
21-08-2008, 12:37 PM
|
 |
مشرف الملتقى العام
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 2,264
الدولة :
|
|
أهل هذا الفضل :
أهل هذا الفضل على صنفين :
أحدهما : الذين يقولونها ويأتون بمقتضياتها وهؤلاء يدخلهم الله الجنة وينجيهم من النار قال تعالى :﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ (آل عمران:142). وقال تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ (فصلت:30).بينت الآيات أنه لا بد من القول والاستقامة بالعمل الصالح لدخول الجنة .وكذلك الأحاديث النبوية رتبت دخول الجنة على الأعمال الصالحة إضافة إلى الشهادة كما في الصحيحين (أَنَّ رَجُلًا قَالَ : لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجنَّةَ قَالَ: مَا لَهُ مَا لَهُ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَبٌ مَا لَهُ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ)(32).وفي المسند عن بشير بن الخصاصية(33)قال أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأُبايعَهُ فاشترطَ علي شهادةَ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسولُ الله وأن أقيمَ الصلاة وأن أوتي الزكاةَ وأحُجَ حجةَ الإسلامِ ، وأن أصومَ رمضانَ ، وأنْ أجاهدَ في سبيلِ اللهِ . فقلتُ : يا رسول الله أما اثنتين فو الله ما أُطيقهما : الجهادُ والصدقةُ. فقبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده ثم حرّكها ، وقال فلا جهادَ ولا صدقةَ ، فَبِمَ تدخلُ الجنةَ إذاً؟ قلت : أُبايُعُكَ ، فبايعتُه عليهِن كلهِن(34).ففي الحديث أن الجهاد والصدقةشرط في دخول الجنةمع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج .
الصنف الثاني : هم الذين يقرون بها ، ويرتكبون المعاصي ، فهؤلاء يغفر الله لمن يشاء منهم كما قال تعالى﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾(النساء:48)،ويخرج الله بفضل الشهادة والإقرار بها من دخل النار منهم كما جاء في الحديث (وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأُخرِجَنّ منها من قال:لاإله إلا الله)(35).9- المُحّرِمَة على النار :
فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ :
ما من عبدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرّمه الله على النار، فقال معاذ : يا رسولَ اللهِ ألا أخبرُ بها الناسَ فيستبشروا؟ قال : إذاً يتكلوا!(36)فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً.(37)وقال عِتبان بن مالك الأنصاري(38):غدا عليّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : لن يوافيَ عبد يوم القيامةِ يقول : لا إله إلا الله يبتغي به وجه الله إلا حرم الله عليه النار(39).وعن سهيل بن البيضاء(40)أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ، وَأَوْجَبَ لَهُ الْجَنَّةَ )(41).
رفع التباس :
فهم بعض الناس من ظاهر النصوص السابقة في فضل لا إله إلا الله أن مجرد التلفظ بها كاف لدخول الجنة والتحريم على النار دون عمل صالح ، وهذا لبس كشفه أهل العلم رحمهم الله ، ومما قالوا في ذلك :
1) إنه ينبغي أن لا تفهم الأحاديث التي جاءت مطلقة في دخول الجنة أو تحريم النار على من قال لا إله إلا الله إلا في ضوء الأحاديث التي جاءت مقيدة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم :من قال لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه ، أو صدقاً من قلبه ، أو يبتغي بها وجه الله،كما قرر ذلك أهل العلم.ومعنى ذلك أن من قال:" لا إله إلا الله" مخلصاً من قلبه غيرشاك فيها فإنه يكون مؤدياً لحقها من الأعمال الصالحة التي هي سبب دخول الجنةوالنجاة من النار، وأما من قالها بدون إخلاص أو صدق فلن تأتي بثمارها من الأقوال والأعمال الصالحة التي تكون سبباً لنجاته من النار .2) أن ما جاء في النصوص من كون من قال : "لا إله إلا الله" يحرم على النار: أنه يحمل على الخلود فيها ، أي يحرم عليه أن يخلد فيها أو يحرم عليه الدرك الذي يكون فيه أهل النار الخالدين فيها، وقد يكون في درك أعلى في النار ، لأنه قد جاء في النصوص الصحيحة أن بعض عصاة الموحدين يدخلون النار بسبب معاصٍ لهم ثم يخرجون منها كما في الصحيحين:إن الله تعالى يقول( وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ )(42).
3) أن هذا الفضل إنما يكون لمن قام بحقها ومقتضياتها من الأعمال الصالحة كما ذكرنا ذلك في كون لا إله إلا الله موجبة لدخول الجنة. وقد سأل رجل سفيان بن عيينه فقال له : كيف نصنع بقوم عندنا يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل ؟! قال سفيان : كان القول قولهم قبل أن تقرر أحكام الإيمان وحدوده. إن الله بعث نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة أن يقولوا : لا إله إلا الله ، وأنه رسول الله ، فلما قالوها عصموا بها دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عزوجل ، فلما علم الله عزوجل صدق ذلك من قلوبهم ، أمره أن يأمرهم بالصلاة ، فأمرهم ففعلوا ، فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ، فلما علم الله جل وعلا صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم بالهجرة إلى المدينة فأمرهم ففعلوا ، فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم. فلما علم الله تبارك وتعالى صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم بالرجوع إلى مكة ليقاتلوا آباءهم وأبناءهم حتى يقولوا كقولهم، ويصلوا صلاتهم ويهاجروا هجرتهم ، فأمرهم ففعلوا، فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم ولا هجرتهم. فلما علم الله عز وجل صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأمرهم بالطواف بالبيت تعبداً، وأن يحلقوا رؤوسهم تذللاً ففعلوا، فوالله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول، ولا صلاتهم، ولا هجرتهم، ولا قتلهم آباءهم. فلما علم الله عز وجل صدق ذلك من قلوبهم أمره أن يأخذ من أموالهم صدقة يطهرهم بها، فأمرهم ففعلوا حتى أتوا بها قليلها وكثيرها، والله لو لم يفعلوا ما نفعهم الإقرار الأول ولا صلاتهم، ولا هجرتهم، ولا قتلهم آباءهم ولا طوافهم. فلما علم الله تبارك وتعالى الصدق من قلوبهم فيما تتابع عليهم من شرائع الإيمان وحدوده قال عز وجل: قل لهم: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾(المائدة:3)(43).
(1)اليافوخ فجوة مغطاة بغشاء تكون عند تلاقي عظام الجمجمة وهما يافوخان يافوخ امامي ويافوخ خلفي (المعجم الوسيط)
(2) يتكون العامود الفقري من سبع فقرات في العنق واثنتي عشر ة فقرة في الصدر وخمس فقرات قطنية وخمس فقرات عجزية ملتحمة مع بعضها ثم العصعص
(3)القبض : مثل قبض الساعد للعضد أو تقريبه منه , البسط : مثل إبعاد جزئي العظم الواحد , الرفع : عمل حركة الى اعلى, الخفض : عمل حركة الى اسفل, الضم : تقريب عضو من الجسم للخط المتوسط , التبعيد : ابعاد العضو عن الجسم , التقريب : تقريب العضو من الجسم , التدوير : تدوير العظام حول محورها العلوي , الثني : نقص زاوية المفصل, الكب :مثل وضع راحة اليد الى الخلف , المصرة : نقص حجم الفوهة مثل صمامات التحكم في البول والبراز , الشد أو التوتر :جعل العضو صملا (صلبا).
(4)محمد بن ابي بكر الزرعي الشهير بابن قيم الجوزية.
(5)مدارج السالكين 3/414 تحقيق الرفاعي والحرستاني.
(6)القاموس المحيط ص 1603 , المعجم الوسيط1/25.
(7)قيل : اشتقاقه من الهات الى فلان اي سكنت الى ذكره ,فالارواح لاتسكن إلا إلى >كره سبحانه.وقيل : من أله الفصيل إذا أولع بأمه ,اي أن العباد مولعون بالتضرع اليه. وقيل من أله الجل ا>ا فزع, فألهة أي أجاره, فالله تعالى هو المجير لجميع الخلائق انظر تفسير ابن كثير أول سورة الفاتحة. (8)ذكره المودودي رحه الله في كتابه المصطلحات الاربعة في القرآن :ص 16 نشر الدار الكويتية, وقال: وقد إجتمع المعنيان في قوله تعالى (ولاتدع مع الله إلها آخر ,لاإله إلاهو ..) القصص :88 .
(9) الصاحبة : الزوجة، فهو سبحانه لا ولد له ولا صاحبة قال تعالى:"لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ" .
|