
03-09-2008, 11:06 PM
|
 |
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة :
|
|
الاستعداد اللغوي :-
إن الاستعداد اللغوي هو عنصر هام في تطور اللغة المحكية , و يكون تطور اللغة المحكية اسهل بالنسبة للأطفال ضعاف السمع الذين لديهم لغة إشارة قوية . ويظهر ذلك جليا" لدى الأطفال الصم المولودين لآباء صم مقارنة بالأطفال الصم المولودين لآباء سامعين , وذلك لان الطفل الأصم الذي لديه مجموعة جيده من المفاهيم وقدرة جيدة على توصيل أفكاره ومشاعره هو أكثر قدرة ورغبة لتعلم المهارات الضرورية لتطوير مهارات اللغة المحكية ( وهذا يوفره وجود لغة سابقة لدى الطفل توفر له التعرف على هذه المفاهيم والقدرة على توصيل الأفكار والمشاعر وهي هنا لغة الإشارة ). إضافة" إلى ذلك فإن الأبحاث الحديثة أوضحت العلاقة بين الكفاءة في لغة الإشارة ( إتقانها ) , وتعلم اللغة المحكية . ومعرفة اللغة المكتوبة قد يكون أداة قيمة لتطوير الاستعداد لتعلم اللغة المحكية . حيث يتمكن الطفل ضعيف السمع و القادر على القراءة من الربط بين الكلمة المطبوعة و الكلمة المحكية. وخصوصا" إذا كان أخصائي التواصل يقوم بالتدريب على المهارات المحكية و المسموعة عبر قصص أو جمل ذات معنى للطفل . وكذلك تقديم نموذجا" صحيحا" للهيكلة اللغوية . ويساعد هذا المعزز البصري ( اللغة المكتوبة ) على تدريس قواعد تجميع الأصوات لتكوين كلمة جديدة , وتقدم اللغة المكتوبة أيضا" طريقة جيده للأطفال لاكتساب وإتقان قواعد اللغة أكثر بكثير مما يمكنه الحصول عليه من اللغة المحكية ( سماعيا ) , ومعرفة هيكلة و نظام وقواعد اللغة هو عمليا" مهم عند قراءة الشفاه و الذي يتطلب تعبئة / إغلاق الكثير من الفجوات السماعية (وذلك بتوقع أو تخمين ما لم يتم سماعه أو ملاحقته من الشفتين أثناء الكلام ), وهكذا فإن المهارات الدراسية المبكرة و التي تتطور عند ترجمة اللغة المقروءة يمكن أن تساعد أيضا" في تعزيز مهارات اللغة المحكية .
دعم الأسرة :-
إن دعم الأسرة هو عنصر أساسي ليس فقط من أجل التطور النطقي و اللغوي و لكن أيضا" للتطور العقلي و العاطفي , فالأسرة التي تقبل طفلها وتحترم احتياجاته اللغوية سوف تساعد هذا الطفل للوصول إلى أفضل ما يمكنه الوصول إليه من مهارات .
ومن واقع خبرتي فإن الطفل الذي يلمس اهتمام و دعم وتقبل الأسرة له تصبح لديه القابلية
و الدافعية لمواجهة أصعب المواقف التي يمكن أن تواجهه أثناء تعلم اللغة المحكية .
و الأطفال الذين لديهم مثل هذا القبول من عائلاتهم يطورون قدرات أوسع و أكثر مرونة في عملية التواصل , فيما يواجه الأطفال شعورا اكبر بالضغط و الصعوبة عندما يكون اهتمام الأهل منصبا" على التطور الكلامي فقط . فالدعم الواسع و التشجيع يجعل الطفل يكوّن شعورا" بالثقة وهذا الشعور ضروري للنجاح في التواصل . ويكون هؤلاء الأطفال مزودين بمهارات تساعدهم في التغلب على صعوبات التواصل المطلوب منهم تطبيقها واستخدامها أثناء تعلم مهارات التواصل .
القدرة العقلية :-
إن القدرة العقلية أو درجة ذكاء الطفل ليست دائما" مؤشرا" جيدا" على قدرته على تطوير لغة محكية , فالعديد من الأطفال الصم ذوي الذكاء العادي لا يطورون لغة محكية فاعلة رغم الجهد القوي المبذول . فيما يمكن أن يكون أطفال لديهم ذكاء أقل مهارات لغوية افضل .
ويكون لدى الأطفال ( الذين يتم دعم تطورهم اللغوي و العقلي مبكرا" في حياتهم ) يكون لديهم القدرة على التعامل مع اللغة كمهارة أخرى ممتعة يتعلمونها ضمن المهارات الأخرى , ومع الوقت فإن فهمهم لأهدافهم ودرجة دافعيتهم تتطور عندما يرون نجاح جهودهم .
لغة الإشارة أم اللغة المحكية :
إذا لم تتوفر طرق موضوعية لتحديد الاستعداد اللغوي لدى الطفل ضعيف السمع فكيف يمكن توقع استعداد هذا الطفل لتطوير لغة محكية ؟ . وقد كان يطلب من الأهل في السابق
(و حسب النظرية الأولى لتعليم الأطفال الصم وضعيفي السمع) الذين يرغبون تعليم طفلهم اللغة المحكية أن لا يعلموه لغة الإشارة, وبعد سنوات من التدريب الكلامي وعدم النجاح في تطوير لغة محكية فاعلة للتواصل مع الآخرين يتم تعليم الطفل لغة الإشارة كلغة مساعدة أو مساندة . ورغم أنه حاليا" يتم تعليم واستخدام لغة الإشارة من معظم الأطفال ضعيفي السمع في السياق التعليمي , فإنه لا يزال هناك اعتقاد قوي لدى الكثيرين بأن تعلم لغة الإشارة سوف يجعل الطفل لا يتكلم أو يتعلم الكلام , وللأسف يؤثر هذا الاعتقاد سلبا على مصلحة الطفل . أما النظرية الثانية فتقول أنه يجب أولا" تعريض الطفل للغة الإشارة فقط , فيما يتم تعليمه اللغة المحكية بعد إتقانه لغة الإشارة.
وبناء" على ما تقدمه هاتين النظريتين فإن الطفل يتعرض فقط لواحدة من اللغتين , مما يحد من إمكانيات تطوره في اللغة الأخرى . أما بوضع الطفل في مكان يقدم اللغتين معا وبنفس الاهتمام لكن مع فصل السياق ( أي يتم تقديم كل لغة في مكان مختلف وليس معا في نفس السياق ) , فإن الأهل و المعلمون سوف يتمكنون من تحديد قدرات الطفل على تطوير كل مهارة على حده و مدى نجاحه في كليهما .
إن تطور اللغة هو أحد أهم أساسيات برامج التعلم المبكرة و لأن قدرة الطفل ضعيف السمع على اكتساب اللغة عبر الوسيلة السماعية أو ما يدعى اللغة المسموعة محدودة, فإنه يتم الاستعانة و بقوة باللغة المرئية أي المكتوبة في المدرسة .فيما يمكن تعريض هؤلاء الأطفال للغة المحكية المسموعة في المدرسة أو البيت في سياقات آمنة و متوقعة ( مخطط لها ) . وهكذا يتم تعريضهم للغتين بشكل منفصل خلال نشاطات الحياة اليومية , مما يمكن من مراقبة تطورهم في اللغتين بشكل أكثر وضوحا" . وعندما يتم تحديد مدى استعداد الطفل على تطوير لغة محكية يتم اتباع قدرات الطفل وتفضيلا ته و تعديل مستوى اللغة المقدمة له تبعا لذلك .
ويبدو من المنطقي التساؤل لماذا لا يتم استخدام اللغتين معا" في نفس الوقت ؟ و السبب هو لجوء العديد من المعلمين لطريقة التواصل المتزامن (Simultaneous Communication) أثناء تدريس الأطفال ضعيفي السمع في الصفوف الدراسية وهي طريقة تعتمد على توصيل اللغة المحكية حسب إشارات يدوية معينة ( كمساعد بصري ) مع الكلام في نفس الوقت ( بالتزامن ) . وتفيد بعض التجارب العلمية بأن الأطفال اللذين يستخدمون اللغة المحكية بمعزل عن الإشارة يصبح تواصلهم اللفظي أفضل من اللذين يتكلمون ويؤشرون في نفس الوقت ( تعتقد المترجمة بأن ذلك يعتمد على الطفل نفسه بالإضافة إلى عدد من العناصر الأخرى مثل درجة السمع ومدى الاستفادة من المعينة السمعية وعمر الطفل عند البدء بالتدريب وتعاون الأهل والمعلمين وغير ذلك ).
وهكذا فإن إبقاء اللغتين منفصلتين يعطي الخيار للطفل ( كأي طفل ثنائي اللغة ) لاستخدام أية لغة يفضلها أو يحتاجها حسب السياق الذي هو فيه .
وكذلك فإن جلسات التدريب النطقي اللغوي ينبغي أن تركز على استخدام اللغة المحكية للتواصل في بيئات تواصلية حقيقية بهدف تحقيق التواصل اللفظي الناجح في الحياة العادية .
وجعل تعلم اللغتين منفصلا" يساعد الأخصائيين و المعلمين بدقة أكبر على تحديد مدى تقدم الطفل ووضوح كلامه بدون إشارات مساعدة , ومراقبة فهمه للكلام اللفظي , مما يساعد الأطفال على إدراك متى يكون كلامهم مفهوما" ومتى لا يكون , وبالتالي أيضا" يساعدهم على معرفة متى يحتاجون لوسائل تواصل بديلة .
التوقعات الواقعية :-
ما يمكن أن يصل إليه الطفل ضعيف السمع مع التدريب الكلامي ( أي المستوى اللغوي المحكي ) يتراوح بين استخدام اللغة المحكية بفاعلية ممتازة وأقرب للعادية ,واستخدام جمل معقدة و مفردات متنوعة , إلى استخدام مفردات محدودة في مواقع / سياقات محددة .
و لا يمكن أبدا" التوقع إلى أي مستوى سوف تصل لغة الطفل المحكية . ولهذا وبغض النظر عن توقعات أو أمنيات الأهل , فإن قدرة كل طفل و ما سوف تصل إليه لغته يخضع لعدة عوامل كما سبق وذكرنا . و من المهم معرفة أن ذلك يتراوح من مجرد معرفة المهارات الأساسية للغة المحكية ,إلى لغة محكية أقرب للطبيعة و الاشتراك في حوارات يومية عادية مع وجود صعوبات في فهم بعض المفاهيم المجردة والمعقدة. فيما قد يصل البعض إلى مستوى عالي في معرفة اللغة اللفظية ولكن تبقى لديه مشاكل في تطبيق ما تعلمه في الواقع الحياتي .
و السؤال هو عن الوقت و الجهد الذي سوف يطلب من الطفل بذله لتحقيق أقصى ما يمكن
أن يصل إليه .وهنا ينبغي الأخذ بالاعتبار التوازن بين التدريب اللفظي و اللغوي, و الدراسي, ورغبة الطفل وتقبله النفسي للتدريب, و نظرته لنفسه و نجاحه في استخدام هذه اللغة في حياته اليومية وإلى أي مدى ستكون قدرته على تتبع مسار الحديث المسموع . لهذا ينبغي على الأهل و المختصين تحديد الأهداف بناء" على القدرات الواقعية للطفل . ويمكن للأسئلة التالية أن تساعد في تحديد أهداف واقعية للتدريب وهي تطرح على الأهل :-
- هل الطفل يجيب دائما" ع عند مناداته باسمه بدون إشارة ؟
- هل يستجيب لأصوات البيئة دائما" ؟
- يزيد من التواصل اللفظي عند بداية ارتدائه للسماعة ؟
- ينظر إلى وجهك باهتمام عندما تتحدث إليه ؟
- يتوقع الأصوات أو المقاطع التي تستخدمها باستمرار مثل ( ياه – يوه – آه ).
- يقلد حركات الشفتين .
- يصدر مقاطع .
- يقلد نغمة الصوت Intonation .
- يستخدم المقاطع التي يصدرها وكأنها كلمات حقيقية للتواصل .
- يستخدم بتلقائية كلمات مفردة .
- يصدر نغمة السؤال بشكل تلقائي .
يتبــــــــــــــــــــــــع
|