عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-01-2009, 08:48 PM
الصورة الرمزية saja11
saja11 saja11 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 62
الدولة : Morocco
63 63 احتضار داعية .. كلنا نعرفه

احتضار داعية


بدأت الذاكرة تنسى أذكار الصباح والمساء ... لبعد العهد بترديدها
.
السنن الرواتب مهملة لم يبق منها إلا سنة الفجر .. غالب الأيام لا كلها !
لا ورد من القرآن يتلى ، ولا ليل يُقام ، ولا نهار يُصام .
حلق العلم لم يعد لها نصيب في الجدول اليومي أو حتى الأسبوعي !
الصدقة يوقفها عشرة شياطين وشك واحتياط وتـثبت ، فإن خرجت من الجيب خرجت هزيلة على تسويف أن أختها ستكبرها بعد توفر الشروط وانتفاء الموانع !
العمل يستغرق سحابة النهار ، وشفق الغروب ، وربما بعضاً من نجوم الليل !
يمر اليوم واليومان والأسبوع ولم يُستغرق الوقت في قراءة جادة !
أصبح الجهاد أخباراً تتابع , لا قلباً يحترق وجسداً يتوق للمشاركة وأملاً ينتظر النصر والهجرة !
ينقضي المجلس وينصرف الجمع وقد ضحكوا ملء الأفواه ، وأكلوا ملء البطون ، وربما أكلوا لحم فلان وفلان ميتاً ، وتقاصُّوا أخبار السلع والسيارات وغرائب الطرائف ، ولم يتذاكروا آية أو حديثاً أو فائدة ، والحضور : "ملتزمون" ومنهم "دعاة" ، فإن كان ولا بد فالجرح والتعديل مطية المجالس هذه الأيام !

زهد في السنن ، وتوسع في المباح ، وتهاون في المحظور : .. صلاة الضحى والوتر .. ، دعاء الخروج والدخول للمنـزل والمسجد وركوب الدابة .. ، السواك عند الوضوء والصلاة .. ، ترف المطعم والملبس والمركب .. ، ملاطفة الكفار "لتأليف قلوبهم" على حين لا يجب الحديث معهم عن الإسلام ابتداءً لعدم تنفيرهم ، ولكن علينا بالدعوة عن طريق "القدوة" حتى يحين الموعد المناسب الذي لا يحين لسنوات .. حتى يفارق الجار جاره ، والطالب زميله ، والعامل صاحبه !

قضاء الساعات الطوال في التنقل بين صفحات الإنترنت والحوار ، حتى أصبح الأمر شرَّاً من قراءة فتات الصحف والثرثرة في المجالس ومتابعة فضول الأخبار والبرامج وما في حكمهما على شاشة التلفاز "الكبير" !

بطاقة ائتمان لا ضرورة لها ، ... و ... و ... !
أفمن هذا حاله ، يصلح أن يُطلق عليه وصف "داعية" ؟!
أم هل يمكن أن يؤثر في نفسه وأسرته فضلاً عن مجتمعه ؟!
إنها أعراض الاحتضار ، فليراجع كل منا حاله ، فإن لم نسرع بالدواء فما بعد الاحتضار أعصى على الدواء ، وكل امرؤ طبيب نفسه ، والله المستعان وعليه التكلان !

__________________
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.78%)]