العودة إلى الوراء
حين يسرح الإنسان ويعود إلى الوراء ليراجع شريط ذكرياته ، ويرى أنه وقع وتعثر ، وقام وأكمل وصابر واستحمل .
يقف المرء كثيراً على محطات أيامه القاتمة ،
ويقول لو حدث كذا.. لو كان كذا لكان ..
لكنى أرى أن هذة المحاسبة جاءت متأخرة
فلماذا لا يحاسب نفسه وقتها ؟
لماذا أصر على المضى فى الماضى فى رحلة آثامه وزلاته؟
لماذا يتحسر على لحظات مضت وعمر فات فيما لا ينفع ؟
ءأهذة المحاسبة تفيد فى وقته الراهن؟
ءأتغير شيئاً كان ؟
إذا تريث كل امرىء فى مراجعة ماضيه سيرى أن إذن لا داع للتحسر إذا كانت الفائدة أكبر.
فلا تشرق شمس يومك إلا إذا تعلمت شيئاً ولو يسيراً من أيام ماضيك ، ومراجعتك لنفسك وفتحك حسابات أمسك دليل على نضجك وتقدمك لأنك تريد جنى ثمار إستفادتك من أيامك الماضية .
همسات لك أيها الباكى البائس على ماضيك لا تدع خيوط أحزانك تتراكم عليك حتى لا تكثر عليك وتظل حبيساً فى دائرة ماضيك .
فك قيودك ، وانظر إلى حاضرك واستفد من عثرات ماضيك .
اجعل لحظات حلو فائتك صقفة تشجيع وقوة أمل كلما نظرت إليها تحفزك على السير فى طريقك .
على سبيل المثال
العصفور حين لا يوفق فى رحلة طيرانه يوماً ما لا ييأس،
ولكنه يخرج اليوم التالى
بكل قوة وحيوية يغرد فى سماء الأمل
وينظر إلى شمس الحياة لتمنحه دفء الصبر
معتمداً على ربه الرزاق الذى يرزقه من حيث لا يحتسب .
والشجرة الواقفة بشموخ
مهما تأخرت عنها مياة رويها فإنها لا تجمع أعضائها وأوراقها
وتنكمش فى نفسها وتجلس تندب حظها ،
ولكنها مازالت فاتحة أذرعها لتستظل بظلها
وتقيك من حرارة أخطائك لتقوى على إكمال رحلة حياتك.