عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18-08-2008, 09:54 AM
الصورة الرمزية محبة السنة
محبة السنة محبة السنة غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2008
مكان الإقامة: في أرض الله
الجنس :
المشاركات: 138
الدولة : Libya
افتراضي




أوراقٌ تغيّر لونها



في ليلة من ليالي غزة الجميلة والهادئة وفي منزل تسكنه أسرة سعيدة زوجان وابنة


:أمي حبيبتي .... تعالي و أنظري ،

أنظري لرسمي فقد رسمت منظراً من مدينتي ،

أليست جميلة ؟

:جميلة يا ابنتي ، ما شاء الله عندك موهبة يا مروة لقد أتقنت رسمها هذه الحديقة وهذه المباني الجميلة يا الله ما أجمل مدينتنا ،

والآن حان وقت النوم ، فلتصبحي على خير ،

سأطفأ المصباح ولتنامي صغيرتي في أمان الله وحفظه ،

وخرجت الأم إلى غرفتها ، ونامت مروة قريرة العين تحلم بالورود والعصافير والفراشات الجميلة ،

وفي سكون الليل وهدأته دوت إنفجارات قوية

وفرقعة صواريخ رهيبة ،

نهضت مروة مذعورة إذ بأمها تأخذها وتنادي علي زوجها لكن لم يجب

أخرجتها من البيت ، ووجدت أناس مهرولون ، باحثين عن مكان آمن ، دفعتها بينهم وقالت : أذهبي معهم ، سأرى أبوك وماذا صنع ،

وعادت إلى البيت ، وإذ بقذيفة تنزل على البيت فهدته هداً ،

إلتفتت مروة وصرخت لما رأت جرت نحو الحطام إلا أن يداً منعتها وهي تصرخ وتحاول التفلت وجرتها بقوة لتمضي في جموع من المذعورين باحثين عن مكان بعيد عن وابل النيران

وعبروا الحدود ،

عاشوا في خيام ، وفي الطعام كان خيارهم الصيام وإفطارهم على ما جادت به الهيئات

ومضت سنينٌ طوال ، وفي يوم طويل تدافعت الجموع لتعبر الحدود وتعود فقد عاد الأمان ،

بزعم من إتفاقيات ومعاهدات ،

وعادت مروة إلى مدينتها وقد أصبحت بقايا حطام وهباء نيران ،

أين المباني ؟ لقد دكت .

أين الحدائق ؟ قد إحترقت .

وسارت مروة في شارع كان فيه بيتهم ،

وقفت على الأطلال وعلى قبور الأحباب تبكيها

وأخذت تجول وتبحث أبقي شيء ،

إذ بنصف حائط وحطام مكتب صغير وقفت عليه ،

وعلى حطام المكتب أوراق تغير لونها ،

: هذا رسم مدينتي ،أختفت الألوان وبهت تخطيط المكان

نعم نعم هكذا أصبح الحال

آه مدينتي حتى رسم لم تبقي

التعديل الأخير تم بواسطة نور ; 13-10-2008 الساعة 11:12 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.13 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (4.06%)]