عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-11-2008, 08:32 PM
بنت علمي بنت علمي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: May 2007
مكان الإقامة: الدمام
الجنس :
المشاركات: 32
الدولة : Saudi Arabia
Question أين أنت ياصديقي اليوم

ماذا جرى يا صديقي العزيز، أترى ما أرى!

أترى أحوالَ الزمان كيف تبدلت! ماذا أصاب الإنسان يعيش صراعاً مريراً في كل آن، إنه صراع البائس المسكين الذي ألهب في داخله حب الدنيا والتذلل لسلطانها، وسمح لنفسه وسكناته ونظراته وتأملاته أن تؤسر في قفص مهين اسمه المصلحة الشخصية أو أنا ثم أنا ثم أنا وليس من بعدي سوى الطوفان!

أترى كم هي سوداء دنياه، لا شيء يهم؛ حرمات الإنسان تنتهك على يد أخيه الإنسان، لا حقوق ولا واجبات؛ لا الصغير يحترم الكبير، ولا الكبير يعطف على الصغير، وبر الوالدين أصبح من أخبار الزمان، ومكانة الجار لم يعد لها مكان، واحترام المعلم انقلب إلى نكران، وأمسى الوفاء لفظاً في متاهات النسيان، والإخلاص والولاء استبدلا بالغدر والعدوان!

أترى كيف اختلطت كل الأمور؛ فضاعت القيم وسحقت معانيها الجميلة؛ لم يعد هنالك كرامة أو مروءة أو شهامة، إنسان اليوم انهزامي؛ تسيِّره مصلحته الشخصية الآنية وفقاً لمعاييره القاصرة وبصيرته الأسيرة، غدا آلة صماء تحركها أزرار؛ فأحد تلك الأزرار لابتسامة صفراء، وآخر للغش والخداع، وثالث للرياء والنفاق، ورابع وخامس ومائة ألفٍ مسخَّرةٌ كلها للكذب بكل الألوان! آهٍ يا صديقي .. كم يعذبني صمتك ! وكم تعذبني هذه اللا أسمع ولا أرى ولا أتكلم! وكم يرعبني ذلك العمل الفني (المنحوت) الذي يصور ثلاثة قرود؛ يجلس كل منهم بجانب الآخر، وبأيديهم: يَصمّ الأول أذنيه، ويُغمّي الآخر عينيه، ويَكتم الثالث فمه! ما رأيك يا صديقي في تلك القرود! أهي حقاً قرود!

تُرى أين أنت يا صديقي اليوم؟ أمازلت يا صديقي كما كنت صديقي! أم أنك كما الآخرين آلة تحركها الأزرار!
ه
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 12.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.11 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.78%)]