السلام عليكم
القصيدة المشهورة في رثاء الاندلس
للشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي ..
لكل شيء اذا ما تم نقصان ***فلا يغر بطيب العيش انسان
هي الامور كما شاهدتها دول *** من سره زمن ساءته ازمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد ***ولا يدوم على حال لها شان
دهى الجزيرة أمر لاعزاء له ***هوى له أحد وانهد ثهلان
فاسأل بلنسية, ما شأن مرسية ***وأين شاطبة , أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم*** من عالم قد سما فيها له شان
قواعد كن أركان البلاد فما ***عسى البقاء اذا لم تبق اركان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف***كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الاسلام خالية ***قد اقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ما ***فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة ***حتى المنابر ترثي وهي عيدان
يامن لذلة قوم بعد عزهم ***أحال حالهم كفر وطغيان
فلو تراهم حيارى لادليل لهم ***عليهم من ثياب الذل ألوان
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم ***لهالك الامر واستهوتك أحزان
يارب أم و طفل حيل بينهما ***كما تفرق أرواح وأبدان
لمثل هذا يذوب القلب من كمد ***إن كان في القلب إسلام وإيمان