بالأمس كانوا هنا
كانت أرجلهم تدب على الأرض
و أنفاسهم فى الحياة الدنيا
و أجسادهم ملك للشهوات والملذات
كانوا يخرجوا
يلهوا
يلعبوا
و يسهروا ويصاحبوا ....
خرجوا ذهاباً إلى المصيف
وذات يوم وهم عائدون
استصدموا بسيارة كبيرة
ولفظت أنفاسهم إلى بارئها
فيا ترى على أى حال كانت لحظة خاتمتهم ؟
السيارة تسير على نغمات الموسيقى الصاخبة
وتتمايل على اليمين وعلى الشمال
والضحكات تتعالى
والنفوس تتمنى
والروح غافلة
فى غفلة نسوا معيادهم
فى لحظة ضاعت حياتهم
فى ثانية تهشمت أعضائهم
فكيف لو كانوا طائعين
وللقرآن سامعين
وللذكر مرددين
ولله حامدين مكبرين مهللين
مؤكد كانت ستختلف خاتمتهم
فبدلاً أن يزين السواد حلتها
كان البياض سيخرج من خيوط الليل
والنور يسكن وجوههم
ولكن قدر الله أن يموتوا على هذة الحالة
ليكونوا عبرة لمن بعدهم
فبالأمس كانوا هنا لاهيين ضائعين
واليوم هم هناك لا ندرى عن حالهم
دعاؤنا لهم أن يتقبلهم الله بواسع مغفرته
وأن يغفر الله لنا ولهم
فى حفظ الرحمن
