[الوعدالصادق]

الملائكة مخلوقات نورانية، لا يتمتعون بصفات البشر؛ من مشرب ومأكل، وذكورة وأنوثة، وزواج ونوم وشباب وشيخوخة.. بل كلٌ يقوم بما أمره الله به، يطيعونه ولا يعصونه، حيث يقول تعالى: )يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ( (سورة النحل 16/50). ويقول سبحانه: )إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ( (سورة الأعراف 7/206) وللملائكة القدرة بأمره تعالى على الانتقال من مكان إلى مكان آخر بل التجوال في السماوات والأرض. وهم ذات أجنحة حيث يقول تعالى: )الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ..((سورة فاطر 35/1). والملائكة في غاية من القوة والسرعة، حيث تستطيع وبكل سهولة أن تقوم بما لا يستطيع البشر القيام به، وأن تصل إلى ما لا يستطيع البشر الوصول إليه. كما أعطاهم الله القدرة على التشكل بأشكال مختلفة، كما جاء جبريل إلى النبي محمد e بصورة بشر، وهو الصحابي دَحية، وجاءه على صورة إنسان غريب غير معروف لديهم تارة أخرى؛ كما ورد في حديث ابن عمر. (صحيح مسلم 1 باب الإيمان الحديث رقم 9). ويخبرنا القرآن الكريم أن من أتى إبراهيم u ومريم عليها السلام من الملائكة كانوا على شكل بشر أيضا. )وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ!فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ( (سورة هود 11/69-70)؛ )وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ! فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا( (سورة مريم 19/16-17 ). ولا يمكننا رؤية الملائكة بالعين المجردة، وعدم رؤيتنا لهم بحاسة البصر لا يعني عدم وجودهم، ذلك لأن عين البشر التي أبدعها الله سبحانه لا تستطيع رؤيتهم. ولا يعنى بالضرورة ذلك أي عدم رؤيتهم إنكار وجودهم، فهناك كثير من الموجودات التي نقر ونؤمن بوجودها ولا نستطيع رؤيتها؛ كالعقل، والروح، والذكاء، والفرح، والحزن.. فعلينا أن نؤمن بوجودهم كما نؤمن بوجود عقلنا وروحنا.