هو أبو عبد اله النعمانُ بن بشير بن سعد الأنصاري الخزرجي وأبوه بشير رضي الله عنهما أول من بايع أبا بكر الصديق رضي الله عنه من الصحابة الأنصار يوم السقيفة ، وكان بشير رضي الله عنه قد شهد بيعة العقبة وبدراً وأحداً والخندق ، ثم كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم في جيش خالد بن الوليد رضي الله عنه فاستشهد يوم عين التمر .
وأمه عمرة بنت رواحة شقيقة عبد الله بن رواحة ، وكانت قد وضعته في المدينة للسنة الثانية للهجرة وهو أول صبي للأنصار يولد بعد الهجرة النبوية .
اشتغاله برواية الحديث النبوي
ما إن ترعرع النعمان رضي الله عنه حتى صار يروي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما انتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى أخذ ينهل الأحاديث الشريفة عن أئمة الصحابة مثل خاله عبد الله بن رواحة وعمر وعائشة رضي الله عنهم وقد روي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه (114) حديثاً نقلها عنه ابناه محمد وبشير ، والشعبي وسماك بن حرب ، ومحمد بن عبد الرحمن الزهري وأبو سلام ممطور ، وأبو قابة ، وعروة ، وخيثمة بن عبد الرحمن .
مع معاوية
كان النعمان بن بشير رضي الله عنهما ممن تأثروا لمقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه تأثراً بالغاص وقد وجهته نائلة امرأة عثمان رضي الله عنهما بقميص الخليفة الشهيد إلى معاوية والى الشام ، ومنذ ذلك الحين تنعقد بينه وبين مؤسس الخلافة السفيانية موالاة قوية ، ويصبح النعمان من كبار أعوانه ، فيوليه على حمص ، ثم اليمن ، ثم الكوفة ، وخلف معاوية ابنه يزيد ، وكان النعمان آنئذ والي الكوفة فأبقاه عليها فترة ثم عزله ، ولم يلبث أن أمره على حمص مرة أخرى .
وعلى الرغم من مناصرة النعمان لمعاوية ، وأنه يعد من رجاله ، لم يكن يتردد أن يقول أمامه ما يراه حقاً . فهو يأبى أن يتبدل سعد حاجب معاوية بلقب الأنصار أولاد عمرو بن عامر ، أو الأوس والخزرج ، وهو يستنكر على مروان بن الحكم أن ينفذ الحد في عبد الرحمن بن حسان دون أن ينفذه بأخيه عبد الرحمن بن الحكم ، عندما لحج الهجاء بينهما واستفحش ، وكان ابن حسان قد كتب إلى النعمان بمظلمته ، فدخل النعمان على معاوية يخاطبه :
يا بن أبي سفيان ما مثلنا***جار عليه ملك أو أمير
اذكر بنا مقدم أفراسنا***بالحنو إذ أنت إلينا فقير
ويذكره بمكرمة أبيه بشير بن سعد يوم تقدم الأنصار لمبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عليهم وبما أبلوه يوم بدر ، ويطلب إليه إعطاء ابن حسان حقه . فاستجاب له معاوية ، وكتب إلى مروان أن اضرب أخاك مائة .