[أسامة*]

إسماعيل هنية يقلب الطاولة في وجه الساسة العالميين.

أثبتت الأيام أن كل الشائعات التي كان مفادها أن حماس انتهت بعد استشهاد كل من الشيخ أحمد ياسين و الشيخ الرنتيسي ، أنها خاطئة و لا تنطلي على عقل طفل .

فقد أبدى قادة حماس عن حنكة سياسية لا نظير لها في الدبلوماسية العربية ، فأثبتوا للعالم و بالطريقة التي يفهمها ( الديمقراطية ) أن الشعب يختار درب الفداء و الإستشهاد بديلا عن طريق التمسح بعتبات أوسلو و واشنطن ... و هي رسالة قوية وجهها الشعب الفلسطيني لما يسمى بالمنتظم الدولي ، رسالة عنوانها حماس و مضمونها "... الشباب لن يكل همه أن يستقل أو يبيد ..."

كما و اثبتوا للعدو و مرة أخرى بالطريقة التي يفهمها أن إرداة الشعب أسمى و أقوى من أن تنكسر فضربت الحركة المباركة في العمق الصهيوني و بطريقة نوعية " الوهم المتبدد" و فريدة و اختطفت الجندي شاليط ، و ها هي اليوم تدافع عن عرينها بصورايخها التي أبدع مهندسوها في تصميمها بتوفيق من الله عز و جل أولا ثم بمثابرتهم و جهودهم ... صواريخ أسكنت الصهاينة المعتدين تحت الأرض و قبلهم أسكنت الرعب في قلوبهم .

و قد جرت سنة كونية أن المحن تصنع الرجال . و رجالات حماس اليوم ، و الذين يعتقدون بمعتقد عامة المسلمين أن النصر من عند الله العزيز الحكيم ، يخلطون أوراق البيت الأبيض و يحرجون الرجل الأسود على لسان الحبيب إسماعيل. و لعله أول اختبار للزنجي الذي طلع على العالم بخطاباته الرنانة متوعدا العالم بإصلاح ما افسد خلفه .و لا يختلف اثنان أن أكبر خطأ ارتكبه الحمق بوش أن صنف حماس كحركة إرهابية ما جعل كل العرب يولون الدبر تاركين الحركة و شعبها في وجه المدفعية الصهيونية ...

نحن نحسن الظن بإخواننا في الحركة المباركة و نعلم يقينا أن طريق المعاهدات ما كان يوما سبيلهم و أنهم اختاروا الحرية بدلا من قيود نعيم الدنيا الذي ينعم فيه فريق أوسلو أو أنهم اختاروا الجوع بدلا عن مطبخ عباس الكبير و أنهم لبسوا أكفانهم وقت تنصيبهم على رأس الحركة .

و تبقى كل التخمينات و التحليلات مقاربة للواقع ، و أن الزمن وحده سيكشف صواب أو خطأ كل فرضية على حدة . و في انتظار تكشف الحقائق ، وجب على عامة المسلمين التلفف حول راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ، كما وجب عليهم البحث الأرضيات المشتركة للحوار بدلا من إفناء العمر في البحث عن نقاط الإختلاف التي من شأنها خلق الحقد و الضغينة .

في حمى الرحمان

أخوكم أبو زيد أسامة .