
05-03-2009, 09:33 PM
|
عضو جديد
|
|
تاريخ التسجيل: Mar 2009
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 2
الدولة :
|
|
ماذا يفعل القبر بالانسان
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
ذكر القرطبي أن أحد المحتضرين ..ممن بدنياه انشغل .. و غره طول الأمل .. لما نزل به الموت .. و اشتد عليه الكرب .. اجتمع حوله أبناؤه .. يودعونه .. و يقولون : قل لا اله الا الله .. فأخذ يشهق .. و يصيح .. فأعادوها عليه .. فصاح بهم و قال : الدار الفلانية أصلحوا فيها كذا .. و البستان الفلاني ازرعوا فيه كذا .. و الدكان الفلاني اقبضوا منه كذا .. ثم لم يزل يردد ذلك حتى مات .. نعم .. مات .. و ترك بستانه و دكانه .. يتمتع بهما ورثته .. و تدوم عليه حسرته ..
و ذكر ابن القيم أن أحد تجار العقار .. ذكّر بلا اله الا الله عند احتضاره فجعل يردّد : هذه القطعة رخيصة .. و هذا مشتري جيّد .. و هذا كذا .. و هذا كذا ..حتى خرجت روحه ..
و هو على هذا الحال .. ثم دفن تحت الثرى .. بعدما مشى عليه متكبرا .. قد جمع الأموال .. و كثر العيال .. فما نفعوه في قبره و لا ساكنوه ..
أما أهل المعازف و الغناء .. فلهم عند الموت كربة و بلاء ..
ذكر ابن القيم : أن رجلا من أهل الغناء و المعازف حضرته الوفاة .. فلما اشتدّ به نزع روحه ..قيل له قل : لا اله الا الله .. فجعل يردد أبياتا من الغناء .. فأعادوا عليه التلقين : قل لا اله الا الله .. فجعل يردد الألحان و يقول : تنتنا .. تنتنا .. حتى خرجت روحه من جسده .. و هو انما يلحّن و يغني ..
أما أحوال القبور .. فهي أدهى و أخطر .. فكم من جسد صحيح .. و وجه صبيح .. و لسان فصيح .. هو اليوم في قبره يصيح .. على أعماله نادم .. و على الله قادم .. خرج عمر بن عبد العزيز .. في جنازة بعض أهله فلما أسلمه الى الديدان .. و دسه في التراب .. التفت الى الناس فقال : أيها الناس : ان القبر ناداني من خلفي .. أفلا أخبركم بما قال لي ؟
قالوا : بلى
فقال : ان القبر قد ناداني فقال : يا عمر بن عبد العزيز .. ألا تسألني ما صنعت بالأحبة ؟
قلت : بلى
قال : خرقت الأكفان .. ومزقت الأبدان .. و مصصت الدماء .. و أكلت اللحم ..
ألا تسألني ما صنعت بالأوصال ؟
قلت : بلى
قال : نزعت الكفين من الذراعين .. و الذراعين من العضدين .. و العضدين من الكتفين .. و الوركين من الفخذين .. و الفخذين من الركبتين .. و الركبتين من الساقين .. و الساقين من القدمين .. ثم بكى عمر فقال : ألا ان الدنيا بقاؤها قليل ..و عزيزها ذليل .. و شبابها يهرم .. و حيها يموت .. فالمغرور من اغتر بها .. أين سكانها الذين بنوا مدائنها .. ما صنع التراب بأبدانهم ؟ و الديدان بعظامهم و أوصالهم ؟
كانوا في الدنيا على أسرة ممهدة .. و فرش منضدة .. بين خدم يخدمون .. و أهل يكرمون .. فاذا مررت فنادهم .. و انظر الى تقارب قبورهم من منازلهم .. و سل غنيّهم ما بقي من غناه ؟ و سل فقيرهم ما بقي من فقره ؟
سلهم .. عن الألسن .. التي كانوا بها يتكلمون .. و الأعين التي كانوا الى اللذات بها ينظرون .. و سلهم عن الجلود الرقيقة .. و الوجوه الحسنة .. و الأجساد الناعمة .. ما صنع بها الديدان ؟
محت الألوان .. و أكلت اللحمان .. و عفرت الوجوه .. و محت المحاسن .. و كسرت القفا .. و أبانت الأعضاء .. و مزقت الأشلاء .. أين خدمهم و عبيدهم .. أين جمعهم و مكنوزهم ؟
و الله ما زودوهم فرشا .. و لا وضعوا هناك متكئا ..
أليسوا في منازل الخلوات .. و تحت أطباق الثرى في الفلوات ؟ أليس الليل و النهار عليهم سواء ؟
ثم بكى عمر و قال : يا ساكن القبر غدا .. م الذي غرك من الدنيا !..
أين رقاق ثيابك .. أين طيبك .. أين بخورك .. كيف أنت على خشونة الثرى ..
اللهم نسألك الجنة و ما يقربنا اليها من قول و عمل و أعوذ بك من النار و ما يقربنا اليها من قول و عمل
اللهم اني أعوذ بك من عذاب في النار .. و عذاب في القبر
اللهم آمييييييييييييييييييييييييييين
اللهم آمين
|