عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22-10-2008, 11:35 AM
flower3 flower3 غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
مكان الإقامة: في الشفاء
الجنس :
المشاركات: 455
افتراضي

أن يتركوه ويرجعوا إلى منازلهم وعزم عليهم الأمر رجاء موعوده في بشرى المنام التي رآها وشوقا إلى الرسول وليكون خير بني آدم حيث قال : إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار ، وذلك جزاء الظالمين
وحصل ما أراد رضي الله عنه فقتل مظلوما شهيدا
قد يقول قائل كيف قد قتل عثمان رضي الله عنه وكان فيها جماعة من الصحابة
قال ابن كثير جوابه من وجوه
أحدها : أن كثيرا منهم بل وأكثرهم لم يكن يظن أنه يبلغ الأمر إلى قتله لأن هؤلاء القوم لم يكونوا يطالبون بقتله بل طلبوا إما عزله أو تسليم مروان بن الحكم أو قتله فكانوا يرجون أن يسلم إلى الناس مروان أو يعزل نفسه وأما القتل فما كان يظن أحد أنه يقع ولن يجترؤوا عليه
الثاني : عندما هجموا عليه جاء الصحابة ومانعوا دونه أشد الممانعة ولكن لما كان عثمان قد صرفهم ولم يبق أحد وطلب أن يغمدوا اسلحتهم تمكن أولئك مما أرادوا
الثالث : أن أكثر أهل المدينة كانوا قد ذهبوا للحج ولما عرف هؤلاء أن عثمان قبل ذلك
طلب من معاوية وبعض الأمصار حمايته قبل رؤيته للمنام استعجل هؤلاء في قتله
قبل أن تصل الجيوش لنصرته
الرابع : أن عددهم كان يفوق الألفي مقاتل ولم يكن في المدينة ذلك العدد آنذاك فقد كانوا بالحج والثغور والجهاد
فرحم الله رحمة واسعة ورضي الله عنه
وقد انتقم الله ممن قتله
لم تنته الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله وأرضاه لأن هناك من الصحابة أخذ يطالب بالثأر من دم
عثمان
فلما تمت البيعة لعلي رضي الله عنه وأرضاه استأذن طلحة والزبير عليا في الخروج
إلى مكة وكانت عائشة رضي الله عنها بمكة لأن زوجات الرسول وهن عائدات من الحج
في الطريق إلى المدينة سمعن بمقتل عثمان بالمدينة فطلبن الرجوع من الطريق إلى مكة
فرارا من الفتنة ولما حصل لأم حبيبة من من إهانة لما أرادت ايصال الماء إلى عثمان
وهرب عبد الله بن عامر عامل عثمان رضي الله عنه إلى مكة وكذلك يعلى بن أمية
فاجتمعوا جميعهم بمكة ومعهم مروان بن الحكم واجتمعت بنو أمية هناك
وأخذوا بالمطالبة بالثأر من دم عثمان رضي الله عنه وتجهزوا بالمال وركبت عائشة جملا
اشتراه يعلى بمئتي دينار وخرجت عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة ومعهم ما يزيد على ستة عشر ألف رجل فجاؤوا إلى ماء الحوأب
ونبحت كلابه فقالت عائشة ما أظنني إلا راجعة قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب فقال لها الزبير ترجعين ؟ وعسى الله أن يصلح
بك بين الناس
قال شيخ الإسلام رحمه الله : إن عائشة رضي الله عنها لم تقاتل ولم تخرج لقتال وإنما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ثم تبين لها بعد ذلك ترك الخروج فكانت كلما ذكرت تبكي حتى تبل خمارها
فلما علم ذلك علي وعدّ هذا خروجا لطاعته صار بجيش من الكوفة إلى البصرة
بعد أن وصل الإمام علي إلى البصرة، مكث فيها ثلاثة أيام و الرسل بينه و بين طلحة و الزبير و عائشة، فأرسل القعقاع بن عمرو اليهم فقال للسيدة عائشة :أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟ فقالت:أي بني الإصلاح بين الناس. فرجع إلى الإمام فقرر أن يرحل في اليوم الذي يليه على ألا يرتحل معه أحداً من قتلة عثمان، فاجتمع رؤوس السبئية و مثيري الفتنة و قرروا أن يهاجموا جيش أهل المدينة و يثيروا الناس عليهم فيفلتوا بهذا بفعلتهم
جاء في تاريخ الطبري : لمّا تم الصلح بين علي و طلحة و الزبير و عائشة رضوان الله عليهم أجمعين خطب علي رضوان الله عليه عشية ذلك اليوم في الناس وذكر الإسلام وسعادة أهله بالألفة والجماعة وأن الله جمعهم بعد نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على الخليفة أبا بكر ثم بعده عمر بن الخطاب ثم على عثمان ثم حدث هذا الحدث الذي جرّه قتلة عثمان وقال: ألا وإني راحلٌ غداً فارتحلوا ولايرتحلنّ غداً أحدٌ أعان على عثمان بشيءٍ في شيءٍ من أمور الناس وليُغْن السفهاء عني أنفسهم
وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة
وباتوا يتشاورن، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس، فنهضوا من قبل طلوع الفجر، وهم قريب من ألفي رجل، فانصرف كل فريق إلى قراباتهم، فهجموا عليهم بالسيوف، فثارت كل طائفة إلى قومهم ليمنعوهم، وقام الناس من منامهم إلى السلاح، فقالوا: طرقتنا أهل الكوفة ليلاً، وبيتونا وغدروا بنا، وظنوا أن هذا عن ملأ من أصحاب علي، فبلغ الأمر علياً فقال: ما للناس؟ فقالوا: بيتنا أهل البصرة، فثار كل
فريق إلى سلاحه، ولبسوا اللأمة، وركبوا الخيول، ولا يشعر أحد منهم بما وقع الأمر عليه في نفس الأمر، وكان أمر الله قدراً مقدراً، وقامت على الحرب على ساق وقدم، وتبارز الفرسان، وجالت الشجعان
فنشبت الحرب، وتواقف الفريقان، وقد اجتمع مع علي عشرون ألفاً، والتف على عائشة ومن معها نحوا من ثلاثين ألفاً،
فإنا لله وإنا إليه راجعون، والسابئة أصحاب ابن السوداء قبحه الله لا يفترون عن القتل، ومنادي علي ينادي: ألا كفوا ألا كفوا، فلا يسمع أحد
انتهى القتال و قد قتل طلحة بن عبيد الله بعد أن أصابه سهم في ركبته - و قيل في نحره - و قد حزن الإمام علي كثيراً لمقتله فحين رآه مقتولاً جعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: عزيزٌ عليّ أبا محمد أن
أن أراك مجندلاً تحت نجوم السماء ثم قال: إلى الله أشكوا عُجري وبُجري وبكى عليه هو وأصحابُه
و قتل الزبير بن العوام و لمّا جاء قاتل الزبير لعله يجدُ حظْوةً ومعه سيفه الذي سلبه منه ليُقدّمه هديّة لأمير المؤمنين حزن عليه حُزْناً شديداً وأمسك السيف بيده وقال: طالما جلّى به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال :بشر قاتل بن صفية النار ولم يأذن له بالدخول عليه
أما عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها : فقد قال رسول الله لعلي(سيكون بينك وبين عائشة أمر، قال عليّ فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال: لا ولكن إذا كان ذلك فاردها إلى مأمنها)
قال الإمام أبوبكر بن العربي المالكي:
ولما ظهر علي - - جاء إلى أم المؤمنين - ا- فقال: (غفر الله لك) قالت: (ولك, ما أردتُ إلا الإصلاح). ثم أنزلها دار عبد الله بن خلف وهي أعظم دار في البصرة على سنية بنت الحارث أم طلحة الطلحات،
وزارها ورحبت به وبايعته وجلس عندها. فقال رجل: يا أمير المؤمنين إن بالباب رجلين ينالان من عائشة، فأمر القعقاع بن عمرو أن يجلد كل منهما مئة جلدة وأن يجردهما من ثيابهما ففعل
ثم ردها إلى المدينة معززة مكرمة كما أمر الرسول
ثم كانت معركة صفين بعدها بين جيش علي ومعاوية
علي يطالب بالبعة ومعاوية يطالب أولا بالثأر من دم عثمان
طالب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب معاوية بالبيعة، فيما طالب معاوية عليا ً- رضي الله عنهما - بالقصاص أولاً من قتلة عثمان ثم تكون البيعة. وأصر علي على أن تكون البيعة أولاً. ومع احتدام الموقف توجه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب إلى الشام مع جيشه (عدده 135 ألفا) لأخذ البيعة من معاويه والذي بدوره أرسل جيش من دمشق(عدده 90 ألفا) أقام في صفين وتقابل الجيشان هناك وفام بينهما قتال شديد كان يستمر يوميا من بعد صلاة الفجر إلى نصف الليل وقتل فيه ما بقارب 70 ألفا وكانت تسعين وقعة في م
__________________
لا إله إلا الله محمد رسول الله
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.27 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (2.78%)]