عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 02-09-2008, 05:54 PM
الصورة الرمزية خديجة
خديجة خديجة غير متصل
مشرفة ملتقى الفلاشات والفيديو كليب
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
مكان الإقامة: الحضن الدافئ
الجنس :
المشاركات: 2,650
الدولة : Morocco
افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم
بداية جزاك الله خيرا فراستنا المتالقة ودمتي للمنتدى سراجا منيرا بمواضيعك المميزة واشارك بموضوعي اليوم قبل غد لانه من الممكن ان لاتسمح لي الظروف في الغد بالدخول للمنتدى وجزاكم الرحمان خيرا واتمنى ان ينال اعجابكم
اولا الرطب والماء
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"
فرض الله الصيام على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة النبوية بالمدنية.. والصيام هو الركن الثالث من فرائض الإسلام بعد الشهادتين والصلاة.
ولم يفرض الصيام مرة واحدة على مجتمع لم يعرف الصيام ولا تعود عليه.. بل تدرج لهم في فرض الصيام ..لأن العادات لا تتغير في يوم وليلة.
لما هاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى المدنية كان أول أمر الصيام أنه كان يصوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر.. ثم فرض الله عليه الصيام من رمضان.
وكان صيام رمضان أول الأمر اختيارا.. من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا.. قال تعالى: "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ".. فكانوا على ذلك حتى نزل قوله تعالى: "فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ".
فأصبح الصيام فرض عين على كل مسلم ومسلمة.. ومع ذلك لم يكن الصيام كما هو اليوم.
فقد كان الصيام يبدأ من العشاء حتى المغرب من اليوم التالي، ومن نام قبل العشاء حرم عليه الطعام والشراب وسائر المفطرات.
فكان وقت الإفطار من المغرب حتى العشاء وباقي الليل والنهار صيام.. وكانت الفترة طويلة.. وكان من نام قبل تناول الإفطار حرم عليه الأكل والشرب.
وكان الصحابي (قيس بن صرمه ) يعمل وجاء إلى أهله فلم يجد طعاما فنام وأصبح صائما.. فشق ذلك عليه حتى غشي عليه.. فرآه النبي (صلى الله عليه وسلم) فنزل التخفيف في قوله تعالى: "ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ" البقرة.
فأصبح الصيام على ما نحن عليه اليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
روى الإمام أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال.. وأحيل الصيام ثلاثة أحوال.. وأما أحوال الصيام فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدم المدينة وجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وصام عاشوراء، ثم فرض الله عليه الصيام، وأنزل الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ..."إلى قوله تعالى: " وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ " .
فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكينا فأجزأ ذلك عنه، ثم إن الله عز وجل أنزل الآية الأخرى: "شَهْرُ رَمَضَانَ..." إلى قوله تعالى: "فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" فأثبت الله الصيام على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر،وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام فهذان حالان.
قال: وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا.. فإذا ناموا امتنعوا، ثم إن رجلا من الأنصار يقال له: صرمة كان صائما حتى أمسى فجاء إلى أهله فصلى العشاء، ثم نام فلم يأكل ولم يشرب، حتى أصبح فأصبح صائما فرآه رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وقد جهد جهدا شديدا فقال: "مالي أراك قد جهدت جهدا شديدا" قال : يا رسول الله إني عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسي فنمت.. فأصبحت حين أصبحت صائما"
قال: وكان عمر قد أصاب من النساء بعدما نام.. فأتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر ذلك له.. فأنزل الله عز وجل:" أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ" إلى قوله تعالى:" ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ"
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :" كان عاشوراء يصام فلما نزل فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر".
وروى البخاري عن البراء بن عازب (رضي الله عنه) أنه قال: كان أصحاب محمدا (صلى الله عليه وسلم) إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي.. وأن ( قيس بن صرمة ) الأنصاري كان صائما، وكان يعمل بالنخيل في النهار، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها: أعندك طعام؟ قالت لا: ولكن أنطلق أطلب لك، وكان يومه يعمل (أي أنه تعب من طول عمله طوال النهار) فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما رأته قالت: خيبة لك، فلما انتصف النهار غشي عليه، فذكر ذلك للنبي فنزلت هذه الآية:"أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ" ففرحوا فرحا شديدا فنزلت: "وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ"
وهكذا كان فرض الصيام على ثلاثة مراحل:
الأولى: صيام عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر.
الثانية : صيام رمضان لمن شاء من العشاء إلى المغرب من اليوم التالي.
الثالثة: فرض الصيام كما هو اليوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
رمضان ياخير الشهـــور*** وخير بشرى في الزمان
ومحافل الغفران والتقوى*** تفيض بكـــــــــــــــل آن
ومطالع الإسعاد ترفـــــل*** في لياليك الحســـــــــان
ومجالس القرآن والذكـــر*** الجليل أجل شــــــــــان
والصيام عبادة قديمة فرضها الله على الأمم من قبلنا.
قال مجاهد: كتب الله رمضان على كل أمة. وقيل أول من صام نوح عليه السلام.. وقيل بل قبل نوح.
وكان الصيام على موسى وعيسى (عليهم الصلاة والسلام) غير أن أهل الكتاب غيروا وبدلوا فيه.. فإن الله فرض عليهم رمضان كما فرضه علينا، فمرض ملك أو حبر منهم فنذر إن شفاه الله ليزيدن في الصيام عشرا ففعل، ثم مرض آخر ففعل مثل ذلك فزاد عشرا فكان الصيام خمسين يوما، وقيل إنهم حولوه إلى الربيع وزادوا فيه عشرين يوما كفارة لذلك .
وكان الصيام يأتي في الحر الشديد وفي البرد الشديد.. فجعلوه بين الشتاء والصيف في الربيع وثبتوا وقته على ذلك.
روى الطبراني بسنده عن السدي أنه قال: كتب على النصارى شهر رمضان، وكتب عليهم ألا يأكلوا ولا يشربوا بعد النوم، ولا أن ينكحوا النساء في شهر رمضان، فاشتد على النصارى صيام رمضان، وجعل يقلب عليهم في الشتاء وفي الصيف.
فلما رأوا ذلك اجتمعوا فجعلوا الصيام في الفصل بين الشتاء والصيف ( يعني الربيع ).. وقالوا نزيد عشرين يوما نكفر بهم ما صنعنا فجعلوا صيامهم خمسين.
ثم أدخلوا عليه تحريفا آخر حيث جعلوه صياما عن ما فيه روح كما يزعمون نحو: اللحوم والسمك والبيض والزبد وما يشبه ذلك.. ويأكلون ويرتعون في الخبز وما يصنع من الزيت كما يزعمون.
فهم غيروا زمانه.. وغيروا كيفية الصيام فضلوا وأضلوا، ولا غرابة من ذلك فقد حرفوا التوراة والإنجيل فهم أهل التحريف والتبديل.
رمضان يا أمل النفــــوس*** الظامئات إلى السلام
طافت بك الأرواح سامجة*** كأسراب الحمــــــام
يا شهر بل يا نهر ينهــــل*** من عذوبة الأنــــــام
رمضان نجوى مخلـــص*** للمسلين وللســــــلام
والصوم لغة : هو الإمساك .. قال تعالى عن مريم "إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا "
وشرعا: هو التعبد بالإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
والصيام نوع من التكاليف التي أراد الله أن يختبر بها عباده، فكل عبادة لها تكليف خاص بها فالصلاة والزكاة الصوم والحج لها تكاليف معينة.
فالصلاة تكليفها بدني محض، والزكاة مالي محض، والحج مركب من بدني ومالي والصوم بدني محض.
ومن التكاليف ما أمرنا الله فيها بالكف عن المحبوب كالصيام، ومنها ما أمرنا الله ببذل المحبوب كالزكاة .
فالشريعة جاءت بالتنويع والتقسيم حتى يعرف من يمتثل أمر الله تعبدا حقيقيا لمولاه سبحانه ومن يمتثله تعبدا لهواه.. وذلك لأن من الناس من يهون عليه أن ينفق ألف جنيه ولا يصلي ركعة ولا يصوم يوما.
ومن الناس يهون عليه أن يصلي ولا يهون عليه أن ينفق, فكان التنويع والتقسيم حتى يتربى المسلم على كل العبادات طاعة لله عز وجل.
رمضان محراب العبادة للورى*** تغدو به الأرواح أطهر مرتقى
ساعات عمر الزمان مليئــــــة*** بالذكر حيث العمر عاد محلقـــا
فيه التراويح المضيئة مسبــــح*** للقلب للإيمان يعمر مرفقــــــــا
حكمة الصيام
لم يفرض الصيام على المسلمين لتعذيبهم.. فإن الله غني عن تعذيب عباده، بل ما شرع الله الصيام وفرضه على عباده إلا لحكمة منها:
امتثال لأوامره واتقاء لحرماته.. لأن شعور المسلم بالعبودية لله والاستسلام لأمره وحكمه أسمى أهداف العبادة.. بل هو الأساس الذي ترتكز عليه حكمة خلق الإنسان " وأمرنا لنسلم لرب العالمين "
تربية النفس على الصبر وتعويدها تحمل المشاق.. فالصيام يقوي العزيمة والإرادة، ويجعل الإنسان متحكما في هواه ورغباته، وليس عبدا للجسد، ولا أسيرا للشهوة.
فالمسلم يسير إلى الله على بصيرة لا تتحكم فيه شهواته فيكون كالحيوان، بل هو عبد يربي نفسه على ما يريد الله عز وجل.
الصيام يربي الإنسان على الحب والعطف والحنان، ويجعل الإنسان رقيق القلب طيب النفس يشعر بشعور إخوان، يحس بإحساسهم فيساعد المحتاج ويمسح دمع البائسين ويزيل أحزان المنكوبين.
الصيام يهذب النفس البشرية بما يغرس فيها من خوف الله ومراقبته في السر والعلن، ويجعل المرء نقيا تقيا يبتعد عن ما حرم الله.
فسر الصيام الوصول إلى التقوى، وليس الألم أو الجوع أو حتى الصحة.. لأن التقوى تعد المسلم للوقوف عند حدود الله بترك شهوات الطبيعية المباحة امتثالا لأمره واحتسابا للأجر عنه تعالى.
رمضان بالحسنات كفك تزخــــر***الكون في الآلاء حسن مبحـــــر
وبسطت بالقربات مائدة الهــــدى***تلقى بها الأرواح ما تتخيــــــــر
وهتفت لمقدمك النفوس وأسرعت***من حوبها بدموعها تستغفـــــــر
أقبلت رحمى فالسماء مشـــــــاعل***والأرض فجر من جبينك مسفر
الصيام مدرسة عظيمة يهذب النفوس ويطهر القلوب ويرقق المشاعر ويصف السرائر، ويزيد في الطاعة، ويقلل من المعصية، ويساعد على حسن الخلق، ويقوي المراقبة، ويعلم الخشية، ويعود العين على البكاء.. ويجعل الغني يشعر بالفقير حين يشعر بألم الجوع.. فإذا به يسرع إلى مساعد الفقير والمحتاج.. كل ذلك يقود العبد إلى الغاية الكبرى من الصيام "لعلكم تتقون".
وللصيام فوائد صحية: بسبب خلو المعدة من الطعام.. وفي ذلك يقول طبيب العرب الحارث بن كلدة: الحمية رأس الدواء، والبطنة رأس الدواء.
قال سفيان الثوري: إذا أردت أن يصح جسمك ويقل نومك فأقلل من الأكل.
وفي الأثر: صوموا تصحوا.
في صيام السهر طب ليس يبده طبيــب
فيه أسرار يعيها صائم حقا أريـــــــــب
فيه غيث من صفاء ترتوي منه القلوب
كثيرا من الناس اليوم يصومون عن الطعام والشراب الذي هو حلال.. ويطلق لنفسه العنان في سائر المحرمات: من الغيبة والنميمة والكذب والخداع والنفاق، وسماع الأغاني المحرمة، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج الهابطة، أو النوم طوال النهار حتى يضيع عليه الصلاة عن وقتها.
والمصيبة العظمى والطامة الكبرى أن من الناس من يصوم ولا يصلي.
ومن الناس أول ما يفطر يفطر على الحرام من السجائر وغيره.
ومنهم من يرى الصيام تعذيبا للنفس بعدم الأكل والشرب وهذا فاسد الاعتقاد.
ومن الناس من يكثر غضبه في الصيام مع إن الصيام يدعو إلى حسن الخلق والعفو والصفح.
كل ذلك من الأخلاق التي تذهب بثواب الصيام ولا تجعل له أثر.
فأين آثار الصيام وأين أنوار القيام وصدق القائل:
إذا لم يكن في السمع مني تصاومٌ
وفي العين غض وفي منطقي صمت
فحظي إذا من صومي الجوع والظمأ
فإن قلت إني صمت يومي فما صمت
ففي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" والمقصود بقول الزور: هو كل محرم.
والصيام ليس عن الأكل والشرب فقط.. بل عن كل المحرمات كما في حديث ابن خزيمة وابن حبان والحاكم "ليس الصيام من الطعام والشراب إنما الصيام من اللغو والرفث" قال الحاكم: صحيح عل شرط مسلم.. فليس الصيام عن الطعام والشراب والقلب قاس عاص غافل لاه ساه عاكف على الحرام وفي الحديث" رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش" رواه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري.
قال ابن رجب: كل قيام لا ينهى صاحبه عن الفحشاء والمنكر لا يزيد صاحبه إلا بعدا.. وكل صيام لا يصان عن قول الزور والعمل به لا يزيد صاحبه إلا مقتا وردا.
وقال جابر: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع عنك أذى الجار، وليكن عليك سكينة ووقار، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء.
فيا أيها الراجي ثمار الصوم أعطي الصوم حقه
من خشوع واصطبار والتداء بالمشقــــــــــــــــة
وانطلاقا في سبيل العيش في رفق ورقــــــــــــه
__________________


حياكم لله معنا
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.74 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.09%)]