لله درك لم تأنس بدنيـانـا // ولم تسر خلف طيف السيف خـذلان
ولم تعفـر جبين العـز مبتـذلاً - تستمـطر الـذل اصغاء واذعان
بل عشـت مسـعر حربٍ في كتائبنا - ترغي وتزبد إعصاراً وبركان
واليـوم ألقى جوادُ المجـدٍ راكبه // وأخـرَّ مأتلـق الأحداق فرحان
اليـوم زف الى الحـوراء عاشقها // وبات في خدرها المأنـوس ريان
وغنّــت الحور لحن الحب مطربة // إهنئ بعيشك محبوراً وجذلان
فعـاد يهتـز في عطفـيه مأتلـقاً // يـميد بين بنات الحسن نشوان
هـذا الذي كان يرجوه وينشده // فنـاله وحبـاه الله رضــوان
فاربـأ بدمعك لا تحزن على سفر // قد حط في جنبات العدن مرساه
فالدمع ليس على الابطال نسبله // ولا على من سرت للمجد رجلاه
ولا على من علت في الزحف صيحته // وخط بالسيف وسط الحرب مثواه
الدمع أحـرى بمن تغريه لـذّته // ويلعـق الـذل لهفـاً خلف دنياه
هذي الشهـادة يا أبطال ملحـمة // مـن البطولـة بالأمجاد نرويها
فانقش على وَجْنَة الجـوزاء قولتنا // نيـل الشهادة عـزٌّ عزَّ معطيها
فالله قد وعـد الشهـداء مـنزلة // مـع النبيين فـي أعلى أعاليها
ربـّاهُ ربـّاهُ ذابـتْ مهجتي شوقاً // إلى الجنـان فبـلغهـا امانيها