الجرد الاخلاقي للنفس في ضوء كل جديد
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى اله وصحبه ومن والاه :
كثيرا ما نعرض اعمالنا واشغالنا
للمحاسبة والجرد ومعرفة كل ما هو جديد
واحصاء للارباح والخسائر
ودائما ما يكون الهدف من وراء هذا العمل
الرقي بالمستوى المادي الى اعلى مستوياته .
لكن للاسف...
غرقنا في هذه الدنيا الفانية
التي هي كظل الشجرة التي يستريح فيها المسافر
قبل الوصول الى المستقر الابدي
ونسينا...
ان هناك نفس تحاتج حقا لجرد ومحاسبة
ليس سنويا او شهريا انما في كل حين ...
نتعرض للعديد من المواقف...
في حياتنا المليئة بالملهيات والاشغال
فلم نفكر للحظة واحدة...
ان نجلس مع هذه النفس لنحصي ما لها وما عليها
ما افلحت به وما فشلت به .
تجاهلنا القيام بمحاسبة لهذه النفس
ترقى بها الى اعلى المستويات الاخلاقية
فهي كثيرا ما تغرق في حياة وفي مشاكل
تكون قد رسمت بعضا من معالم اللهو والضياع
في ظل هذه اللامسؤولية التي نحن من البسها لانفسنا .
اذن ...
هيا بنا جميعا وفي هذه اللحظة
لنلقي كل ما يشغلنا
من امور مادية جانبا
ونجلس مع انفسنا
ونخلو بها
نتذكر...
ونفكر...
ما لهذه النفس وما عليها
لنقف وقفة الرقيب على هذه النفس
حتى ننقذها من الغرق والضياع
في ظل هذه الشهوات والملذات
التي تملأ حياتنا وواقعنا .
لنخصص من الان وقفة...
على الاقل يومية...
لتعتاد هذه النفس على الرقيب والمحاسبة
التي تضمن لها تصليح ما فات
قبل ان يأتي يوم لا مجال فيه للاصلاح
فاليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل
والحمد لله رب العالمين ...