شتاء متأخر
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز
وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ }الحج5
هي امنا الكبيرة والحضن الكبير الذي يحتضن جميع الناس أحياء وأيضا أموات بلا
مقابل هي مأمورة من الله عز وجل
{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى }طه55
الشتاء سقيا هذه المخلوقة ،إنه السقيا الوحيدة في السنة ، الشتاء فرحة الارضومكافأتها العزيزة من الله بعد عملها الدؤوب لثلاثة فصول شاقة
أنتم من عفرتم بها وحرمتموها هذه النعمة أنتم بأفعالكم وأعمالكم الخبيثة من
حرمها السقيا وهي هذه المسكينة تخضع لأفعالكم وتجازى على أعمالكم من
غير ذنب أقترفته أو فعل خبيث من أفعالكم عملته
{فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا }الشمس13
أنتم من سبب لها كل هذه الكآبة وكل هذا الحزن فأن الأوان لكي تدفعوا الثمن
ولا تلوموا أحد ولوموا أنفسكم بما كسبت أيديكم
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41
رعونتكم وأفكاركم العفنة لم تكن دفينة أو وليدة صدفة
أنتم سميتم وأطلقتم هذه المعادلة
الأحتباس الحراري
هي أخر نتائج رعونتكم وجشعكم كانت لها في يوم من الأيام رائحة طيبة عطرة
تنبعث منها بعد كل قطرة ماء تنسكب فوقها يالها من رائحة أنها تذكرنا باصولنا
الطينية كأننا لا نرتاح الا بعد أن نرجع لها ونمتزج بها من جديد قزفتنا من على
ظهرها لأننا كنا حمل ثقيل عليها وها هي الأن تنتظرنا من جديد مع مزيد من
الأثقال والمعاصي التي جمعناها فوق ظهورنا فزاد الحمل عليها وأيضا تستقبلنا
وتفتح لنا ذراعيها وتحضننا كأم حنون اشتاقت الى وليدها الذي حاول التعري منها
~§§ الزلزلة(مدنية)8 §§~
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا{1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا{2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا{3} يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا{4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا{5}
أمكم لم تكن بخيلة في يوم من الأيام
أمكم لا تحب الأحتفاظ بالأشياء وأنتم على جسدها القديم كانت الأرض استمرار
خلافتكم المريرة هل تعرفون ذلك
ما الذي جعلها تغير تلك الطباع
لا شك أنكم تعرفون ذلك ايضا
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30
وهي الأن تشتكي الى خالقها وتستغيث وتبث حزنها وضعفها ولسان حالها
يقول ياربي ابدلني خيرا منهم أو أصلحهم
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }إبراهيم48
هذا هو حصاد طيشنا ورعونتنا كل عشرة أعوام نقول سوف ترتفع درجة
حرارة الأرض درجة واحد لا يهم المهم أن تجاربنا وخرابنا هم بخير درجة
لا تضر .
ولكن الا نعرف بأننا نفرط بشتائنا ونحرم هذه الأرض الطيبة من هذه الشلالات
التي يرسلها الله رحمة بهذه الأرض لكي تنبت لنا من جوفها الكثير
َإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا
ومن يفرط بشتائه فلا يلومن الا نفسه وسوف ياتي زمان علينا لا شتاء فيه
ونقول العام القادم خير من هذا الماضي ونحن ندري ايضا
ما صنعنا بهذه الأرض الطيبة من دمار
الخير من الله والشر دائما من
انفسنا
ولا ننسى أن نقول في الختام