
18-11-2008, 12:07 PM
|
 |
*مشرف ملتقى البرامج*
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: في أرض الله
الجنس :
المشاركات: 4,155
|
|
الوقت ... تذكرة للمؤمنين
اعملوا لآخرتكم (وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً) [لقمان:33]
تكر الأيام والليالي، وينقضي العمر .. ولا ينتبه المرء من لعب الصبا وقد أثقلته أعباء الكهولة، ولا يستريح من أعمال الشباب حتى تحني الشيخوخة ظهره .. ثم يأتيه الأجل المحتوم.
أفليس جديراً بنا أن نقف قليلاً للحساب: حساب أنفسنا، ومراجعة ما مضى منا وتقويمه بمقاييس شرع الله؟
إن هذه الوقفة المتأملة، وتلك المراجعة الواعية ضرورة تفرضها الرغبة في النجاة يوم القيامة.
الوقت – يا أخي – منصرم لا محالة، وأنت تمضي قُدماً نحو أجلك، والحكم عليك أو لك متوقف على تصرفك في أيامك وقضائك للحظات عمرك .. فالوقت إذن رأس مالك .. ومن رحمة الله بنا أن جعل سبيل الاستفادة منه ميسوراً حتى يصبح مركباً يبلغ براكبه شاطئ السلامة والفلاح إن هو استقام على شرع الله. فتأملوا أيها الإخوة المؤمنون في ماضيكم، وحاضركم، وتطلعوا إلى مستقبلكم، فأمس ذهب ولن يعود .. ولكن قد بقيت التوبة والعبرة، فبصدق التوبة وحسن الإنابة، وعميق الإيمان، وصالح العمل تستطيع يا أخي أن تبدل سيئات ماضيك إلى حسنات. واسمع البشرى من كتاب الله: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ، إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) [الفرقان:68-70]
وأمس بعد ذلك عظةٌ وعبرةٌ تنتفعُ من تجاربك فيه، فيجنبك وعيه الوقوع في المخالفة، وينأى بك عن مواضع الخطر.
واليوم غنيمة مبذولة، فاستفد من حاضرك، واحذر أن يجدك ربك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك، وتذكر يا أخي أن أعمالك محصاة في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، كتاب يقول فيه المجرمون: (يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) [الكهف:49]
فاغتنم يومك، وخذ فيه من صحتك لمرضك، ومن غناك لفقرك، ومن حياتك لموتك، بادروا إلى الطاعات في يومكم قبل أن يحال بينكم وبين ما تريدون ... بادروا يا إخوة بالأعمال سبعاً: فهل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنىً مطغياً، أو مرضاً منسياً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر.
وغَدٌ بيد الله غيبٌ من الغيب لا تدري ما الله صانع فيه، فاعزم على الخير فيه، واعلم أن العزم على الخير خير يقود صاحبه إلى الجنة، وما أظنك إلا أنك سمعت بنبأ ذاك القاتل الذي قصه علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل مائة نفس غير أنه أقبل على الله تائباً فغفر له، وعزم على الخير فأدخله الجنة (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) [البقرة:281]

مقال قرأته من كتاب درب المعالي فأحببت نقله لكم
أخوكم
أحمد12
|