عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-11-2008, 03:27 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي

قَالَ: صَدَقْتَ القائل صدقت: جبريل عليه السلام وهو السائل، فكيف يقول: صدقت وهو السائل؟ لأن الذي يقول: صدقت للمتكلم يعني أن عنده علماً سابقاً ولهذا تعجب الصحابة كيف يسأله ويصدقه.
والملاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين الإسلام والإيمان , فجعل الإسلام خاصا بأعمال الجوارح الظاهرة , وجعل الإيمان خاصا بالأعمال الباطنة , لاجتماع هذين الاسمين معاً في سياق واحد , فكان لكل واحد منهما معنى خاصا , وقيل إذا اجتمعا تفرقا واذا تفرقا إجتمعا ,وأما إذا ذكر كل واحد منهما على انفراد فإن أحدهما يدخل في الآخر فيدخل في الإسلام الاعتقادات والأمور القلبية , كما قال عزوجل : (إن الدين عند الله الإسلام ) (آل عمران 19) , وكذلك الإيمان إذا ذكر مفردافإنه تدخل فيه أعمال الجوارح الظاهرة , قال صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضعوسبعون شعبة , فأفضلها قول لا إله إلا الله , وأدناها إماطة الأذى عن الطريق , والحياء شعبة من الإيمان) أخرجه مسلم
فالحديث فسّر الإسلام هنا بالأعمال الظاهرة ، وفسر الإيمان بالأعمال الباطنة من الاعتقادات وأعمال القلوب . وذلك لأن الإسلام والإيمان قد اجتمعا في سياق واحد.

فقال عمر رضى الله عنه ( فعجبنا له يسأله ويصدقه ) فكان يظهر على جبريل كأنه هو عالم بهذه الأمور لأنه كان يصدقه والتصديق لا يقضى إلا إذا كان عنده علم بهذه الأشياء فظاهر حاله أنه عالم, ثم زال عجبهم من هذا الامر عندما قال النبى صلى الله عليه وسلم ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) فظهر انه عالما بهذه الامور لكنه جاء بصورة متعلم تعليما لهم وتنبيها .

ثم قال جبريل ( فأخبرنى عن الإيمان ) :

فما معنى الإيمان لغة واصطلاحا ؟


لغة : التصديق , أن تؤمن بشئ أى تصدقه(وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) يوسف .

اصطلاحا : أهل السنة والجماعة يعرفون الايمان بأنه ( قول باللسان , وتصديق بالجنان , وعمل بالجوارح والاركان , ويزيد بالطاعات وينقص بالمعاصى.

فحقيقة الايمان : هو التصديق ,والإيمان يتضمن أمورا ثلاثة : الإقرار بالقلب ، والنطق باللسان ، والعمل بالجوارح والأركان .

الإقرار بالقلب معناه أن يصدق بقلبه كل ما ورد عن الله تعالى ، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من الشرع الحكيم ، ويسلّم به ويذعن له ، ولذلك امتدح الله المؤمنين ووصفهم بقوله : (إنماالمؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ) ( الحجرات : 15 ) ، ويقابل ذلك النفاق ، فالمنافقون مسلمون في الظاهر ، يأتون بشعائر الدين مع المسلمين ، لكنهم يبطنون الكفر والبغض للدين.

النطق باللسان هو النطق بالشهادتين ،ولا يكفي مجرد الاعتراف بوجود الله ، والإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم دون أن يتلفّظ بالشهادتين ، بدليل أن المشركين كانوا يقرون بالربوبية بأن الله هوالخالق الرازق المدبر ، كما قال عزوجل : ( قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله ) ( يونس : 31 ) ، ولكنهم امتنعوا عن قول كلمة التوحيد ، واستكبروا) : إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ( ( الصافات : 35 ) ، وها هوأبوطالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقر بنبوة ابن أخيه ، ويدافع عنه وينصره ، بل كان يقول:

ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البريّة دينا

لولا الملامة أوحذار مسبّة لوجدتني سمحا بذاك مبينا

فلم ينفعه ذلك ،ولم يخرجه من النار ؛ لأنه لم يقبل أن يقول كلمة الإيمان ، وقد أجمع العلماء على أنمن لم ينطق الشهادتين بلسانه مع قدرته ، فإنه لا يُعتبر داخلاً في الإسلام .

والإيمان لا يمكن أن يتحقق إلا بالعمل ، قال تعالى : ( ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين ) ( النور : 47 ) ولا شك أن ترك العمل بدين الله من أعظم التولي عن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .

ومن الناس من يحتج بأن الإيمان في القلب ، وينسي أن العمل يصدق ذلك أو يكذبه - كما قال الحسن البصري رحمه الله ، إذ لو كان إيمانه صادقا لأورث العمل ، وأثمر الفعل .


والأيمان يزيد وينقص فالإقرار بالقلب يتفاوت من شخص لآخر ، ومن حالة إلى أخرى فلا شك أنيقين الصحابة بربهم ليس كغيرهم ، بل الشخص الواحد قد تمرّ عليه لحظات من قوة اليقين بالله حتى كأنه يرى الجنة والنار ، وقد تتخلله لحظات ضعف وفتور فيخفّ يقينه ، كماقال حنظلة رضي الله عنه : " نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالناروالجنة حتى كأنها رأي عين ، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا " ، إذاً فإقرار القلب متفاوت ، وكذلك الأقوال والأعمال ؛ فإن من ذكر الله كثيرا ليس كغيره ، ومن اجتهد في العبادة ،وداوم على الطاعة ، ليس كمن أسرف على نفسه بالمعاصي والسيئات.

ومن أسباب زيادة الأيمان

1- معرفة أسماءالله وصفاته فنؤمن ان لله أسماءحسنى وصفات عليا جمعت صفات الكمال والجلال والجمال ويجمع هذه الاسماء قولة تعالى " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيءوَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير. الشورى 11.كما نثبت ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله , وما لم يثبته الله ولا رسوله فلا نثبته ولا نعطل معناه ولا نكيفه ولا نشبهه بأحدمن خلقية ولا نحرف المعنى, فإذاعلم العبد صفة الله " البصير " ابتعد عن معصية الله تعالى ، لأنه يستشعر مراقبة الله له ، وإذا قرأ في كتاب الله قوله :( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) آل عمران26 إطمأن قلبه ، ورضي بقضاء الله وقدره .

2-كثرة ذكر الله تعالى ؛ لأنه غذاء القلوب ، وقوت النفوس ، مصداقا لقوله تعالى : ( ألا بذكرالله تطمئن القلوب ) ( الرعد :

-3 النظر في آيات الله في الكون ، والتأمل في خلقه ، كماقال تعالى : ) وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون ( ( الذاريات : 20.21

-4 الاجتهاد في العبادة، والإكثار من الأعمال الصالحة.

ونلاحظ هنا أن إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت على نفس إجابته عن الاسلام فلم يجبه عن حقيقة الايمان .


ولكنه أجاب بإركان الإيمان فقال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ،وتؤمن بالقدر خيره وشره ) .

مامعنى الإيمان بالله ؟أن نؤمن بوجوده سبحانه وتعالى. فمن أنكر وجود الله تعالى فليس بمؤمن، وصفاتة التى لا تتم الألوهية إلا بها فنؤمن بربوبيته .

1- والربوبية : تعنى الإيمان بانفراده بالرّبوبية أي اننا نؤمن بأن الله وحده هو الرب الخالق المالك الرازق المدبر المتصرف بالخلق وبالكون كله .فالربوبية هى أفعال الله الى العباد . فمن الذي خلق السماوات والأرض ؟ الله عزّ وجل . ومن الذي خلق البشر ؟ الله عزّ وجل . ومن يملك تدبير السماوات والأرض ؟ الله عزّ وجل.

-2 أما الالوهية فهي الإيمان بانفراده بالألوهية، وأنه وحده الذي لا إله إلا هو لاشريك له، فمن ادعى أن مع الله إلهاً يُعبد فإنه لم يؤمن بالله، فلابد أن نؤمن بانفراده بالألوهية، أي أن يوحد العبد ربه بأفعال العبد يعنى كل عمل يفعله العبد إلى الله هذه تسمى ألوهية .
إذن الفرق بين الربوبية والألوهية :

أن الربوبية : هى أفعال الله إلى العباد .

أما الألوهية : فهى توحيد الله بأفعال العبد .

فلا يصلى العبد إلا لله ولا يزكى إلا لله ولا يذبح إلا لله ولا ينذر إلا لله ولا يرجو إلا لله .

-3 توحيد الاسماءوالصفات : أن نؤمن بأسماء الله وصفاته فنؤمن ان لله أسماء حسنى وصفات عليا جمعت صفات الكمال والجلال والجمال ويجمع هذه الاسماء قولة تعالى " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير" .


ونثبت ما أثبته سبحانه لنفسه في كتابه، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف، ولاتعطيل ولاتكييف، ولا تمثيل، فمن حرّف آيات الصفات أو أحاديث الصفات فإنه لم يحقق الإيمان بالله



(الإيمان بالملائكه) والملائكة : جمع ملك وهى اجسام علوية مشكلة بما شاء من الاشكال .

ومعنى الإيمان بهم: نؤمن بأن لله ملائكة على الصفات الوارده فى كتابه وفى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم, بأنهم " عباد مكرمون خلقهم الله من نور ، كما قال e( خلقت الملائكة من نور ) رواه مسلم
ونؤمن بأسماء من علمنا أسماءهم، مثلا نؤمن بأن هناك ملَكاً اسمه جبريل. وإسرافيل ( الذي ينفخ في الصور ) وجبريل ( هو الذي يأتي بالوحي ) وميكائيل ( هو الذي موكل بالقطر ) .
وهؤلاء كان النبي e يتوسل بربوبية الله لهم في دعاء الاستفتاح في صلاة الليل فيقول ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون . اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) رواه مسلم .
ومالك ( خازن النار ) . قال تعالى ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ) .الزخرف 77
رضوان . قال ابن كثير : وخازن الجنة ملك يقال له رضوان ، جاء مصرحاً به في بعض الأحاديث .
عددهم كثير لا يعلم عددهم إلا الله .كما قال تعالى (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) .المدثر 31 وقال e في البيت المعمور في السماء السابعة ( فإذا هو يدخـله في كل يوم سبـعون ألف ملك ، لا يعودون إليه آخر ما عليهم ) رواه مسلم .
ونؤمن بما لهم من أعمال ، وظيفتهم عبادة الله تعالى يعبدون الله ليلاً ونهاراً لا يملون .كما قال تعالى ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) الأنبياء 20. ومعنى لا يفترون : لا يضعفون .
وقال تعالى (فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لايَسْأَمُونَ)سورة فصلت) .38
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَطَّتِ السَّماءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ) والأطيط : هو صرير الرحل على البعير إذا كان الحمل ثقيلاً،فيقول صلى الله عليه وسلم : ( أَطَّتِ السَّماءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَامِنْ مَوْضِعِ أَرْبَعِ أَصَابِع مِنْهَا إِلاَّ وَفِيْهِ مَلَكٌ قَائِمٌ لِلَّهِ أَوْ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِد) .
جبريل: موكل بالوحي، ينزل به من عند الله إلى رسله. وهو حياة القلوب كما قال عزّ وجل : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا) (الشورى: الآية52)
وميكائيل: موكل بالقطر أي المطر، والنبات أي نبات الأرض. وهو حياة الأرض.
وإسرافيل: موكل بالنفخ في الصور . وهو حياة الناس الحياة الأبدية.
كذلك يجب الإيمان بما لبعض الملائكة من أعمال خاصة، فمثلاً: هناك ملائكة وظائفهم أن يكتبوا أعمال العباد، قال الله عزّ وجل: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ*مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:16-18] فهؤلاء موكلون بكتابة أعمال بني آدم،وقال الله عزّ وجل أيضاً في آية أخرى كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ*وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كراما كاتبين) [الأنفطار:9-11] يكتبون كل قول يقوله الإنسان، وظاهر الآية الكريمة أنهم يكتبون ما للإنسان وما عليه وما ليس له ولا عليه، وجه كون هذا هو الظاهر: أن قوله عزّ وجل مِنْ قَوْلٍ) نكرة في سياق النفي مؤكّدة بـ: (من) فتفيد العموم، لكن ماليس له ولا عليه لايحاسب عليه وإنما يقال إنه فاته خير كثير.
وذُكر أن رجلاً دخل على الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله- فقيه المحدّثين ومحدث الفقهاء وإمام أهل السنة، دخل عليه وهو يئن من الوجع، فقال له: يا أبا عبد الله تئنّ وقد قال طاوس: إن الملك يكتب حتى أنين المريض، فأمسك الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - عن الأنين، وهذا من تعظيم آثار السلف عند السلف.
ومن الملائكة من هم موكلون بالسياحة في الأرض يلتمسون حِلَق الذّكر والعلم فإذا وجدوها جلسوا.
ومنهم ملائكة موكلون بحفظ بني آدم.
ومنهم ملائكة موكلون بقبض روح بني آدم.
ومنهم ملائكة موكلون بسؤال الميت في قبره.
ومنهم ملائكة موكلون بتلقّي المؤمنين يوم القيامة وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ )(الانبياء: الآية103)
ومنهم ملائكة موكلون بتحية أهل الجنة كما قال تعالى في كتابه: (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَاب ٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ) (الرعد:23-24)
( الإيمان بالكتب ) وَكُتُبِهِ جمع كتاب بمعنى: مكتوب والمراد بها الكتب التي أنزلها الله عزّ وجل على رسله لأنه ما من رسول إلا أنزل الله عليه كتاباً كما قال الله عزّ وجل : (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النبيينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ ) (البقرة:213) وقال عزّ وجل: (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا) أي إبراهيم ونوح: (النُّبُوَّةَ وَالْكِتَاب) [الحديد:26] وجميع الكتب السابقة منسوخة بما له هيمنة عليها وهو القرآن، قال الله عزّ وجل: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (المائدة: الآية48) كل الكتب منسوخة بالقرآن،فلا يُعمل بها شرعاً.والإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور:
اولا : نؤمن بأن الله تعالى أنزل على الرسل كتباً، مائة صحيفة وأربع كتب واختار من الجميعأربع كتب وأختار من الأربعة القرآن واختار من القرآن سورة الفاتحة ,فهى خيار منخيار من خيار، وأنها من عند الله ونؤمن بما جاء فى هذه الكتب تفصيلا واجمالا ولكن لانؤمن بأن الكتب الموجودة في أيدي هذه الأمم هي الكتب التي من عند الله لأنها محرّفة ومبدلة، لكن أصل الكتاب المنزل على الرسول نؤمن بأنه حق من عند الله.
ثانيا: ونؤمن بصحة ما فيها من أخبار كأخبار القرآن وأخبار ما لم يبدل أو يحرّف من الكتب السابقة.
ثالثاً : أن نؤمن بما فيها من أحكام إذا لم تخالف الشريعة على القول بأن شرع من قبلنا شرع لنا - وهو ا لحق - إذا لم يرد شرعنا بخلافه.
رابعاً : أن نؤمن بما علمنا من أسمائها، مثل: القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وصحف موسى.
واختلف العلماء - رحمهم الله - فيما ثبت في شرائع من قبلنا، هل نعمل به إلا أن يرد شرعنا بخلافه، أو لا نعمل به ؟
من العلماء من قال: إن شرع من قبلنا شرع لنا مالم يرد شرعنا بخلافه، وذلك أن ماسبق من الشرائع:
.1إما أن توافقه شريعتنا .
.2 وإما أن تخالفه شريعتنا .
.3 وإما أن لاندري توافقه شريعتنا أم لا فيكون مسكوتاً عنه .
فما وافقته شريعتنا فهو حق ونتبعه، وهذا بالإجماع، واتباعنا إياه لا لأجل وروده في الكتاب السابق ولكن لشريعتنا.وما خالف شريعتنا فلا نعمل به بالاتفاق، لأنه منسوخ، ومثاله لايحرم على الناس أكل الإبل في وقتنا مع أنها على بني إسرائيل - اليهود خاصة - كانت محرمة.
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 49.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.01 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (1.28%)]