عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-12-2005, 09:27 PM
الصورة الرمزية د / أحمد محمد باذيب
د / أحمد محمد باذيب د / أحمد محمد باذيب غير متصل
استاذ الباطنة والاورام المشارك بكلية الطب جامعة حضرموت
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
مكان الإقامة: اليمن
الجنس :
المشاركات: 2,034
الدولة : Yemen
افتراضي عجوز لا تتكلم الا بالقرآن

عجوز لا تتكلم الا بالقرآن --- أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ؟

الحمد لله القائل ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الارْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الابْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) والصلاة والسلام على حبيبنا وشفيعنا وقدوتنا ابا القاسم محمد ابن عبداللاه وآله وصحبه ومن سار على نهجه ووالاه .

النفس البشرية اذا لم تهذب وتروض على الاذعان للحق والنزول في مواطنه ، تجدها في حال من الكبر والخيلاء والغطرسه ما يجعلها تصر على ما هي عليه من باطل وخذلان .

كان السلف الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم ومن لحقهم من الصالحين تلهج السنتهم بذكر الله وبتلاوة كتاب الله ، واستشهادهم بآيات الكتاب الحكيم يطغي على احاديثهم وكلامهم . حتى في احاديثهم وخاطباتهم ، ويقتبسون من آيات الكتاب في اشعارهم وقصصهم .
ويحكى عبدالله بن المبارك قال : خرجت حاجاً الى بيت الله الحرام فبينما أنا في الطريق اذ أنا بسواد على الطريق ، فتميزت ذاك ، فإذا هي عجوز عليها درع من الصوف وخمار ،
فقلت لها : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
فقالت : "سلام قولا من رب رحيم " ،
قال : فقلت لها رحمك الله ما تصنعين في هذا المكان ،
قالت : " ومن يضلل فلا هادي له " فعلمت أنها ضالة عن الطريق ،
فقلت لها : أين تريدين ؟
قالت : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى " فعلمت أنها تقضي حجها وهي تريد بيت المقدس ،
فقلت لها : منذ متى وأنت هنا ؟
قالت : " ثلاث ليال سويا "
فقلت : ما أرى معك طعاماً تأكلين ؟
قالت : " ثم أتموا الصيام الى الليل "
فقلت : ليس هذا شهر الصيام ،
فقالت : " ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم "
فقلت لها : لم لا تكلميني بمثل ما اكلمك ؟
قالت :" ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد "
قلت : من أي القبائل أنت؟
قالت :" ولا تقف ما ليس لك به علم ، ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا " فقلت : سامحيني
قالت :" لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم "
قلت : فهل لي أن احملك على ناقتي لتدركي قافلتك ؟
قالت : " وما تفعلوا من خير يعلمه الله "
قال : فأنخت الناقه ،
قالت :" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " فغضضت بصري عنها
وقلت لها : اركبي
قالت: " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون "
قال: فأخذت بزمام الناقة فجعلت أمشي رويدا رويدا وأترنم بالشعر ،
فقالت:" فاقرأوا ما تيسر من القرآن "
فلما مشيت بها قليللا قلت : الك زوج ؟
قالت : يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم "
فسكت ولم اكلمها حتى ادركت القافلة فسألتها : هل من ولد أو قريب يمت لك فيها ؟
قالت :" المال والبنون زينة الحياة الدنيا " ، علمت ان لها اولاد
فقلت : وما شأنهم بالحج ؟
قالت : وعلامات وبالنجم هم يهتدون " فعلمت انهم ادلاء القافلة فسألتها عن اسماء اولادها حتى اسأل عنهم
فقالت :" واتخذ الله ابراهيم خليلا".." وكلم الله موسى تكليما ".." يا يحيى خذ الكتاب بقوة " فلما ناديت عليهم بأسمائهم لبوا مسرعين ..
فقالت :" فابعثوا أحدكم بورقكم هذه الى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف " فمضى أحدهم فاشترى طعاماً فقدموه بين يدي
فقالت :" كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية "
فقلت : الآن طعامكم علي حرام حتى تخبروني بأمرها ..
فقالوا : هذا أمنا لها أربعين عاماً لم تتكلم الا بالقرآن مخافة أن تزل ويسخط عليها الرحمن ،
فقلت :ذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

التعديل الأخير تم بواسطة د / أحمد محمد باذيب ; 23-12-2005 الساعة 09:30 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.14 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (4.07%)]