- قال النووي و ابن الصلاح : ( و الصواب اعتبار التمييز , فإن فهم الخطاب و رد الجواب كان متميزا صحيح السماع و إن لم يبلغ خمسا , و إلا فلا ) .
و على هذا يحمل ما روي عن موسى بن هارون الحمّال , فإنه سئل : ( متى يسمع الصبي الحديث ؟ فقال إذا فرّق بين البقرة والحمار ) .
و أما كتابة الحديث و ضبطه , فإنه لا اختصاص لهما بزمن معين , بل العبرة فيهما باستعداده و تأهله لذلك , و ذهب السيوطي إلى أن تقديم الإشتغال بالفقه على كتابة الحديث أسدّ و أحسن , و هو كما قال في تعلم مبادئ الفقه , لا في التوسع فيه فإن الإشتغال بالحديث و التوسع فيه - بعد تعلم مبادئ الفقه - يقوي ملكة التفقه في الكتاب و السنة في طالب العلم و يضعه على الجادة المستقيمة في استنباط الأحكام منهما , و ينزع من قلبه التعصب للأراء و الأهواء , قال الشيخ أحمد شاكر : و عندي أنه ينبغي لطالب العلم المشتغل بالحديث أن يكثر من درس الأدب و اللغة , حتى يحسن فقه الحديث و هو كلام أفصح العرب وأقومهم لسانا ص 326
- قال الخطيب : و قد كان جماعة من أهل العلم لا يكادون يخبرون عمّا سمعوه من الشيخ إلا بقولهم : أخبرنا , منهم حماد بن سلمة و ابن المبارك و يزيد بن هارون و عبد الرزاق و يحيى التميمي , و إسحاق بن راهويه و آخرون كثيرون ص 328
- قال الخطيب : أرفع العبارات سمعت ثم حدثنا , و حدثني قال ابن الصلاح : و ينبغي أن يكون حدثنا وأخبرنا أعلى من سمعت , لأنه قد لا يقصده بالإسماع بخلاف ذلك و الله أعلم قال ابن كثير : بل الذي ينبغي أن يكون أعلى العبارات على هذا أن يقول : حدثني - رجح ابن حجر أن سمعت أبلغ من حدثني و علل ذلك بقوله : لأنها لا تحتمل الواسطة و لأن حدثني قد تطلق في الإجازة - فإنه إذا قال حدثنا أو أخبرنا قد لا يكون قصده الشيخ بذلك أيضا , لاحتمال أن يكون في جمع كثير و الله أعلم ص 328
- القراءة على الشيخ - العرض - هي دون السماع من لفظ الشيخ , و عن مالك وأبي حنيفة و ابن أبي ذئب : أنها أقوى , و قيل هما سواء , و يعزى ذلك إلى أهل الحجاز و الكوفة , و إلى مالك أيضا وأشياخه من أهل المدينة و إلى اختيار البخاري و الصحيح الأول و عليه علماء المشرق ص 330
- اختلف في جواز الرواية في هذا - أي قراءة على الشيخ - بقوله حدثنا أو أخبرنا بالإطلاق - من غير أن يصرح بالقراءة على المروي عنه - فمنعه بعضهم , و أجازه آخرون , بل حكاه القاضي عياض عن الأكثرين , و الصحيح المختار عند المتأخرين من الحفاظ إجازة قوله أخبرنا و منع قوله حدثنا , و ممن كان يقول به النسائي و هو مروي عن ابن جريج والأوزاعي وأول من فعله بمصر عبد الله بن وهب . ص 334
- قال أحمد بن حنبل : ( إتبع لفظ الشيخ في قوله حدثنا , و حدثني , و سمعت و أخبرنا و لا تعده ) ص 338