عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 22-03-2009, 06:58 PM
الصورة الرمزية الوليد الجزائري
الوليد الجزائري الوليد الجزائري غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
مكان الإقامة: allemagne
الجنس :
المشاركات: 558
الدولة : Germany
افتراضي رد: بحث في مسائل الأيمان والكفر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي على موضوعك الجيد و الهام فموضوع الإيمان والكفر هو أهم موضوعات الاعتقاد، ولا نكون مغالين إذا قلنا أن موضوع الإيمان والكفر هو أهم موضوعات الديانة كلها لكثرة الأحكام المترتبة عليها في الدنيا والآخرة.

أما في الآخرة: فإن مصائر الخلق إلى الجنة أو النار متوقفة على الإيمان والكفر.

وأما في الدنيا فالأحكام المترتبة على ذلك كثيرة، منها:

من أحكام الولاية: بطلان ولاية الكافر على المسلم في صور كثيرة فلا يجوز أن يكون الكافر ولياً أو حكماً أو قاضياً أو إماماً للمسلمين، وصلاته باطلة فلا يكون إماما للصلاة ومن صلى خلفه مع علمه فصلاته باطلة، ولا يلي الكافر مال المسلم فلا يكون وصياً عليه ولا يمكن الكافر من إلتقاط لقيط في دار الاسلام الى غير ذلك من صور الولاية المختلفة.

ومن أحكام النكاح: فإن الكافر يحرم نكاحه من مسلمة ولا يكون ولياً لها في النكاح وإذا نكح وهو مسلم ثم أرتد فسد نكاحه، فإن استمر معاشرة زوجته فهذا زنا.

ومن أحكام التوارث: فإن إختلاف الدين مانع من التوارث، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر) [متفق عليه].

ومن أحكام الجنائز: أن الكافر أو المرتد لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين ولا يجوز لمسلم أن يقف على قبره عند مواراته أو أن يستغفر له، وهذا من تمام البراءة من المشركين في محياهم ومماتهم، قال تعالى: {ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله} [التوبة: 84]، وقال سبحانه: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى} [التوبة: 113].

ومن أحكام الولاء والبراء: فتجب عدم موالاة الكافر، وتجب البراءة منه، ويجب أن يبغضه المؤمن في الله ويظهر له العداوة ما أمكنه ذلك، ولا يعينه على شيء يضر المسلمين، بل يجب التضييق على الكافر مع عدم ظلمه إن كان معاهدأ أو ذمياً.

أحكام الهجرة: مبناها على الايمان والكفر فيجب على المؤمن الهجرة من بين الكافرين ما أمكنه ذلك لينجو بدينه من فتنتهم وحتى لا يكثر سوادهم ولا يعينهم على مسلم.

أحكام الجهاد: وما يترتب عليه من معاملة الأسرى والغنائم والجزية والخراج، كل هذا مبني على الايمان والكفر

أحكام الديار: مبنية على الإيمان والكفر، فلا يجوز للمسلم أن يذهب الى دار الكفر إلا لحاجة ولا يقيم بها إلا لضرورة، كما لا يجوز للكافر دخول دار الاسلام إلا بعهد، وهناك أماكن لا يجوز للكافر أن يقيم بها وهي جزيرة العرب، وهناك أماكن لا يجوز لهم دخولها كالحرم.
1-تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة :
لُغة ً : وله في اللغة العربية إستعمالان :

الأولى : عندما يتعدى بنفسه اذا كان ضميره عائد للفاعل يكون معناه التأمين اي إعطاء الأمان .
مثال ذلك : وأمنتهُ ضد و أخفتهُ و دليل هذا المعنى ، قوله تعالى : { وءامنهم من خوف} [قريش : 4] ، وقوله تعالى : { إن المتقين في مقام أمين } [الدخان : 51] ، وقوله تعالى : { مكين أمين } [يوسف : 54].

ومن السنة ـ قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( النجوم أمنة [1] السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ماتوعد وأنا أمنةُ لأصحابي فإذا ذهبت أتي أصحابي ما يوعدون و أصحابي أمنة لأُمتي فإذا ذهب أصحابى اتى أُمتي ما توعد ) [رواه مسلم | رقم الحديث : 2531].

الثاني : اذا تعدى بالباء أو باللام فيكون معناه التصديق .
قال تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا } اي : بمصدق لنا ، و يقال في العربية : ءامنت بكذا ، اي : صدقت به وءامنت بالنبّي ، اي : صدقت بالنبي ، و قوله تعالى : { و ءامن له لوط } ، أي : صدق له لوط ، و قوله تعالى : { يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين } ، اي : يصدق بك و يصدق بالمؤمنين ، و قوله تعالى : { أفتطمعون أن يؤمنوا لكم .. } [البقرة : 35] ، تعدي بالكلام .

و يقول ابنُ الاثير في هذا : ( أمن ؛ في أسماء الله المؤمن ، و هو الذي يَصْدُقُ عباده وعده فهو من الايمان " التصديق" جزماً ، أو يؤمنهم في القيامه من عذابه فهو من الامان و الأمن ضد الخوف ) [النهاية في غريب الحديث و الاثر 1-69-5] .

الفرق بين لفظ الايمان و التصديق :
قال ابن تيمية رحمه الله : ( فإن كل مخبر عن مشاهدة او غيٍب يقال له في اللغة صدقت كما يقال له كذبت و اما لفظ الايمان فلا يستعمل إلا في الخبر عن غائب ) ، وقال أيضا رحمه الله : ( فإن الايمان مشتق من الامن فإنما يستعمل فيما يؤتمن عليه المخبٍر كالامر الغائب ) [كتاب الايمان ص 276].

اما تعريف الايمان إصطلاحاً عند اهل السنة و الجماعة :

قال البخارى رحمه الله : ( هو قول و فعل ) [فتح الباري : 1-45] ، وفي رواية اخرى ( هو قول و عمل ) ، و قال أيضاً رحمه الله : ( لقيت اكثر من الف رجل من العلماء بالامصار فما رأيت احداً منهم مختلف في ان الايمان قول و عمل و يزيد و ينقص ) [فتح الباري : 1-47].

قال الشافعي رحمه الله : ( وكان الاجماع من الصحابة و التابعين ومن بعدهم وممن ادركناهم يقولون " الايمان قول و عمل و نية لايجزي واحد من ثلاث إلا بالآخر " ) [كتاب الام :8-161 | مجموع الفتاوى:7-209].

قال ابن تيمية رحمه الله : ( وكان ممن مضى من سلفنا لايفرقون بين الايمان و العمل ، العمل من الايمان و الايمان من العمل ) [كتاب الايمان ص 261] .

و قال ايضاً رحمه الله : ( وقد مال الى هذا المذهب ابو عبدالله و هذا قول مالك ابن انس إمام دار الهجرة و معظم أئمه السلف ) [الفتاوى : 144].

و قال أيضاً : ( وأما سائر الفقهاء من اهل الرأي و الأثار بالحجاز و العراق و الشام و مصر - منهم مالك بن انس ، الليث بن سعد ، سفيان الثوري ، الاوزاعي ، الشافعي ، أحمد بن حنبل ، اسحاق بن راهوية ، ابو عبيد القاسم بن سلام ، داوود بن علي و الطبري - ومن سلك سبيلهم فقالوا الايمان : قول و عمل , قول باللسان وهو الإقرار و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح مع الاخلاص بالنية الصادقة ) [كتاب الايمان ص: 292].

قال ابن تيمية ايضاً : ( ومن هذا الباب أقوال السلف و أئمة السنة في تفسير الايمان فتارةً يقولون : هو قول و عمل و تارة يقولون : هو قول و عمل ونية و تارة يقولون : هو قول و عمل ونية واتباع السنة و تارة يقولون قول باللسان و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح وكل هذا صحيح ) [كتاب الايمان ص: 164 | أو شرح النووي لصحيح مسلم 1-125].

قال ابن القيّم : ( و ها هنا أصل آخر و هو ان حقيقة الايمان مركبة من قول و عمل ، و القول قسمان : قول القلب وهو الاعتقاد - يعني التصديق - و قول اللسان و هو التكلم بكلمة الاسلام - يعني شهادة لاإله الا الله محمد رسول الله - ، والعمل قسمان : عمل القلب وهو النية ، الاخلاص و الخوف . . . الخ ، وعمل الجوارح فإذا زالت هذه الاربع زال الايمان ) [كتاب الصلاة ص 26].

قال ابن تيمية : ( و المقصود هنا ان من قال من السلف الايمان قول و عمل اراد قول القلب و اللسان و عمل القلب و الجوارح ) [كتاب الايمان ص 164].
التعريف المختار : ( الايمان ؛ هو اعتقاد القلب و قول اللسان و عمل الجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ) .

اعتقاد القلب : و يشمل عمل القلب و قول القلب .

و يتضمن قول القلب :
معرفة الله سبحانه وتعالى ونبيه والتصديق بهما و بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرائع وما يتضمنه الاسلام من العبادات والاحكام وكذلك التصديق بالملائكة واليوم الاخر والكتب والرسل والجن والبعث والجنة والنار وسائر الامور الغيبيه .

عمل القلب:
و يتضمن اعماله مثل : الاخلاص ، الخشوع ، الخوف ، الرجاء ، المحبة ، الإعتقاد ، الإذعان ، التوكل ، والانابة ... الخ .

قال تعالى : { . . . ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم } [الحجرات : 7] ، وقوله تعالى : { كتب في قلوبهم الايمان } [المجادلة : 22] ، و قوله تعالى : { إلا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان } [النحل : 106] .

ومن السنة ؛ قوله صلى الله عليه وسلم : ( والحياء شعبة من الايمان ) [متفق عليه].

ويدخل فيه جميع اعمال القلوب :

التوكل : قوله تعالى : { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } [].

الانقياد : قوله تعالى : { فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. . . } [النساء : 65] ، نفى الايمان عمن لم يحكم الله ولم نيقاد له ، و وجه الدلالة هو في قوله تعالى في آخر الآية نفسها { و يسلموا تسليما } .

اليقين : قال تعالى : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله و رسوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا في سبيل الله } [الحجرات : 15] .

ملاحظة : شروط لا إله الا الله داخلة في اعمال القلوب ، و هي:
1- العلم.
2- اليقين.
3- ألاخلاص.
4- الصدق.
5- المحبة.
6- ألانقياد.
7- القبول.

قال ابن القيم رحمه الله : ( فاهل السنة مجتمعون على زوال الايمان وانه لاينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب و هو محبته و انقياده ) [كتاب الصلاة ص 26].

قول اللسان :
و يتضمن الشهادتين اتبداءً و من ثم كل قول يلفظ و كذا سائر العبادات القولية مثل : الذكر ، الدعاء ، قراءة القرءان و الكلمة الطيبة. . . الخ .

ملاحظة : من العلماء من استعمل في التعريف إقرار اللسان بدل قول اللسان فإن كان يقصد بالاقرار الشهادتين فقط فهذا خطأ - او ناقص - لأن قول اللسان يتضمن أكثر من الشهادتين كما ذكرنا .

قال تعالى : { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون } [ البقرة : 136] ، و قال تعالى في الاية التي تليها : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم } [ البقرة : 137] ، فسمى قول الايمان ايماناً .

ومن الادلة كذلك ما كان عليه ابو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان مصدقا بقلبه ، بدليل انه قال في الرسول صلى الله عليه وسلم شعراً :


ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
و الله لن يصلوا اليك حتى أو سد في التراب د فينا
لولا الملامة او حذار مسبة لو جدتني سمحاً بذاك مبينا


ومع ذلك لم يقر بلسانه مخافة معرة و مات مشركا و كافرا .

وفي الحديث عن ابي هريرة رضى الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه : ( قل لاإله الا الله اشهد لك بها يوم القيامة ) ، قال : لولا ان تعيرني قريش , يقولون إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك ، فأنزل الله تعالى :{ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لاإله الا الله وأن محمداً رسول الله و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم إلا بحق الاسلام و حسابهم على الله ) [متفق عليه ، رقم 25 البخاري] ، وجه الدلالة : " حتى يشهدوا . . . " .

وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لاإله الا الله وأن محمداً رسول الله. . . ) ، قال في شرحه : ( منه ان الايمان شرطه الاقرار بالشهادتين مع اعتقادهما و اعتقاد جميع ما اتي به النبي صلى الله عليه وسلم ) [شرح صحيح مسلم للنووي : 1-212].

قال ابن تيمية رحمه الله : ( الشهادتان اذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر بإتفاق المسلمين و هو كافر باطنا و ظاهراً عند سلف الامة وائمتها و جماهير علمائها ) [مجموع الفتاوى 7-609].

قال الحافظ البغوي : ( الكافر كان وثنياً او ثنوياً لايقر بالوحدانية فإذا قال لا إله الا الله حكم بأسلامه ثم يجبر على قبول جميع أحكام الاسلام و يبراًمن كل دين خالف دين ألاسلام , وأما من كان مقرا بالوحدانية منكرا للنبوة فإنه لايحكم باسلامه حتى يقول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان يعتقد بان الرسالة المحمدية الى العرب خاصة فلا بد ان يقول الى جميع الخلائق فإن كفر بجحد واجب او استباحة محرم فيحتاج ان يرجع عما اعتقده ) [فتح البارى 12-219].
عمل الجوارح: ويتضمن كل العبادات البدنية كالجهاد ، الحج ، الدعوة الى الله و الحسبة ... الخ [للاستفادة راجع معاررج القبول للحافظ الحكمي : جزء 2 ص20].

قال تعالى : { وما كان الله ليضيع ايمانكم .. } ، فسمى الصلاة ايمانا .

و القارىء لكتاب الله يتبين له ان الامر باعمال الجوارح جاء بعد جميع الندائات الموجهة من الله الى المؤمنين بصيغة { ياايها الذين ءامنوا . . . } ، مثل قوله تعالى في :

{ كتب عليكم القتال } ، { يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام} ، { ياأيها الذين ءامنوا لاتتخذوا اليهود و النصارى اولياء } .

{ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} ، اي صادقون في قولهم ءامنا .

{ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. . . } .

{ ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون} .

و قال ابن تيمية رحمه الله في السابقة الذكر: ( فدل على ان الايمان المذكور ينفي اتخاذهم اولياء و يضاده و لايجتمع الايمان و اتخاذهم اولياء في قلب ) [الفتاوى :7-17].

{ ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين} ، " يتولى " من اعمال الجوارح .

{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا } ، " الطاغوت " ؛ كل معبود عبد من دون الله من متبوع او مطاع.

ومن السنة :

حديث شعب الايمان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الايمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول لا إله الإ الله و ادناها إماطة الاذى عن الطريق و الحياء شعبة من الايمان ) [مسلم] ، فيتضمن هذا الحديث بجملته مركبات الايمان الثلاث : فلا إله الا الله قول و إماطة الاذى عمل جوارح و الحياء عمل قلبي .

قال ابن حجر : ( فإن قيل الحياء من الغرائز فكيف جعل شعبة من الايمان ؟ فأجيب بانه قد يكون عريزة وقد يكون تخلقا ولكن استعماله وفق الشرع يحتاج الى الكتاب و علم دين فهو من الايمان لهذا و لكونه باعثا على فعل الطاعة و عاجزا عن فعل المعصية ) [فتح الباري].

قول النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس : ( اتدرون ما الايمان بالله وحده ؟ قالوا الله ورسوله اعلم . قال شهادة ان لاإله الا الله وان محمدا رسول الله و إقام الصلاة وايتاء الزكاة و صيام رمضان و أن تعطوا من المغنم الخمس ) [متفق عليه ، كتاب الايمان 53].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايزني الزاني حين يزني و هو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ) [متفق عليه].

قال ابن رجب : ( فلولا ان ترك هذه الكبائر من مسمى الايمان لما انتفى اسم الايمان عن مرتكب شيء فيها ) [جامع العلوم 105].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايؤمن احدكم حتى يحب لإخيه مايحب لنفسه ) [متفق عليه].

قال الكرماني : ( ومن الايمان ايضا ان يبغض لأخيه مايبغض لنفسه من الشر ولم يذكره لأنه حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه ، فترك التنصيص عليه اكتفاء ، والله اعلم ) [فتح البارى].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( و الله لايؤمن و الله لايؤمن و الله لايؤمن ) ، قيل : من يا رسول الله ؟ ، قال : ( الذي لايأمن جاره بوائقه [1] ) [البخاري].

_الإيمان يزيد وينقص :وأدلة ذلك:
قال الله تعالى:{وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا} [المدثر: 31].
وقال: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة: 124]
وقال: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].
وقال:{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا} [الفتح: 4].
وقال:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].
وقال: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} [مريم: 76]. وغيرها

وقد خالف في هذا الباب اي الايمان والكفر ثلاث فرق:
1-الخوارج والمعتزلة: فقد جعلوا الايمان شاملا للاقرار اللساني والتصديق القلبي وجميع أنواع الطاعات الصغيرة والكبيرة أي ان جميع أحاد الأعمال هي ركن في الايمان فالايمان عندهم لايتبعض ولايتجزأ ولايتقص فإذا نقص منه شيء ذهب كله فمرتكبوا الذنوب عند الخوارج كفار وعند المعتزلة ليسوا بمؤمنين ولا كفار اي منزلة بين المنزلتين ولكن كليهما متفقون انه خالد مخلد في النار .
والرد عليهم أن تصوص الكتاب والسنة وأصول الشرع قد دلت أن الايمان لاينتفي عن الذي يترك بعض الأعمال وذلك ان الله تعالى ذكر الايمان وقرنه بالمعاصي قال تعالى" الذين آمنوا ولم يلبسُوا إيمانهم بظلم"وقال وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما "فسماهم مؤمنين رغم اقتتالهما وقال تعالى "والذين ءامنوا ولم يهاجروا "فقد ابقى اسم الايان مع من لم يهاجر مع عظم وعيد ترك الهجرة ترك الهجرة .وقال أيضا "ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا"فالأمر بالتوبة لمن لا دنب له محال .ثم ان نصوص الكتاب والسنة دلت ان الزاني والسارثق لا يقتل بل يقام عليه الحد فدل على انه ليس بكافر وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :قال لي جبريل :من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ولم يدخل النار .قلت وإن زنى وسرق قال وإن زنى وسرق)رواه البخاري


2_ المرجئة بجميع فرقها :وحاصلها انها تقول ان الإيمان إعتقاد القلب وقول اللسان ولادخل للأعمال فيه فأي انسان صدق بقلبه بالله ورسوله وشهد بذلك بلسانه فهو مؤمن كامل الايمان وان لم يأتي بعمل قط بل وان أتى بنواقض الإيمان العملية كسب الله وقتل النبياء وتعطيل شريعة الله وغيرها فهو مؤمن مالم يستحلها ولهم أدلة في ذلك هي أهون من بيت العنكبوت :
الأول : بعض الأحاديث التي قد يفهم منها حصول النجاة في الآخرة لمن لم يعمل خيرا قط من أعمال الجوارح ، كحديث الجهنميين ، وحديث البطاقة ، وأحاديث الشفاعة بوجه عام .
الثاني : بعض النقولات عن أهل العلم .

يتبع ان شاء الله..
__________________
_________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.19 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.18%)]