[فوز الهموم]

عزيزتي بارك الله بك
للغة اعجاز يفوق الوصف او الخيال وفيه عدة وجوه
وغريب اللغة ايضا له عدة وجوه
وقبل ان نسترسل في غريب اللغة يجب ان نعرف معنى غرابة اللغة.
الغرابة :تتلخص في فصاحة الكلام بسلامته من ثلاث امور:
1-تنافر الكلمات
ويمثلون لهذا اللون بالبيت الذي يرويه الجاحظ.
وقبر حرب بمكان قفرِ وليس قرب قبر حرب قبر
(قفر_حرب_ قبر)لم نجد في هذه الالفاظ ما يقدح في فصاحتها وانما نجدها فصيحة (قبر)مثلازرنا قبر فلان)
لاباس بها.
و(سرنا في صحراءً قفر)لا غبار عليها.
و( زرنا حربٌ مساءا)
ولكن باجتماع هذه الالفاظ مع بعضها يتولد التنافر الذي نراه .
2-التعقيد
ينقسم الى قسمين:
ا-تنافر لفظي (تعقيد لفظي)
ب- تنافر يتعلق بالمعنى(تعقيد معنوي)
أ- اللفظي يحصل بتقديم بعض اجزاء الكلام على بعضها او فصل بين ازاء الجملة الواحدة ،
كان نقدم مثلا الفاعل على الفعل .
او نفصل بين المبتدا والخبر او بين الصفة والموصوف مما يجعل الكلام معقدا غير مفهوم ومنه قول الفرزدق :
وما مثله في الناس الا مملَكا ابو امه حي ابوه يقاربه
يمدح خال هشام بن عبد الملك
الهاء في ابوه تعود على الممدوح ( خاله)
فصل الشاعر بين الصفة(يقاربه) والموصوف(حي)بلفظة ابوه
ثم فصل الشاعر بين المبتدأ(ابو امه) والخبر(ابوه)فصله (بحي)
والخبر (ابوه)فصله ب(حي)
ب-التعقيد المعنوي
هو ما يتعلق بالمعنى بان يستعمل الكاتب او الشاعر لفظة تدل على غير المعنى الذي اشتهر به ، ومثل ذلك قول العباس بن الاحنف
ساطلب بعد الدار عنكم لتقربوا وتسكب عيناي الدموع لتجمدا
سابتعد عنكم لتزداد محبتكم في قلبي ولكنه لا يقاوم هذا الفراق ويكف عن البكاء حينما يحصل اللقاء
لم يكن الشاعر مصيبا في هذا الوصف لانه عبر عن الفرح بجمود العين عن الدمع ، بينما نجد هذا التعبير لا يستعمل الا في حالة الحزن الشديد الذي تذرف فيه العين الدموع غزيرة الى ان ينضب معين الدمع فيها فلم يعد باستطاعتها ان تذرف اكثر مما ذرفت فيتهمها صاحبها بالبخل بالدموع ولذلك يقول الشاعر
الا ان عينا لم تجد يوم واسط عليك يجاري دمعها فجمودا
وتقول الخنساء في رثاء اخيها صخرا:
أعيني جودا ولا تجمدا الا تبكيان لصخر الندى ؟
وتقول العرب :
سنة جماد _اذا قل منها المطر
ناقة جماد _ اذا بخلت بالدر
3- ضعف التاليف.
ضرب غلامه زيدا
لا يجوز الاضمار قبل الذكر لاننا لا نعرف على من يعود الضمير ( الهاء)
جزى ربه عني عدي بن حاتم جزاء الكلاب العاديات وقد فعل
الهاء_في ربه
تعود على عدي ايضا عادت على متاخر لفظا ورتبة (عدي) لانه مفعول به.
ارجو ان لا اكون قد اطلت عليكم لكنه يجب التوضيح لفهم معنى الغرابة في اللغة لانها بحر مهما غرفنا منه يبقى منه المزيد
تحياتي وتقديري للاهتمام بالغريب من اللغة وهذا دليل على الاهتمام باللغة ذاتها وهي عنواننا الذي نعرف به .