عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 02-08-2008, 02:43 PM
حارسة الفضيلة حارسة الفضيلة غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: fes
الجنس :
المشاركات: 15
الدولة : Morocco
افتراضي

نتمم إن شاء الله


دعونا نتفق أولا على أن تناولنا للمدرسة جاء في سياق الحديث عن أخلاق المجتمع، لذلك فسوف نستثني التعليم و مستواه و مدى فاعليته، بل سنقتصر عن الدور التربوي و الأخلاقي للمدرسة فقط حتى ننسجم مع الموضوع.






ثم أحب أن أقدم اعتذاري لكل ذوي المروءة من الأطر التعليمية التي نعتز بهم و بأدوارهم و بصبرهم على المعيقات في سبيل أداء رسالتهم ، أعتذر لهؤلاء(و هم الأكثرية إن شاء الله) لأنني سأذكر بعضا من الأطر التعليمية السيئة الأداء و التي لا تمثلهم طبعا (و هم الأقلية)



فالمعلم المربي هو النجم الذي يهتدي به أبناؤنا، أما المعلم المتسيب السيئ الخلق فهو النار التي تحرق و لا تدر و العياذ بالله،



فعذرا لكم معشر الطيبين من رجال و نساء التربية و التعليم





إخوتي أخواتي أعضاء حراس الفضيلة، زوارنا الكرام،






تعلمون أن مشاكل المدرسة الأخلاقية كثيرة و كبيرة، و سأحاول أن أتعرض لأهمها عبر تحليل التصدعات التي تعرضت لها المدرسة و ألخصها في :


التصدع الأول: تغييب الدور التربوي للمدرسة


التصدع الثاني: غياب القدوة


و قد أتعرض أيضا إلى:


التصدع الثالث: خلل المناهج و المواد التعليمية





التصدع الأول : تغييب الدور التربوي للمدرسة

لعل التصدع الكبير الذي أصاب المدرسة و هدم أركانها هو تغييب الدور التربوي.


و لتناول هذا الموضوع سأبدأ معكم بقصة قصيرة حقيقية:




في السبعينات من القرن الماضي تحكي أحد المتعلمات في مركز نسوي لتعليم الخياطة أن صاحبة المركز كانت تطرد كل متعلمة تأتي للمركز و هي تضع الصباغة على أظفارها! و ستتعجبون إن قلت لكم أن صاحبة المركز هده نصرانية العقيدة و فرنسية الجنسية!!



لماذا أسوق لكم هذا المثال في خضم الحديث عن المدرسة؟!


أقول:


إذا كانت مهمة التربية يشرف عليها مركز لتعليم الخياطة(نظير مركز لتعليم المهني حاضرا) فلابد أن التربية الأخلاقية كانت تشكل عمودا من أعمدة التعليم في المدارس في ذلك الوقت.


ثم إذا كانت مدربة فرنسية و نصرانية تشرف بنفسها على الدور التربوي للمركز، فلا بد أن الأطر التعليم المغربية و المسلمة في المدارس كانت تقوم بواجبها و دورها التربوي على أحسن وجه و تحمله محمل الجد.

ما الذي حصل الآن ؟


و كيف فقدت المدرسة دورها التربوي؟




باختصار شديد، السبب هو المادية و ابنتها العولمة الاقتصادية التي غرق فيها الإنسان. فلقد باتت العناية بالمقاولة على أشدها إلى الدرجة التي أصبح معها تخلي المدرسة عن دورها التربوي أمرا حتميا و طبيعيا لا يثير استهجان أولياء الأمور و الأطر التربوية طالما أن الناتج هو طالب له قدرة على اقتحام سوق الشغل..و كفى الله المؤمنين عناء كلفة التربية و ثقلها على التلاميذ!!




استبدل العرب الذي هو أدنى بالذي هو خير


و لا حول ولا قوة إلا بالله


قبلوا بأن يهدموا الدور التربوي للمدرسة حتى يستطيعون تخريج الكفاءات و كأن الجمع بين الهدفين أمر مستحيل.


و هكذا استسلم أولياء التلاميذ و الأطر التعليمية لهذا الوضع كأنه شر لا بد منه


و النتيجة شباب متعلم و غير متخلق يجر بسلوكه الشر أينما حل، سواء في أسرته أو بين أصدقائه أو في محل عمله..

سـأترككم للتأمل في هذا المشكل و سأعود لتحليل التصدع الثاني الذي أصاب المدرسة
__________________

"إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ
سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ" صدق الله العظيم


مسؤولـــة الفريـــق الإعلامـــــي لمشروع حراس الفضيلة
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]