عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 15-07-2008, 01:10 AM
الصورة الرمزية ياسمينة دمشق
ياسمينة دمشق ياسمينة دمشق غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: syria
الجنس :
المشاركات: 1,752
الدولة : Syria
افتراضي

أزواج على هامش الحياة الزوجية
ياسمينة دمشق

مثل زهرة ٍ نيسانيةٍ يانعة لبست ثوبها الأبيض المطرز..
وعلى شعرها الأشقر المتموج ،المسترسل كشلال من الذهب وضعت تاجاً ماسياً زاده ألقاً وجمالاً ،وألقى على وجهها النضر البديع ظلالاً من السحر والبهاء...

تهادت كغادةٍ ميّاسة بين الصفوف ممسكةً بيده،ثم اعتلت كرسيها المغروس بين أكاليل الزهور مجبرةً شفتيها على رسم ابتسامةٍ خجلى...

جلست مرتبكة،ورنت إليه بعينين زرقاوين ناعستين يملؤهما الخوف والأمل،وراح هو يرمقها بنهم بينما يداه تعتصران يديها الناعمتين..
كانت في عالم آخر رغم وجودها بجانبه...وحلقت بها الأفكار بعيداً بعيداً...
لم يكن بحالٍ فارس أحلامها ولكنها رضخت مرغمةً لإرادة أهلها...
" إنه رجلٌ كريم من عائلة محترمة وذو ثروة طائلة ،فماذا تريدين أكثر من هذا؟؟؟؟؟"
لم يعلموا أنها تنظر إلى الأمور بمنظار مختلف ،ولربما علموا وتجاهلوا ظنّاً منهم أنهم يريدون لها الأفضل متناسين عبء السنين العشرين التي تفصل بينهما والذي سينوء ظهرها الطري بحمله!!!
لقد كانت تبحث عن الحب والحنان...عن الانسجام والدفء..
كانت تريد شاباً من جيلها ....شاباً تعيش أحلامها معه ويكبران سوياً ...شاباً تفهمه ويفهمها ولا ينظر إلى اهتماماتها وأمنياتها الصغيرة على أنها حماقات مراهقة طائشة...ولكن!!!
كل أمنياتها تلاشت ..وكل أحلامها الوردية البريئة ضاعت...وهبطت من سماء الخيال لترتطم بصخرة الواقع المرير، ولتجد نفسها ولمّا تبلغ العشرين بعد عروساً لكهل قد جاوز الأربعين ...

انتشلتها من بحر أحلامها أصوات الزغاريد ، ويده تشدها كي تقف ليضع على عنقها قلادة ماسية ثمينة ، وفي إصبعها خاتماً ضخماً ثمناً لزهرة شبابها وعنفوانه....
وفي سيارة فارهة مكللة بالورود ، جلست إلى جواره...ومضت إلى المستقبل الغامض..
توقفت السيارة ونزلا منها ثم دلفا إلى المنزل...
تسمرت في مكانها بينما دقات قلبها تكاد تشق صدرها...
اقترب منها وضمها إليه ...فأغمضت عينيها لتسيل منهما دمعة حرّى ....







 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.98 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (4.11%)]