أعجبتني هذه الكلمات فنقلتها لكم ؟؟؟؟؟كم هي مؤلمة !!!!!!!!!!!!
لــمــاذا يــاأبـــي ؟؟؟
عشرون عاما ياأبي تركتني ، لاتسـأل عني ، عشت صباي ليلي ونهاري أحلم فيك ، وفي عينيك ، وأزين أحلامي بأجمل آمالي ، كم حلمت أن أقبلك وتقبلني ، وأحضنك وتحضنني ، لأشعر بدفء صدرك ، وحنان قلبك ، كم وددت أن تسألني عن غربتي كيف عشتها بعيدا عنك عن دمي ووطني . عشرون عاما ياأبي مرت وددت لوسمعت يوما صوتك الحنون لأذرف دموع العيون ، وأطهر قلبي بهذا الدمع الغزير والشوق الكثير ، كم تمنيت وجودك لحظة لأسير معك صوب رفاقي الصغار لألعب معهم ، وتنظر إلىَّ وأنظر إليك ، وأشعر بنبض قلبك ونظرات عينيك ، كم تمنيت أن تَزلّ قدماى لتقوم من مجلسك مهرولا إلى مادَّاً يدك وقلبك لعينيَّ لتحضنني وتبعد التراب عن وجهي الطفولي البرىء ، كم حلمت بك ياأبي وأنت تقص علىَّ قصص الأطفال وتدلني على مواضع الخير والجمال . هذه بعض أحلامي القديمة أقصها عليك لأنها ظلّت تلك السنين أحضنها بألم وضنين ، والآن ياأبتي ، ها قد بلغت مبلغ الرجال لتفخر بي كل الإفتخار ، وهذه الأم العظيمة التي تركتني وإياها نكابد مرارة الحياة وقساوة الأوقات كانت نِعم العون لي تضمد جراحي وتحثني على نجاحي ، حتى حصلت على شهادتي الجامعية لأكون أفضل من اخوتي الذين عاشوا في كنفك وسترك ، ولقاؤنا بعد تلك السنين كان فاقدا لوعة الحنين ، وكنت أود لو أنك قلت لي كلمة واحدة تجبر بها خاطري الحزين وتسكت في قلبي هذا الأنين ، لكنك ظللت على حالك البعيد وقلبك العنيد ، صمت المشاعر وجفاف المحاجر ، وقد ظننت خطأ ياأبتاه أن الأيام كفيلة بتغيير القلوب القاسية لتعود رحيمة شافية تشفي الأحزان وتطرد الأشجان ، غير أن ذلك يبدو ليس في كل الأحوال ، والآن عدت ليس من أجلك أنت وحدك ، بل ومن أجل ام تركتها وجَدّةٍ ودعتُها بدم العيون وقلب مفتون لأردَّ لهما الجميل وأكفل لهما العيش الرغيد والحال الجديد ، لكنك ستظل ياأبي في قلبي وروحي أقبل يديك وأرتمي عند قدميك وأرتجي يوما نور رحمة يشع من عينيك ، فأنا منك ياأبي وإليك وسأظل وفيا لك ماحييت