عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17-07-2008, 09:17 AM
الصورة الرمزية د / أحمد محمد باذيب
د / أحمد محمد باذيب د / أحمد محمد باذيب غير متصل
استاذ الباطنة والاورام المشارك بكلية الطب جامعة حضرموت
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
مكان الإقامة: اليمن
الجنس :
المشاركات: 2,034
الدولة : Yemen
افتراضي

طريقة الإرضاع و مصلحة الأم





الإرضاع من الثدي لمصلحة الأم دوماً لأنه :


1 ـ يفيد بعملية إنطمار الرحم بعد الولادة ، نتيجة منعكس يثيره مص الحلمة من قبل الطفل ، فيعود حجم الرحم بسرعة أكبر لحجمه الطبيعي و هذا يقلل من الدم النازف بعد الولادة .


2 ـ النساء المرضعات أقل إصابة بسرطان الثدي من النساء غير المرضعات ، فمن قواعد سرطان الثدي أنه ـ يصيب العذارى أكثر من المتزوجات المرضعات ـ و يصيب المتزوجات غير المرضعات أكثر من المرضعات .


ـ و يصيب المتزوجات قليلات الولادة أكثر من الولادات .فكلما أكثرت المرأة من الإرضاع ، قل تعرضها لسرطان الثدي .


3 ـ الإرضاع من الثدي ، هو الطريقة الغريزية المثلى لتنظيم النسل :


إذ يؤدي الإرضاع لانقطاع الدورة الطمثية بشكل غريزي ، و يوفر على المرأة التي ترغب في تأجيل الحمل أو تنظم النسل ، مخاطر الوسائل التي قد تلجأ إليها كالحبوب ،و الحقن ، و اللولب ...أما آلية ذلك ، فهي أن مص حلمة الثدي ، يحرض على إفراز هرمون البرولاكتين من الفص الأمامي للغدة النخامية ،و البرولاكتين ينبه الوظيفة الإفرازية لغدة الثدي ، و يؤدي لنقص إفراز المنميات التناسلية Gonadotrophin المسؤلة عن التغيرات الدورية في المبيض ، وهذا ما يحصل عند 60% من النساء المرضعات .


الإرضاع و تقوية الرابطة الروحية
الإرضاع الطبيعي يقوي الرابطة الروحية و العاطفة بين الأم ووليدها ، ويجعل الأم أكثر عطفاً بطفلها ، و هذه الرابطة هي الضمان الوحيد الذي يحدو بالأم للاعتناء بوليدها بنفسها .فهو ليس مجرد عملية مادية ، بل هو رابطة مقدسة بين كائنين ، تشعر فيه الأم بسعادة عظمى لأنها أصبحت أماً ، تقوم على تربية طفل صغير ، ليكون غرساً في بستان الحياة .


أما بالنسبة للطفل فالإرضاع الثديي يهبه توازناً عاطفياً و نفسياً ، و يجعله فرحاً مسروراً ، و عندما يضع ثغره على ثدي أمه ، يصبح على مقربة من دقات قلبها ، و هذا النغم الرقيق و اللحن ، يمنحه السكن و الطمأنينة ،و من ثم الخلود إلى الراحة و النوم .


هذه الرابطة القوية وما ينجم عنها من تأثير ، تكون ضعيفة عندما يوضع الطفل على الإرضاع الصناعي ، و يكون الأمر أسوأ من ذلك عندما يقوم على العناية بالطفل غير الأم كالخادمة ، أو المسئولة في روضة الأطفال أو أي شخص خر ، لأن هذا الوضع يحطم ما يسمى بالاستقرار الذي هو أكثر ما يحتاجه الطفل في سنواته الأولى كي يحقق تطوراً انفعالياً سليماً و " إن العلاقة الحكمية الشخصية الوثيقة بين الطفل و شخص ما ـ ذلك الذي يؤمن له الغذاء و الدفء و الراحة ـ تبدو هذه العلاقة و كأنها من أولى الضرورات ، أن يكون هذا الشخص هو الأم ..." .


و تلمس في هذه الأيام ردة إلى الثدي ن بعد أن روج كثيراً للزجاجة ، و للحليب الاصطناعي ، الذي ملأت أنواعه الكثيرة واجهات المحلات قبل الصيدليات ، و بعد أن لجأ الكثير من الأمهات إلى الحليب الاصطناعي ظناً منهن أن هذا من مظاهر الرقي و التقدم ، أو حفاظاً على جمالهن و أناقتهن ، ، و ما ذلك في الواقع إلا جهلاً ، أو خطأ ، أو انجرافاً وراء زخرف القول غروراً و جاهلية ً.


و لهذا يجب على الأم الواعية ، أن تحرص كل الحرص على أن تقدم لطفلها الغذاء الطبيعي الذي أعده الباري المصور أحسن إعداد ، و أن لا تتخلى عنه إلا في حال مباشرة لذلك . كما يجب أن لا يدفعها للتوجيه مباشرة للحليب الصناعي ، فقد يكون ذلك النقص غريزياً و لمدة بسيطة و لمصلحة الرضيع . كما يجب عدم دعم الإرضاع الطبيعي الذي يسمى بالإرضاع المختلط ، إلا عند الضرورة ، فقد يؤدي لامتناع الطفل عن الثدي بسبب قلة إدرار اللبن من الثدي .
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.11 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.17%)]