الحمد لله معز المؤمنين، مذل الكافرين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحابته والتابعين، ثم أما بعد؛
الاخوة والاخوات أنصار رسول :صلى الله
عليه وسلم.
أيها المسلمون...... يا أنصار رسول الله
منذ زمن بعيد وأعداء الله لا يفترون في الاساءة لدينكم، ولم تلن لهم قناة في التعرض لجناب نبيكم -عليه الصلاة والسلام-، يعملون ليل نهار لا يفترون، يستعملون كل وسيلة متاحة، لا بل يبتدعون في كل يوم وسيلة جديدة لتخدم غايتهم في الاساءة لدينكم، تجمعوا وتوحدوا- فرق الله جمعهم- وأقاموا المؤسسات -رغم كل الخلافات المتجذرة بينهم- لاجل هدف واحد هو مواجهة الاسلام العظيم، والعمل على إيقاف المد الاسلامي عالميا.
ألم نر هذا الامر كان منذ بداية الدعوة النبوية، كيف تجمع كفار قريش للنيل من حبيبنا، وكيف عمل المروجون والمغرضون- من نسميهم الطابور الخامس- في الحرب الاعلامية النفسية، ثم تتابعت الاحداث وفي كل وقت نجد من يحمل ذاك اللواء-أسقطه الله- للنيل من حبيبنا عليه الصلاة والسلام، وبالامس القريب خرج علينا بعض النفر الحاقد على الاسلام وأهله، خرجوا ليعلنوا عن حقدهم الدفين، وخوفهم الشديد من الاسلام، في دولة ملكتها تعتبر الراعية للكنيسة عندهم، فوضعوا رسوما مسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام، فكان ما كان من تبعات أرعبتهم وجعلتهم يخنعون ويرضخون، لكن سرعان ما هدأت النفوس ورجع الناس الى ما كانوا عليه -إن لم يكن أسوأ- فكان ذلك ذريعة ليعود القوم من الكفار الى ما كانوا عليه، لا بل أشد.
بعد ذلك العرض السريع لا بد لي من وقفات مع الحدث، فأقول وبالله التوفيق:
أولا:لا بد من تقرير أن ما يحصل ليس أمرا حادثا، بل هو استمرار وتتابع لمنهج أعداء الله في المواجهة.
ثانيا:لا بد من الاجابة على سؤال هام، لماذا تجرأ أعداء الله علينا بالاستهزاء بأعظم ما لدينا، نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام-؟
والاجابة لعلها واضحة بينة لكل ذي لبّ، لقد نظر القوم الى حال مسلمي اليوم، فوجدوا خوارا وذلا وهوانا، لقد اغتصبوا الارض فصمتنا، وهتكوا العرض فصمتنا، دنسوا قرآننا فصمتنا، أسالوا الدم المسلم الطاهر فصمتنا، دنسوا كل مقدس فصمتنا، فبعد كل ذلك ماذا يتوقعون؟ لقد هانت علينا أنفسنا فهنّا على أعدائنا ففعلوا ما فعلوا، بل وسيفعلون أن لم تنهض أمتنا وتنفض عنها غبار الذل والهوان.
ثالثا:نجح أعداء الله في إشغال أمتنا بملذات الحياة وشهواتها، فصار الرقص والحب والرياضة أهم وأغلى علينا من نبينا -عليه الصلاة والسلام-، ساروا مخطط مدروس قديم حديث في إشغال الامة، فصار همّ الواحد من أبناء الامة بطنه وفرجه، وإسعاد نفسه بتفاهات ساذجة، يفرح برؤية راقصة ومغنية، وينتشي فخرا ببطولة كروية حقهها -كأنه انتصر في غزوة أو معركة، أو كأنه حرر مغتصبا من أرضه-، شباب الامة مشغول بعيد الحب عن حب نبينا، مشغول بالفوز باللقب الكروي والانتصار فيه عن الجهاد في سبيل الله والانتصار في ميدان الجهاد والعزة والشرف، مشغول بمتابعة الفنانين وتتبع سيرتهم عن البحث في سيرة الحبيب وإقتفاء أثره، مشغول بالبحث عن لقمة العيش -كما يزعمون- عن النظر في حال الامة الدامي.
عذرا رسول الله فأمة الاسلام مشغولة، لا تملك الوقت لنصرتك.
أيها المسلمون............يا أنصار رسول الله
رابعا:المدّ الاسلامي في بلاد الغرب يخيفهم، فهم متابعون -ليس كحالنا- لكل ما يجري في بلادهم، عرفوا أن الناس حين يعرفون الاسلام وحقيقته لا يملكون إلا إتباعه،فخافوا ووجلوا وأصابهم الفزع، فبدأ المحللون والكاتبون يحذرون من خطر المدّ الاسلامي الرهيب في أوروبا، فتنبه ساستهم لذلك فتم الايعاز لصفوف التدخل السريع بالتحرك، فتجمع القوم وثاروا على كل مظهر اسلامي، حتى الحرية المزعومة عندهم صارت مقيدة على المسلم، يرفضون الحجاب في بلادهم لانه صار رمزا للتطرف والارهاب، يرفضون المدارس الاسلامية بحجة انها تخرج إرهابيين، مجالسهم المحلية والنيابية في كل يوم تبحث في قرار منع للمسلمين - والمسلمون لاهون في غيهم سادرون-، وكان من ضمن ما كان ما فعلته صحف الدنمارك وكررته الان.
خامسا:هم يعرفون قدر النبي عليه الصلاة والسلام في نفوس المسلمين، يعرفون كم يحب المسلم نبيه لان هذا من تمام الايمان، كما في الحديث الذي رواه البخاري، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين". فهم قد عرفوا كيف يثيرون المسلمين، لكن مع علمهم وتيقنهم من أن مواقفنا لا تعدو ردة أفعال عاطفية سرعان ما تخمد.
سادسا:لا بد من تقرير حقيقة هامة وهي: أن أمة الاسلام هذه الايام أمة عاطفية،فالعاطفة هي من يحركها، وما يقومون به هو ردة أفعال فقط، وكل ذلك ناتج عن بعدنا عن إسلامنا ومصادر عزتنا: كتاب الله وسنة النبي،فسرعان ما نثور وبسرعة أكبر نخمد، لكنهم بدأوا باستعمال وسائل أخرى للتأثير على الشارع المسلم من خلال استعمال فريق المثبطين المخذلين، وهؤلاء خطرهم أعظم من غيرهم، فهم يتحدثون بألسنتنا، ويتسمون بأسمائنا، بل ويصوغون خطابهم بلسان تأصيلي شرعي، فهم يعتبرون غضبة المسلم وثورته غضبا لنبيه يعتبرونها همجية، ويعتبرون مقاطعة عدونا وحشية، وكل ذلك ليس من خلق المسلم الحق، هم يدعون للحوار والعقلانية فهي سبيل تحرير المغتصبات والمقدسات، وهم يدعون للتعايش مع الاخر فهي أنجح حل للدفاع عن أعراض المسلمات التي انتهكت، يدعون لاستجداء القوم بدل معاداتهم، لان الاستجداء سيرقق القلوب علينا ولعلهم يكفون عن إثارة عواطفنا -حسبنا الله ونعم الوكيل-.
بعد قول كل ما سبق قوله، متى سننهض؟ ومتى سنستيقظ؟
هل ماتت القلوب ولم يعد فيها حياة؟ هل الى هذا الحد من الهوان وصلنا فلم نعد نملك حتى الاحساس بما هو مقدس؟ هل نحن بحق نحب رسولنا؟ والسؤال الاكبر: هل نحن بحق مسلمون؟
يا أمة الاسلام.........
أما آن لهذه الامة أن تنهض، اما آن لهذه الامة أن تغضب!!! إن لم نغضب لعرض نبينا فلمن نغضب؟!!بأبي أنت وأمي يا رسول الله.......
يا أمتنا العزيزة.......... يا أمة محمد.......... يا خير أمة أخرجت للناس...........
نبيكم يهان، أعداء الله يتكالبون عليكم، رفعت الرايات وتمايزت، أعلنها أعداؤكم حربا صليبية حاقدة، دنسوا كل مقدس، قتلوا وشردوا ودنسوا واغتصبوا، متى تستيقظون؟ متى ترجعون لعزتكم؟ متى تثأرون لنبيكم، متى تحافظون على كرامتكم؟ هل ماتت النخوة؟!!!!! هل ماتت العزائم والقلوب؟!!!!!واحسرتا على حالنا
والله ثم والله لو كان الامر في زمن صحابة النبي لما قبلوا هوانا، ألم تقرأوا في سيرة الصحابة كيف كانوا ينصرون النبي، هم قوم صدقوا في دعواهم بحب النبي،لكن نحن..........،رسول الله معذرة فنحن كاذبون، رسول الله معذرة فقومنا ينتظرون ويستمطرون النصر، لكن لا يريدونه على أيديهم بل لعل السماء أن تمطر نصرا على قوم قاعدين، يحلمون بخالد وحمزة، وينادون على صلاح الدين، يتغنون بالامجاد السالفة لانهم لا يملكون مستقبلا ولا حاضرا، يستذكرون الماضي ويترحمون.
يا أمة الاسلام.............