عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19-10-2008, 04:45 AM
ابوذرالسلفي ابوذرالسلفي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مكان الإقامة: jjj
الجنس :
المشاركات: 28
الدولة : Belarus
افتراضي

"حضرت امرأة عند أحد القضاة، وادّعت على زوجها أن لها عليه خمسمائة دينار مهراً، فأنكر الزوج أن يكون لها في ذمته شيء، فقال القاضي: هاتِ شهودَك ليشيرون إليها في الشهادة، فأحضرهم، فاستدعى القاضي أحدهم وقال: انظر إلى الزوجة لتشير إليها في شهادتك، فقام الشاهد وقال للزوجة: قومي، فقال الزوج: ماذا تريدون منها؟ فقيل له: لا بد أن ينظر الشاهد لوجه امرأتك لتصح معرفته بها. فأخذت الرجل الحميّة، وحرّكته الغيرة على زوجته، وصاح أمام الناس: إني أُشْهِدُ القاضي على أن لزوجتي في ذمتي هذا المهر الذي تدعيه، ولا تُسفر عن وجهها". رحمهم الله.. أين هم من أناس في هذا الزمان، انسلخوا من الحياء، وفقدوا الغيرة، فخرجت نساؤهم كاشفات الوجوه والرؤوس والأيدي والسيقان، ويزعمون أنهم أهل غيرة!! فالله المستعان، وإليه المشتكى. ما بين إقبال ليـل واستدارته تحوّل الحال واحتفت بنا النُّذر فجاء هذا الزمان الذي ازدادت فيه غربة الدين، وضَعُفَ التمسّك بالهدي الأول، وظهر أقوام يحلفون قبل أن يُستحلفوا، ويشهدون قبل أن يُستشهدوا، ويخونون ولا يؤتمنون، ويقولون ما لا يفعلون. فانحرفت الأمة عن الجادة، وأصبح الدين غريباً في هؤلاء، وأصبح المصلحون بينهم من أشد الناس غربة. وادّعى كثير منهم (الغَيْرَة)،ولكنه مجرد ادعاء، لأن القول كذبه العمل، فظهرت تلك الأمثلة التي تخدش الحياء، وتُضعف المروءة، وانتشرت انتشار النار في الهشيم. وتأمّل ذلك الصنف من النسوة اللاتي ظهرن متبرجات بكل ما تعنيه كلمة التبرج، سافرات بكل ما تعنيه كلمة السفور، فكشفن عن الرأس والساقين، أو كشفن عن وجوههن، ووضعن عليهن الزينة، حتى ضاعت معالم الوجه من كثرة الأصباغ، أو وضعن العطور الفوّاحة التي يوجد شذاها من المدى البعيد. أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي يذهبن إلى الخياطين، فيقوم الخياط بالتفصيل على إحداهن، ويأخذ مقاسات جسمها ما علا منه وما نزل، بل ويضع يده على بعض المواضع التي لو مدّ أبوها يده إليها لاستحيَت، بل وتُفَصل عنده بعض الموديلات التي لا تلبسها إلا الساقطات من النساء، اللاتي عُرفن بالانحراف والفساد الصريح. أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي درسن أو عملن بين صفوف الرجال، وتعاملن معهم كما تتعامل إحداهن مع أحد أفراد أسرتها المحارم، وركبن السيارات، وخرجن سافرات، يجُبن الشوارع طولاً وعرضاً كالتائهات، (بل هن حقاً تائهات). أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي ركبن مع السائق، يجوب بهن الشوارع والأسواق والجامعات، وغير ذلك من الأمكنة، بمفردهن، غير محتشمات عنه، بل ويدخل إلى المنزل وكأنه أحد محارم الأسرة، فلا يتحرّجن ولا يستحين منه، بحجة أنه (سائق) أو (ليس برجل) بمفهوم الكثير، بل وتقف إحداهن تتحدث معه بقميص النوم، بل ولعلها خاطبته وهي مضطجعة تنظر للتلفاز.. وكم حدثت من الجرائم والاعتداءات على الأعراض بسبب هذا الاستهتار والجهل (قاتل الله الجهل وموت الحياء). أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي يتسكعن في الشوارع، ويعاكسن الشباب، حتى أصبحن كحاوية القمامة، ما أُلقي فيها شيء إلا احتوته!. أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي يسافرن إلى بلاد الفجور والانحلال وحيدات، سافرات متبرجات بلا رجال، يبحثن عن الرذيلة وموت العفّة. أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي اخترعن طريقة جديدة للتبرج، وهي: (التبرج المعلب)، بحيث تلبس إحداهن (البرقع) الذي تبين من ورائه معالم الوجه والخدين والرقبة، أو أنها توسع فتحة العينين وتزينها بالكحل ومواد التجميل، أو أنها تُظهر شعرها المصبوغ من فوق ذلك البرقع، وتسمي ذلك (ستراً)!! إنما هو ستر مفضوح. وما النقاب الجديد الذي يوضع على منتصف الأنف، فيستر ما تحت ذلك، ويظهر العينين والجبهة، إلا على شاكلة ذلك البرقع، أو أشد شراً. أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي ينظرن إلى المجلات الخليعة، والأفلام الهابطة، ويستمعن إلى الأغاني الماجنة، بل ويشترين ذلك بأموالهن، فجعلن المال وسيلة للتردي والانحدار، بدلاً من أن يكون وسيلة لصيانة الأعراض وحمايتها. وتهافتت أمامهن تلك الصرخة المدويّة: أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال أو ذلك الصنف من النسوة اللاتي يرقصن في الأعراس والحفلات على أنغام الموسيقى الصاخبة، ويلبسن الثياب المثيرة، ويرقصن الرقصات المخِلَّة، بل والأدهى أن يكون ذلك أمام الرجال، وبين ظهرانيهم. أو.. أو…أو … ومع كل ما ذُكر فإن ذلك غيض من فيض. فهل هؤلاء النسوة يعرفن الحياء حقاً؟!! أو هل يظن أولياؤهن أنهم من أهل (الغيرة)؟!!. كلا وحاشا. وللخير أهل يُعرفون بهديهــم إذ اجتمعت عند الخُطوب المجامعُ وللشر أهل يُعرفون بشكلهـم تشير إليهم بالفجور الأصـابعُ فأين هؤلاء النسوة الغافلات عن تلك الأمثلة الرائعة التي سطرها الأولون؟!! وأين أولئك الذين يدّعون (الغيرة) عن اتّباع آثار من سلفهم؟ أين هم من غيرة النبي النبي صلى الله عليه وسلم؟ أين هم من غيرة الصحابة رضي الله عنهم؟ أين هم من غيرة المتمسكين بآثار السلف؟ بل أين هم من غيرة (المعتصم)، الذي استنجدت به امرأة من المسلمين، عندما اعتدى عليها أحد كلاب الروم، فصرخت: "وامعتصماه!"، فاضطرمت نار الغيرة في خافقه، وأخذته الحمية، وضاق بالخبر ذرعاً، ولم يحتمل الصبر حتى أرسل جيشاً عرمرماً، فدكّ تلك البلدة، استجابة لصرخة تلك المرأة المسلمة، وغيرة على عِرضها. فهذه الاستجابة غيرة على امرأة من نساء المسلمين، قد نِيلَ من كرامتها، فكيف بمن لا يغار على أهل بيته؟ بل كيف بمن يساعدهم على ذلك؟ أيحق له أن يدّعي الغيرة بعد ذلك؟!!. {سبحانك هذا بهتان عظيم}. 14 شوال 1413هـ كتبه الشيخ سالم العجمي حفظه الله [1] رواه أحمد وغيره، انظر: "السلسلة الصحيحة" (1/45). [2] رواه البخاري: (5223)، ومسلم: (2716). [3] رواه البخاري: (6846)، ومسلم: (1499). [4] رواه البخاري: (2895). نقله ابوذر
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.65 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]