إذا كانت السعادة الزوجية وسيلة للحياة بصحة أفضل ، فإن التوتر والخلافات بين الزوجين وسيلة لإضعاف وهشاشة المناعة لدى الطرفين وإصابتهما بالأمراض العارضة ...
في الواقع ليس لدي الكثير لأقوله للزوج في حالة الخلافات الزوجية ، ربما لأن ردود فعل الزوجة هي المحرك الأساسي في نشوب الشجار والخلافات، وربما لأن المرأة تتأثر أكثر هرمونيا ونفسيا بسبب الخلافات ، فهي التي يجب أن تتجنبها ، وربما لأن عدم تحكم المرأة في ردود أفعالها خلال هذه اللحظات معناه الحتمي بداية الفراق ، وربما لأن الطبيعة ( إن فهمنا الطبيعة ) تفرض على المرأة الحفاظ على محيطها القريب وضمان الإستقرار والراحة لكل من فيه .
كل هذا يجعل من التنازل أمرا واجبا على المرأة دون الشعور بأي ما يمس كرامتها الشخصية ،
إن معرفة الطبائع البشرية تجعل من المدهش أن يتكون لدى المرأة شعور برفض التنازل لأن هذا ضعفا ، بل هو طبيعة أنثوية بحتة حقيقية ....
تأكدي أن رفضك للتنازل معناه الفراق ، وتأكدي أن الفراق سيؤثر عليك أكثر ، وثقي كذلك أنك إن كنت تسعين الى دمار حياتك الزوجية فلا تتوقعي من زوجك أن يفعل شيئا لإنقاذها ! .
إن أكثر أسباب الخلافات تتشكل كالتالي .....
تصرّ المرأة أحيانا على العمل ، رغم أن زوجها يرفض ذلك وحجتها أنه تزوجها وهي تعمل....
تصرّ المرأة التي تعمل على الاحتفاظ براتبها لأنه من حقها رغم أنها تعلم ضيق حالة زوجها المادية .
تصرّ المرأة أحيانا على الإنفصال ببيت زوجي مستقل ، رغم انها تعلم صعوبة ذلك ، فقط لأن الانفصال والحياة باستقلالية من حقها ..
تصرّ المرأة في بعض المجتمعات العربية على زوجها أن يحضر لها خادمة ، ولربما يكره الزوج وجود خادمة غريبة في بيته ، ولربما يسبب هذا ضغطا ماديا له ، فقط لأنها تشعر أن أعمال البيت والعناية بالعائلة مهام تسبب لها الشعور بالدونية !
تثقل الزوجة رأس زوجها بالشكاوي المتعددة فقط لأنها تريد أن تفتح موضوعا للحديث !
إن هذه الأسباب يتلاشى فيها الخلاف بمجرد أن تتنازل الزوجة في أكثرها ، هناك أسباب أخرى تتعلق بممارسات يقوم بها الزوج ، او بتدخل الأسرتين في حياتهما الزوجية وهي تشكل أسبابا أقل نسبيا للخلافات ولكن حلها يكون بالتفاهم والحكمة والفطنة والصبر ثم الصبر .
إن مراعاة الفروق الفردية، ونشر أجنحة المحبة والحنان لحماية مناخ السعادة، امر بغاية الأهمية فهناك ، شعرة دقيقة بين الإحساس بالسعادة والوقوع في التعاسة، وإذا كان دور المرأة توفير الراحة لأهل بيتها وعدم إثارة غيرة زوجها وعدم إزعاجه أثناء نومه، أو تناوله طعامه والوقوف بجانبه في كل شدائد الحياة، فإن دور الرجل لا يقل أهمية أيضاً، فهو يدعم المنزل مالياً وعاطفياً، ويساعد على بناء الأمن النفسي لأسرته بالصراحة والاهتمام والثقة بعيداً عن إثارة الشك والغيرة.
وكذلك على الزوج أن يساعد في خلق لغة تفاهم مشتركة، ويعمل على التأقلم مع المشاكل الطارئة، وهو - بطبيعته - لا يقوم بإفشاء الأسرار المنزلية، ولا يسمح لأهله أو أصدقائه - غالبا - بالتدخل في سير حياته الزوجية ،
إن بقاء زوجك في البيت معك ومع الأولاد فترة من الزمن ، يُعدّ بحد ذاته تنازلا كبيرا من طرفه في الوقت الذي يرغب فيه أن يمضي الوقت خارجا مع أصدقائه أو لانشغاله باهتماماته، وعليك يا سيدتي أن تجيدي فهم الطباع وأن تحسني قيادة الأمور...
ونسبة لا بأس بها من الرجال يساعدون زوجاتهم أحيانا بالأعباء المنزلية والعناية بالأطفال ، وهذه لافتة جميلة يترجم الزوج فيها كامل احترامه لزوجته .!
إنه من الجميل حقا أن يتقن الزوجان لغة فهم التنازلات المقدمة من الطرف الآخر دون البوح بها