عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-07-2008, 07:54 AM
الصورة الرمزية راجية الشهادة
راجية الشهادة راجية الشهادة غير متصل
مراقبة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 3,018
افتراضي

السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
خيوط من دخان
كلنا يعلم تمام العلم ان الخيوط باختلاف انواعها والوانها الا انها تقوم بوظيفة واحدة وهى الترابط والتماسك مع بعضها البعض مكونة نسيج متناسق ومتناغم
ولكن حسب شدة صلابة وجودة الخيوط تكون قوة تماسك ذلك النسيج
ولقد ذكرت الاية الكريمة ان اوهن البيوت بيت العنكبوت وذلك لانه يتكون من خيوط هشة سهل ازالتها وهدمها
فلو تخيلنا سويا بيوتنا وعلاقاتنا بالاخرين تتكون من مجموعة خيوط ولكن للاسف دخانية فهل لنا ان نتخيل طبيعة تلك العلاقات ومدى قوتها
ولنترك العنان لخيالنا لنلون كل علاقة من العلاقات الانسانية بخيط
فالخيط الازرق الذى يمثل لون السماء الصافية والبحر الواسع الذى لاينفد عطائه نجعله يمثل الخيط الذى يربط الزوجين ببعضهما البعض حيث التفانى والتضحية والايثار من كل طرف لاسعاد الطرف الاخر
لكن للاسف تحول الى خيط دخانى ازرق فوهنت العلاقة وحدث التباعد والنفور مما ادى الى انتشار الطلاق
الخيط الاحمر الذى يمثل لون الدم والحمية والغيرة على الحرمات نجعله يمثل الخيط الذى يربط اخوة النسب واخوة الاسلام
لكن للاسف تحول الى خيط دخانى احمر فوهنت العلاقة مما ادى الى انتشار الخلافات بين الاخوة واصبح لدينا تبلد حسى لرؤية دماء اخوة لنا فى الاسلام تراق ولا نحرك ساكنا
الخيط الاخضر الذى يمثل البساتين الغناء والاشجار الظليلة نجعله يمثل الخيط الذى يربط الاباء بالابناء حيث الاحتواء والحنان والتفاهم
لكن للاسف تحول الى خيط دخانى اخضر فوهنت العلاقة وحدث التفكك الاسرى فالاباء فى وادى والابناء فى وادى آخر فكلاهما لايفهم الاخر ولاتوجد نقطة تلاقى مشتركة بينهم
الخيط الابيض الذى يمثل النقاء والطهر نجعله يمثل الخيط الذى يربط بين العبد وربه حيث الاخلاص فى العبادة والاقبال على الله بحب
لكن للاسف تحول الى خيط دخانى ابيض فوهنت العلاقة بين العبد وربه فاصبحت الصلاة مجرد عادة ومجموعة تمارين رياضية يؤديها العبد وبالتالى اصبحت لاتنهى عن الفحشاء والمنكر فنجد الراقصة تصلى الفرض ثم تذهب الى الحانة لترقص فاى خيط ذلك الذى يربطها بالله
ونجد شارب الخمر يذهب ليعتمر ويحج
للاسف الخيوط التى تمثل العلااقت الانسانية فى عصرنا الحالى اصبحت معظمها خيوط من دخان
اى هلامية نراها ولكن لانستطيع الامساك بها ولا تستطيع ان تترابط لتكون نسيج متماسك اى اضعف واوهن من خيوط العنكبوت لذى لنا ان نتصور ما آلت اليه بيوتنا وعلاقاتنا
ابيات شعرية اعجبتنى فنقلتها
ممَّا يُسَدِّي العنكبوت، إذ خلا
كأن نسج العنكبوت المُرْمِلِ
على هطَّالهم منهم بيوت كأن العنكبوت هو ابتناها
ولو أن أمَّ العنكبوت بنت لهم مِظَلَّلتها يوم الندى لأكَنَّتِ
دمتم بكل خير وحفظكم الله
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.63 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.73%)]