السلام عليكم و رحمة الله و بركاتــــــــــه
ما من شك أن لكل إنسان طموحات و مشاريع يريد تحقيقها ، و يبذل كل ما يستطيع من جهد و يخصص الكثير من الوقت في سبيل الوصول إليها
لكن و رغم هذا فهو خائف أن لا تتحقق أمانيه ، و لا يصل إلى مبتغاه .
و هذا الخوف يولد حالات نفسية متوترة و عدم إستقرار في التفكير و حتى في السلوك ، فنجد هذا الإنسان قلقا و في الكثير من الأحيان هذا القلق يولد أمراضا ليست باليسيرة فقط كالصداع بل ربما حتى أمراضا تمس أعضاء من الجسم كالجلد و المعدة و القولون.
و هنا جاءت القدرة الإلهية لهذا المخلوق الضعيف ، فبلطف و رحمة و حكمة أراد الله سبحانه و تعالى أن يخفف على الإنسان العناء و التيه و يرشده إلى السبل الناجعة و الناجحة و الهادية إلى الإستقرار النفسي و الفكري في آن واحد .
فمن بين هذه السبل هو تأكيد القرآن الكريم و الأحاديث النبوية الشريفة على ضرورة الثقة بالقدرة الإلهية و إحاطة علم الله بكل شيء في الوجود ، فالقرآن الكريم يرسخ في ذهن و إعتقاد المؤمن مبدأ عظيم و هو ** ل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا و عل الله فليتوكل المؤمنون** سورة التوبة الآية51
فهو يؤمن إيمانا راسخا أن الله سبحانه و تعالى هو المتحكم في كل شيء. و المؤمن مؤمن بأن الأمة لو إجتمعت على أن يمنعوه أو يسلبوه شيئا من الأشياء فإنهم لا يستطيعون و لن يستطيعوا مادام ان القوة العضمى و المحيطة بكل شيء و المتحكمة في الأسباب كلها أرادت له هذا الشيء أو الأمر :
** ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها و ما يمسك فلا مرسل له من بعده و هو العزيز الحكيم** سورة فاطر الآيه 02
فربما قد تكون كل الأسباب الظاهرة للعيان تعرقلك في بلوغ أمر من الأمور و لكنها تبقى اسبابا ظاهرية يتحكم الله فيها الله سبحانه و تعالى ، فالمؤمن يبذل ما يستطيع من جهد و يسلم أمره للملك الديان ، للعليم الحكيم ، عالم الغيب و الشهادة و لمن أحاط علمه بكل شيء ،و لذلك فالمؤمن لا يخاف و لا يحزن مادام أنه متوكل على الله
فالله هو الخير و منه الخير و ما يصيب المؤمن كله خير ، إن أصابته سراء شكر فكلن خيرا له و إن أصابته ضراء صبر و كان خيرا له و له الأجر العظيم في كلتا الحالتين.
فلنثق في ربنا و لنتوكل عليه ولننطلق في مشاريعنا آميلينا في رحمة الله ، فلله الحمد في الاولى و الآخرة و الحمد لله على كل حال في كل ما يأتي به .