عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16-03-2009, 02:37 AM
سيد الكلمة سيد الكلمة غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
مكان الإقامة: Oman
الجنس :
المشاركات: 57
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تضحيات أعوام تختزل في 21 مارس | جديد الرباط |

وتأمل في هذا الفرق الذي جاء على لسان النبي عيسى عليه السلام، فهو حين تكلّم عن وجوب البرّ والإكرام ذكر وصف
"الوالدة"، فقال: {وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً} [مريم:32].وحين تكلم القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام وعن مواصفات وصفات والدته الكريمة والمعجزة، أطلق عليها لفظ "الأم"، فقال عزّ وجل: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمّه صديقة...} [المائدة:75]، وعندما أراد الله عز وجل لفت نظر الأبناء إلى معاناة الأم جراء الولادة، مقدماتها وآثارها ونتائجها، فإن القرآن الكريم يطلق كلمة "الأم" المضحية الصابرة المكرمة يوم القيامة والتي أمرنا الله بإكرامها في الدنيا إكراماً مطلقاً لا حدود له، فمن أساليب القرآن الكريم البليغة في هذا المجال أنه يوصينا ببرّ الوالدين ثم يعقبها بالحديث عن الأم فقط لشدة فضلها على الأب {ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن} [لقمان:14" (3 )



الأم في 21 مارس !!


الأم قبل هذا التاريخ ، كانت هي الأم نفسها التي تعبت ، وشقيت ، وسهرت ، وما غاب عنها الحرص على رعاية وتربية أبناءها بكل ما لديها من طاقة وقوة ، وهي نفسها التي نحتفل بها اليوم فما الفرق إذا ؟؟!!
الفرق كبير جدا حيث جعلنا حبنا الكبير الراقي الذي فطرنا الله عليه يظهر في يوم مستورد من الغرب نغدق عليها بالهدايا والكلمات دون غيره من الأيام الأخرى ، فالأم في كنف أبنائها تحتاج إلى هذا النهر المتدفق من الحب طيلة أيام عمرها لكي تشعر بقيمتها الحقيقية ، فالأم لم تخصص يوما واحدا في السنة لإظهار حبها ومدى رعايتها لنا ، فنحن نحتاج إليها حتى بعد أن نكبر ، ولذا يجب أ لا نبخل عليها بالحب الدائم ، فكم هو مهم لها هذا الحب ، وخاصة في مراحل عمرها المتقدمة ، فهي بحاجة للرعاية ، والمصاحبة ، وحسن المعاملة ، والرفق بها ، والارتقاء بشأنها
فيوم الأم هو كل يوم وكل لحظة في عمرها وحتى بعد وفاتها لأنها تظل خالدة في قلوبنا



إذا ما حقيقة هذا اليوم المزعوم الذي صدره لنا الغرب.. ؟؟



حقيقة هذا اليوم المصدر لنا نحن العرب أن العالم الغربي كان يعيش حالة من الفوضى والعبث في الحياة دون التقيد بأي دين أو حتى قانون موضوع ، فانتشرت الفاحشة وازداد التحرر وكثر إنجاب الأبناء غير الشرعيين ، وأبناء الشوارع ، وكثر إنشاء الملاجئ التي باتت تحوي الكثير من هؤلاء الأبناء المشردين والمحرومين والذين يعتبرونهم نتيجة عبث المراهقة بين الفتيان والفتيات فأنفقت هذه الملاجئ الكثير عليهم حتى كبر بهم السن وضاقت بهم الحياة ،فتنبه المفكرون وعلما الاجتماع لحال هؤلاء اللقطاء الذين كبر بهم السن فقرروا لتعزيز الجانب الإنساني لديهم أن جعلوا يوم 21 مارس يوماُ للاحتفال بها يسمى ( بعيد الأم ) كنوع من المواساة والمشاركة بينها وبين هؤلاء الأبناء.


ونحن العرب والمسلمين انتهجنا نهج الغرب في هذا اليوم وعملنا له البرامج الغنائية والاحتفالية تكريما لهذا اليوم الذي ضيعنا من خلاله حق أمهاتنا، وجعلنا الأم عبارة عن ذكرى سنوية نحتفي ونحتفل بها مرة في كل عام ، مثلها مثل تأمين سيارة ، أو عقد إيجار شقة . فالأم أسمى وأكبر من فكرة هذا اليوم المزعوم ، فنحن لا ننكر حبنا لأمهاتنا ولكن الأحرى بنا ألا يكون حبا منقوصا ، يعبر عنه في يوم واحد كل سنة فطريق الهدى واضح وعلينا اتباعه.
فالأم مهما قدمنا لها من تضحيات وتنازلات ، إلا أننا لن نفيها حقها نظرا لتضحياتها العظيمة التي قدمتها لنا.


ماذا عسانا أن نفعل ..؟؟


كفانا تعظيما وتهليلا بهذا اليوم الذي سرق منا بهجة فرحتنا العظيمة بوجود أمهاتنا وقرة أعيننا ، فالأحرى بنا إظهار مشاعرنا و حبنا لها طيلة العام ، وعلى مدى الأيام ، والسنين ، بل وفي كل اللحظات ..


وهنا أوجه رسالة


إلى كل من ضاق بهم الوقت وصرفتهم شؤون الدنيا عن هذه الجوهرة المصونة واللؤلؤة المكنونة ، احرص أخي أختي في الله، على وصل حبل الود مع أمك فلن تعدم الوسيلة ..حاول أن تبدد وحشتها و تؤنس وحدتها في كبرها وألا تنساها
  
وإليك بعض الوسائل التي بها تسعدها وتبهج قلبها






  • وأنت في عملك اجري اتصالا هاتفيا مع والدتك
  • امنحها كلمات الملاطفة الجميلة تعبيرا عن حبك لها
  • أشرِكها طعامك
  • تنزه معها برفقة أسرتك.
  • فاجئها بين الفينة و الفينة بتقديم هدية بسيطة .
  • رافقها إلى مكان مميز بين حين وآخر.
  • قدم لها وردة
  • استقبلها بابتسامتك
  • استمع لقصصها
وهناك الكثير للاحتفاء بهذه الأم ، التي هي سبب وجودنا من بعد الله سبحانه وتعالى، فالأم مخلوق جميل بل هي بحر الحب الذي لا ينضب ونهر الحنان الذي لا يجف لذا احرص على أن تكون علاقتك بها أسمى ، وأقوى من مجرد يوم ضائع ، ولا تنسى أن رضاها يترتب عليه الفوز في الدارين ،فحبها يمنحنا الطمأنينة والارتياح ، وسعة الرزق ،فلا تحرم نفسك من هذا الشرف العظيم الذي يعتبر وساماً لك في هذه الدنيا ، و يزيد رصيد حسناتك في الآخرة ..






للدكتور أبو مالك
12 مارس 2009


_______________________________
مصادر ومراجع استخدمتها





(1) كتاب غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب للكتاب محمد بن أحمد بن سالم السفاريني



(2) بيان حقيقة الأم في القرآن الكريم ( مجلة البحوث الإسلامية ) معهد اللغة العربية


(3) الموسوعة الشاملة (فقه اللغة ) تجميع معاني ومصطلحات






  • درس عيد الأم أصل ونهاية للشيخ حسن زايد خبير في العلم المقارن
مراجعة وتدقيق : عضو مجموعة الرسالة الدعوية


شبكة الرباط الفلسطينية 2009

التعديل الأخير تم بواسطة وســـــــــام* ; 18-03-2009 الساعة 02:39 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.05 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (1.86%)]