عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-11-2008, 09:38 AM
الصورة الرمزية محبة القراءات
محبة القراءات محبة القراءات غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: KSA
الجنس :
المشاركات: 143
الدولة : Saudi Arabia
64 64 تأملات في الرمان

تأمل خلقة الرمان وماذا فيه من الحكم
والعجائب فإنك ترى داخل
الرمانة كأمثال القلال شحما متراكما في نواحيها وترى ذلك الحب فيها مرصوفا رصفا ومنضودا نضدا لا تمكن الأيدي أن تنضده وترى الحب مقسوما أقساما وفرقا وكل قسم وفرقة منه ملفوفا بلفائف وحجب منسوجة أعجب نسج وألطفه وأدقه على غير منوال إلا منوال كن فيكون ثم ترى الوعاء المحكم الصلب قد اشتمل على ذلك كله وضمه أحسن ضم فتأمل هذه الحكمة البديعة في الشحم المودع فيها فإن الحب لا يمد بعضه بعضا إذ لو مد بعضه بعضا لاختلط وصار حبة واحدة فجعل ذلك الشحم خلاله ليمده بالغذاء والدليل عليه انك ترى أصول الحب مركوزة في ذلك الشحم وهذا بخلاف حب العنب فإنه استغنى عن ذلك بان جعل لكل حبة مجرى تشرب منه فلا تشرب حق أختها بل يجرى الغذاء في ذلك العرق مجرى واحدا ثم ينقسم منه في مجاري الحبوب كلها فينبعث منه في كل مجرى غذاء تلك الحبة فتبارك الله أحسن الخالقين ثم انه لف ذلك الحب في تلك الرمانة بتلك اللفائف ليضمه ويمسكه فلا يضطرب ولا يتبدد ثم غشى فوق ذلك بالغشاء الصلب صونا له وحفظا وممسكا له بإذن الله وقدرته فهذا قليل من كثير من حكمة هذه الثمرة الواحدة ولا يمكننا ولا غيرنا استقصاء ذلك ولو طالت الأيام واتسع الفكر ولكن هذا منبه على ما وراءه واللبيب يكتفى ببعض ذلك وأما من غلبت عليه الشقاوة وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون غافلون عن موضع الدلالة فيها
(ابن قيم الجزريه كتاب مفتاح السعادة )
__________________
إذا كان شكري نعمة الله نعمة عليَ له في مثلها يجب الشكر
فكيف وقوع الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واتصل العمر
إذا مس بالسراءعم سرورها وإن مس بالضراءأعقبها الأجر
و ما منهما إلا له فيه منه تضيق بها الأوهام والبروالبحر
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.56 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.13%)]