السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بداية اشكر حضرتك أختنا قطرات الندى على طرح المشكلة
و كما كل مرة ، أرى أن المشاكل مشابهة بالطروحات
و دائما أصحاب السؤال ، يرون المشكلة التي يكونوا هم أساساً السبب الرئيسي فيها
يحاولون البحث عن الحلول عند الغير و ينسون أن الدواء هو من أصل الداء
و أن أصل الداء يكون في كثير من الأحيان من الشاكي نفسه
و يحاول أن يجد أي ( شماعة / تعليقة ) يعلق عليها ما يعاني منه
أو ما يجعل نفسه يعاني منه طوعاً و بإرادته
أو لضعفه أو لأنه يريد أن يجد نفسه الضحية و أن الغير هو المذنب
أعتذر إن كنت قاسية في بداية مشاركتي للمشكلة بهذه البداية
و لكن ، لنفكر قليلاً ، كم عدد من المشاكل التي نقرأها تكتبها الزوجات و تعبر فيها عم يحتجنه من أزواجهن ، أكان عبر النت أو عبر البرامج الفضائية العديدة أو حتى في الحياة اليومية بين قال و قيل و الحديث عن أهم المشاكل العائلية بين محادثات نسائية أول ما تتحدث فيه المرآة يكون عن خصوصياتها و زوجها
في مقابل ما هي نسبة الرجال الذين يشكون للغير أو قد لا يشكون لأنفسهم و يكتمون في صدورهم
و هذا يعود لأحد سببين
أولاً ، أو أن الرجل هو ليس عاطفي مطلقاً و ما تبحث عنه المرأة لا يهتم له الرجل (و مؤكد أن هذا ليس صحيحاً ) للعديد من القصص التي يكون أبطالها أزواج يبحثون لدى غير الزوجة عن هذه الحاجات العاطفية الرقيقة الجميلة الدافئة البعيدة عن الحميمية و لكن يكون الزوج في كثير من الأحيان أكثر حاجة فيها من المرأة بسبب تركيبته النفسية التي تحتاج و لا تطلب ، و قد تكون هذه الأمور أحد أهم الأمور التي تسعده في حياته و بالتالي يحاول هو عند ذلك السعي لإرضاء زوجته أكثر مما تتوقع
و السبب الثاني
أن الرجل قادر على التحكم بنفسه و مشاعره و إتزانه و قادر على أن يكتم بنفسه ما يريد أكثر من المرأة ( طبعا هذا أمر مفروغ منه ) و لكن البعض يصور الرجل في هذه الصورة بشكل سلبي بعيد عن العاطفة ، علماً أن عاطفته خلال إتزانه و التحكم بمشاعره قد تعطِ نتاجاً عاطفياً أكبر
الآن نأتي لمشكلة السيدة
واضح أن مشكلتها ليست وليدة زواجها من عشر سنوات و حسب و ليس زوجها هو السبب
بل السبب في مشكلتها هو عنصر الذكورية المسيطر على شريحة كبيرة من المجتمع العربي
و التي تعاني منها الكثير من العائلات أو بالتحديد الكثير من العنصر الأنثوي أكن زوجات أو أخوات أو بنات و في أحيان أخرى أمهات يُمارس عليهن عنصر الذكورية حتى من أبنائهن .
و لذا ...
واضح أن أول ما يجب أن يتم التطرق إليه في هذه المشكلة هو معالجة مشكلة الذكورية المسيطرة على حياتها و افكارها منذ صغرها حتى تستطيع أن تتابع في كيفية معالجة باقي الأمور ، فأساس المشكلة هو نفسي و تفريغ لشحنات ضغط في داخلها و مسيطرة عليها أنها ( منفذة و مسيرة لما يريد عنصر الذكورية في حياتها )
فإن كانت قادرة على حل المشكلة الأساس ، تستطيع أن تنطلق لمتابعة باقي الأمور
و أول ما يجب أن تفكر فيه السيدة الآن ، أن تحدد ما هو الذي كان يُفرض عليها منذ كانت في بيت أهلها من والدها و بعد ذلك أخوتها ، و تحاول ان تجد له السبب و لماذا كانت غير قادرة على إثبات نفسها في بيت أهلها ، حتى تستطيع أن تثبت نفسها مع زوجها
لي عودة بعد قليل إن شاءالله