا عسقلان، وهل للناس عسقلان تذكرهمبصلاح الدين، في وطننا القدس، حَصَانٌ رَزَانٌ، في وطننا بيسان، عطرته سَنَابِك خيلاليرموك ومؤتة، في وطننا عكا، قاهرة الطغاة، فيه يبنى يغير عليها أسامة بن زيدصبحًا، كان الوطن ولم يكن شيء كالوطن في عيون اللاجئين.

- كُنَّا يا فلسطين
صغارًا؛ لكن لا كالصغار في بقية أرجاء الأرض، فقد استيقظنا على آهات معتقةٍجراحاتها، وشفاه لا تكاد تتمتم بشيء كما تتمتم بحكايات البلاد، بير العسل والمية،قصب الجابية الأحلى من كل قصب، الزيتون الذي يقطر زيتًا قبل تصليب الصليب، وكُنَّانصوغ صور الوطن، على لوحة سطح القرميد الإسمنتي
في مخيمات المهاجرين،بكل ألوانالخيال الزاهية.

- كُنَّا صغارًا يا فلسطين، يا حبيبة القلوب ومهجة النفوس المسلمةفي كل مكان، كُنَّا يا حبيبتي نحلم بالساعة التي نراك فيها سالمة منعمة، آمنةمكرمة، وفجأة هجم الليل من كل مكان، يجثم بكلكله على القلوب الصغيرة، فقنابل الهاونتشتت شملنا مرة أخرى، وتمزق أفئدة صغيرة صغيرة، ورأينا الموت في مقابر المخيماتأسود داكنا، وصار من دأبنا أنْ نخرج كل يوم مرات إلى المقابر، نزرعها أحبة كان آخرما همسوا: وصيتكم أن تنقلوا جثتي إلى البلد، وصيتي لبلاد، وصيتي لبلاد.

وتمزقالناس في الأرض وتفرقوا في نكسة جديدة، وصار لنا نكبة ونكسة، وطارت الآهات تلتقيعبر رسائل يحملها من بعيد الصليب الأحمر، يجتمع الناس عند الجامع، ينادي المنادي،ثم ينفض الناس، وحسرات وزفرات، يا مِنْ دَرَا يِجِي منك خبر يا حبيبي؛ يا مِنْدَرَا!!
وفي مسجد العباس يهمس أبو محمد الإمام الياسين في آذان الشباب الصغارحوله: "لا والله؛ والله لنقاتلنهم في اللحظة التي نمتلك فيها مسدسًاواحدًا"،فترتجف الأفئدة إذ التفكير في مواجهة اليهود مخيف ومرعب، وصورة اليهودي مرسومة فيالأذهان من يوم دير ياسين ممتزج لون الدم فيها بالسواد، أفنقاتل اليهود
.
ويتابعالياسين: "نحن واليهود في صراع على هذا الجيل، فإما أن يأخذه اليهود منا، أو ننقذهمن أيدي اليهود"، وأعلنها إمامنا الياسين.

وكانت معركة، ابتدأت إسرائيل الدولةالمنصورة في حرب الأيام الستة تغني في ساحة الأقصى المحترق منبره: "محمد مات،خَلَّف بنات"، يتنغم بها موشي ديان وجنوده، في الباحة بين المسجدين الصخرة والأقصى،وتدار كؤوس الشمبانيا، في باحات كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطهرها بثوبه منقرون.
- كانت معركةً لا كالمعارك، اليهودي يريق الخمر في أفواه السكك الضيقة فيحارات المخيم هدية في عيد يهود، ويجرد الحرائر من الثوب الجلجلي والجنة ونار، ويلبسالنساء موديلات صدورها بادية والنحور، وتطير الملاءات عن الشعر الحرير الطاهرالعفيف، خمر وعري ومقاهي وهزيمة
.
ويبدأ الصراع على الجيل، بين الإمام الياسين
والقلة المؤمنة معه، وبين افتتاح الخمارات، ومنع إنشاء المساجد، وزرع المقاهي،وتعمير السينما النصر والجلاء وعامر والسامر، ونشر الصور الخليعة بين أيدي الصغارفي المدارس الإعدادية، وفتح باب العمل للناشئة خدمًا في سوق اليهود وشواطئ بلادناالمدنسة بنوادي العراة
.
- كانت المعركة كبرى، وكان الشيخ لها، وكان الأقمار معه منالدعاة الصالحين، المؤمنين بأننا سنجوس خلال الديار، ونتبر ما علواتتبيرًا
.
وبدأ الإمام يزرع في بيوت الله وردًا وعنبر، ومسكًا وغالية، ينثرالبذور ويتبعه بالتربية، يحمله على دراجته أحد طلابه إلى البيوت والأزقة، يزور هذا،ويربت على كتف هذا، ويهمس في جباليا وينادي في رفح والشاطئ، ويركب إلى أم النوروبئر السبع، ويقيم المؤسسة، ويعلم الطلاب الصلاة حين ينفض سامر الدروس التي لا تعرفالوطن ولا تمجده.

- كان الصراع على الجيل كبيرًا، يفتتح مدرسة للتلاوة في المسجد،يعلم أولاد فلسطين كيف يرتلون سورة الأنفال ترتيلا، ويعدهم بأن السورة ستصير صورة،وأنَّ الصورة ستكبر وتكبر، وأنها ستمتد في أنحاء الأرض حتى يهتف أهل الفلوجة فيعراق العرب المسلوب: "ولا يهمك يا حماس"، وفي أطراف الأرض تزين الصبايا حجراتهنبصورة الشيخ الإمام أبي محمد الياسين.
وصار عيبًا ألا تعرف "من هو يا ولدي أحمدياسين"، صار عيبًا ألا تكون مع الإمام، صار غفلةً ألا تمشي خلفه، وتجعل كرسيه رمزًالأمة هتافها: "عائدون عائدون، إننا لعائدون".

شيخي أبا محمد؛ لعله قد ابتلتالعروق، ولعل آن لك أن تستريح سيدي المعلم الكبير، فلقد حملت الأمة هما فما وضعته حتى استشهدت، ومضيت تحملنا على العزائم، وتكره الرخص، وتعلمنا كيف يكون الليل مدرسةالمجاهدين قيامًا وصلاة، والنهار للصائمين مدرسة أخرى، والتسابيح، كم كنت تغضب حيننردد غير الآذان كلامًا، وتعتب حين نهمس بين كلمات الآذان غير الله أكبر اللهأكبر.
-
سيدي أبا محمد، لا زلت أنظر في بريق الأمل في عينيك يا حبيبي، لا زلت أعلمأن النصر آت، وأن الفجر قادم، فكم كنت تحضننا بالأمل وتحصننا من الملل، وتدعولمواصلة الطريق، تقول: "الميل الأول صعب، وبعدها يسير الناس على المدرجةوالدرب
".
- سيدي أبا محمد، لطالما علمتنا حيًا، علمتنا أن فلسطين عائدة ما عادالجيل إلى الله، فتدعو لبناء المساجد والمدارس، وتفتح القلوب والأفئدة، بالابتسام
والاتساع لكل الناس.

واليوم علمنا وأنت حي عند ربك بإذن الله، تعلمنا يا حِبَّالقلوب والأفئدة، يا زيتونة يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، فكيف وقد مستهالنار، فامتد لهيبًا يحرق الغاصبين المحتلين، ليرحلوا ليرحلوا، فما في بلادنا مكانللغرباء والغربان،إنهابلادنا.
إنها فلســـــــطين
باركـ الله فيكن اخواتي الغاليات
ع الموضوع المتميز
دمتم بحمى الرحمن
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.41 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.74%)]