ولتون طالب بدعم مصر سياسيا وماليا للقبول بالخطة .. مندوب أمريكا السابق في الأمم المتحدة يكشف عن مخطط أمريكي لإلحاق غزة بالإدارة المصرية
المصريون (خاص) : بتاريخ 7 - 1 - 2009 
أعترف جون بولتون مندوب امريكا السابق فى الامم المتحدة بأن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة اثبتت مرة اخرى ان نظام الحكم الحالى للشعب الفلسطينى قد فشل ، وان السلطة الفلسطينية قد انهارت وربما قد لا تكون قادره على العودة .
وقال فى مقال له فى الواشنطون بوست الاثنين الماضى ان الفلسطينيين يعانون من عواقب صراعات قوى اقليمية من خلال عملائهم فى المنطقة ، وقال ان السياسة المحلية الاسرائيلية اصبحت مشوشة ، كما ان خطواتها المستقبلية اصبحت ايضا غامضة ، كما ان اسرائيل تتمتع بازدراء دول العالم بعد ان إنكشف أمامهم زيف انها تدافع عن نفسها من الارهاب والهجمات الارهابية من حماس ، ومن الارهابين الذين يتخذون من لبنان وسوريا قواعد لهم .
وقال بولتون ان الدول المجاورة لاسرائيل اصبحت هى الاخرى تعانى ، فمصر تعانى بسبب وجود حدود لها مع غزة ، بينما لبنان لا يزال تحت تهديد انقلاب حزب الله بدعم من ايران( حسب قوله ) ، وأن سوريا انزلقت الى مدى ابعد بسيطرة من ايران ، اما الاردن فصار محاصرا بحالة من الجمود العام ، اما الدول االعربية الاخرى فهى تعانى من تهديدات ايرانية ، ومن حالة الكساد الاقتصادى ، وانخفاض اسعار البترول .
ويقول بولتون انه بسبب هذا المشهد فان هذا يدعونا ان نسأل لماذا نحن مازلنا ندعوا الى فكرة " دولتين هما الحل " ، دولة فلسطينية ودول اسرائيلية يعيشان جنبا الى جنب فى سلام ، رغم ان تلك التعويذة تتلاشى ،.
واشار الى انه لا يوجد تقدم فى عملية السلام، وانا هناك تقهقر للوراء ، ورغم ذلك مازال هناك بحث فى الشرق الاوسط عن ما يسمة " خارطة الطريق " .
وقال يجب ان نبدأ بالاعتراف بان فكرة خلق سلطة فلسطينية من منظمة التحرير الفلسطينية القديمة قد فشلت ، وان فكرة انشاء دولتين على اساس السلطة الفلسطينية ايضا قد فشلت ، وان حماس قد قتلت الفكرة .
وخلص بولتون بالقول " ينبغى ان ننظر الى فكرة ثلاث دول بدلا من دولتين فقط من خلال عودة غزة الى السيطرة المصرية ، والضفة الغربية الى السيادة الاردنية من خلال بعض الترتيبات ' معربا عن ان هذا من شانة ان يضمن الاستقرار والامن ، إلا انه يعترف بأن هذة الفكرة لا تحظى بشعبية وقبول فى مصر والاردن ، حيث سعت مصر واردن دوما ان تغسل يديهما من المشكلة الفلسطينية .
ويرى بولتون انه لقبول مصر والاردن لتلك الفكرة يجب حصول مصر والاردن على دعم مالى وسياسى من دول الجامعة العربية ، وكذا من الدول الغربية ، وأنه يجب على اسرائيل ان تقبل الادوار السياسية والادارية من جانب مصر والاردن فى حالة عودة غزة لمصر والضفة الغربية لاسرائيل .
إلا انه يذكر مرة اخرى بان مصر لا تريد مزيدا من المسئوليات تجاة حماس التى تسيطر على قطاع غزة أمام اسرائيل .
كما ان مصر تخشى من حماس نظرا لوجود علاقة وثيقة بين حماس وجماعة الاخوان المسلمون ، وزعم بولتون ان هذا سيزيد التطرف فى مصر
ويقول بولتون ان القضية الحقيقية هى كيفية ايجاد الطلريقة المثلى للسيطرة على التهديدات الحالية فى مصر وغزة .
واضاف انه لو ظلت غزة منفصلة نظريا عن مصر سياسيا فإن هذا قد يرضى البعض ، لكنة سيزيد من التهديدات لاستقرار المصريين ، والذى قد يعود كارثيا على المنطقة باكملها مما سيدعو طهران الى الدخول .
ويؤكد بولتون انه بدون دور مصرى اكبر فى غزة فإنه لا يمكن ان يتحقق الحد الادنى من الاستقرار اللازم للتنمية الاقتصادية ، وعلاوة على ذلك سيربط قطاع غزة بالاقتصاد الحقيقى وليس الاقتصاد الفلسطينى الوهمى .
ويرى بولتون ان ربط غزة بمصر سياسيا واقتصاديا من شانة تحقيق تحسن ملموس فى حياة المواطنين العاديين فى غزة ، كما يرى ان ربط الضفة الغربية بالاردن فى الوقت الحالى على الاقل هو اقل الحاحا ، لكن رغم ذلك لا يمكن وضع مسالة ضم الضفة الى غزة جانبا لان المخاوف الامنية الاسرائيلية فى الصفة على المدى الطويل اكثر تعقيدا مما علية الامر فى غزة .
وقال بولتون انه بالنسبة للفلسطيين فإن اعترافهم بفشل السلطة الفلسطينية ، وبالعواقب التى ترتبت على اختيارهم لحركة حماس فى الانتخابات ستجعلهم واقعيون ويقبلون بهذه الخطة حتى وان كانت غير سارة لهم .
وتوقع بولتون ان يقبل الفلسطيون الذين سيستفيدون من الاستقرار
واعترف بولتون ان هذة الفكرة سوف تواجه باعتراضات متعددة ، وانه لتجنب صعوبة تنفيذها يجب الاستغناء عن مناقشات الوضع القانونى لقطاع غزة والضفة .
واختتم مؤكدا على ان الشعب الاسرائيلى بحاجة الى قدر كبير من المصارحة ، لان ايران ستكون سعيدة لملىء الفراغ .
يذكر ان عاهل الملك عبد الله الثانى كان قد تحدث امس الاول بحزن الى قناة الجزيرة مؤكدا ان هناك مؤامرة تحاك ضد فلسطين كلها ، وان الامر لن يكون قاصرا على غزة ، وربما كان العاهل الاردنى يقصد التسريبات الامريكية من خلال جون بولتون فى جريدة الواشنطون بوست .