حمال و طباخ و بائع كيروسين
و روى الراجحي بداياته في التجارة ، التي بدأت بشراء الغاز (الكيروسين) ، حيث لم يكن هناك كهرباء و لا بنزين ، و كان يأتي من خارج المملكة و لم تكن هناك مصاف ، و الغاز كان يأتي في تنكات ثم تعبأ في قوارير ، و كان عمره في ذاك الوقت حوالي 10 سنوات ، و كان يربح خلال يومين قرشا أو قرشا و نصف ، و كان ذلك تقريبا حوالي عام 1356هـ ، و إستمر الحال هكذا فترة في التجارة ، ثم تطورت الأمور في التجارة .
وتابع ( بدأت أحمل للناس أغراضهم ، و إذا أذَن الظهر أقوم برصد أغراض الناس و أراقبها ، و كان ذلك مقابل نصف قرش ، و كان الريال حوالي 22 قرشا في ذلك الزمن ، و كنت أحمل الأغراض في زمبيل وكانت المسافة حوالي كيلو متر في الحملة من حي إلى حي ) .
وأضاف أنه عمل بعد ذلك طباخا لإحدى الشركات التي تعمل في مشاريع الدولة ، ( و لكني لم استمر طويلاً حيث كان يوجد معي في أثناء عملي طباخاً ، رجل يأخذ راتبا أكثر مني ، فطلبت زيادة راتبي و لما رفضوا إستقلت و إخترت محلا صغيراً ، و بدأت أبيع سكراً و قهوة و هيلاً وكان هذا عام 1365هجرية و عمري وقتها 15 عاما ، و كانت ثروتي وقتها حوالي 400 ريال فقررت أن أستفيدَ منها في المواد الغذائية ) .
إدخار وعدم إسراف
وعن حياته وقتها ، قال ( لم أكن أفطر و كنت أؤخر الغداء
، و كان المطعم الذي أمامنا يبيع الخبز بقرش و نصف و في آخر النهار يخفض من الثمن ، فكنت أنتظر حتى يأتي هذا التخفيض و أشتري بدل الرغيف رغيفين و يعتبر لي أكلة واحدة كبيرة ، و طوال النهار كنت أشرب الشاهي ، و في يوم الجمعة كنت آكل مع العائلة لحمة رأس و كرشة و مرقة حيث لم يكن هناك فلوس للإتيان باللحم ، وظللت على هذه الحالة 4 أشهر ).
في عام 1376 بدأ الشيخ سليمان بالاستقلال بنفسه ، و فتح دكاناً باسم أخيه صالح و بالمشاركة معه حيث دفع كل منهما 100 ألف ريال بعد أن بدأت الأموال تجري في أيديهما .
و أشار إلى أن العملات السائدة وقتها كانت هي الريال وكانت قيمته 22 قرشا و كان من يملك ألف ريال وقتها يعتبر أكبر تاجر .
و كانت العملة بالريال الفرنسي ثم صارت بالروبية ثم صارت بالريال السعودي الكبير، ثم جاء الريال العربي السعودي الصغير مثل ربع الريال و نصف الريال و الريال.
عند بدايته التجارية الكبيرة ، كان الشيخ سليمان مستأجراً منزلاً و عنده زوجتان و له أولاد و كان يعمل بجانبه و يسكن معه أيضا أحد أبناء عمه و كانت مصاريف المنزل في الشهر حوالي عشرة ريالات ، وفي عام 1384هـ اشترى فيلا في حي الكندرة وفي عام 1388هـ اشترى أرضا في جنوب جدة وبنى فيها الدار التي إنتقل للسكن فيها عام 1390هـ و ظل فيها فترة حتى عاد بعد عدة سنوات إلى الرياض.
زيجاته الأربع
و حكى قصة زيجاته الأربع ، وقال ( كان عمري وقتها 15 عاما ، و كان والدي يعيش مع الزوجة الثانية له و أعيش أنا مع أمي و ذات يوم وأنا عائد من العمل طلبت مني أمي أن أطبخ لها وفعلاً طبخت لها لحماً و مرقوقا و كنت سعيداً جداً في هذا اليوم لأن أمي طلبت مني شيئا و فعلته لها) ، (و بعدها بيومين وجدت أمي زعلانة .. و كان أخي صالح في ذلك الوقت يستعد للزواج ، و لكن أمي قالت لي لا بد الآن أن تتزوج ، و كنت متملكا (عاقد قران) على ابنة عمي و لكن كان الاتفاق على الزواج بعد عامين أي عام 1367هـ أي باقي سنتين ، و ذهبت و بعت الدكان و كان صافي ما معي حوالي 1500 ريال و تزوجت ، و رجعت للقصيم بعد الزواج و لم يتبقَ معي من الريالات إلا ثلاثة ).
وقال ( حين وصلت كان أخي صالح يفتح محلا للصرافة أي محل صغير و قال لي إن تكاليف معيشتك على حسابي و معاشك 30 ريالا في الشهر و عملت معه فترة في الصرافة ، وفي عام 1367هـ تزوجت ابنة عمي التي كنت خطبتها أولاً أي تزوجت الزوجة الثانية ).
يتبع إن شاءالله