عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-01-2009, 05:45 PM
عاشق البيان عاشق البيان غير متصل
موقوف من قبل الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: السعوديه
الجنس :
المشاركات: 2,651
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي اجمل ماقيل في الرثاء

بسم الله الرحمن الرحيم


هذه هي قصيدة ابي البقاء الرندي التى ابكت المسلمين عندما اصبحت الاندلس في ايدي النصارى قصيدة رثاء فيها حال اهل الاندلس ومأسيهم


*


*


*


*


*


لكل شيء إذا ما تم نقصان *** فلا يغر بطيب العيش إنسانُ


هي الأمور كما شاهدتها دولٌ *** من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ


وهذه الدار لا تُبقي على أحد *** ولا يدوم على حال لها شانُ


أين الملوك ذوو التيجان من يمنٍ؟ *** وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ


وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ *** وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ


وأين ما حازه قارون من ذهب *** وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ


أتى على الكل أمر لا مرد له *** حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا


دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء له *** هوى له أحدٌ وانهد ثهلانُ


أصابها العينُ في الإسلام فامتحنت *** حتى خلت منه أقطارٌ وبلدانُ


فاسأل "بلنسيةً" ما شأنُ "مرسيةٍ" *** وأين شاطبةٌ أمْ أين جيَّانُ


وأين قرطبةٌ دارُ العلوم فكم *** من عالِمٍ قد سما فيها له شانُ


وأين حمصُ وما تحويه من نُزَهٍ *** ونهرها العذب فياض وملآنُ


قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما *** عسى البقاء إذا لم تبقَ أركانُ


تبكي الحنيفيةُ البيضاءُ من أسفٍ *** كما بكى لفراق الإلف هيمانُ


حيث المساجدُ قد أضحتْ كنائسَ ما *** فيهنَّ إلاّ نواقيسٌ وصلبانُ



حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حتى المنابرُ ترثي وهي
عيدانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ *** فقد سرى بحديثِ القومِ ركبانُ


بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم *** واليومَ هم في بلاد الكفر عُبدانُ


فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ *** عليهم من ثيابِ الذلِ ألوانُ


ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ *** لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ


لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ *** إن كان في القلب إسلامٌ وإيمان
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.43 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (4.01%)]