بارك الله فيك أخي الكريم :
فقد أصبح بما لا يدع مجالا للشك في هذا الواقع المرير الذي تكالب فيه الغرب علينا أن الحقيقة هي اولى ضحايا الأزمات السياسية والصراعات الطائفية .
وإن الحديث عن تغييب الحقيقة اثناء نقلها لا يمكن ان يتم بمعزل عن ممارسات الاعلاميين أو وسائل الاعلام التي تقدم نفسها كنموذج مثالي يتميز بالاستقلالية والموضوعية إذ أنها في الواقع تصبح أداة للتلاعب بها وقناة للتضليل الاعلامي وخاصة في ظل الواقع الذي نعيشه نظرا لدورها في تشكيل الرأي العام بما يخدم سياسة الدول الفاعلة و المؤثرة في العالم .
وهذا عين ما هو حاصل في الحالة اللبنانية مع ان الحدث واحد، ولكن إذا سمعته من مصادر مختلفة ستخرج بآثار مختلفة في الذهن، وإذا سمعته من خمس محطات فضائية، فستخرج بخمس انطباعات .
لهذا نجد ان وسائل الاعلام هناك لا تختلف عن مثيلاتها في العالم العربي وقد كان هذا واضحا و جليا في الاحداث الاخيرة وكيف ان شعارات وسائل الاعلام بالموضوعية والحيادية كانت تتهاوى مع كل طلقة رصاص او قذيفة .
لتطلق - وسائل اعلام الموالاة والمعارضة - بعد ذلك سهام غدرهما لتضليل الناس والرأي العام تماشيا مع النهج السياسي الذي يحرك هذه الجهة الاعلامية او تلك غير آبهين بالحقيقة أو الضحايا .
وهنا نتساءل هل دور الاعلام هو تغييب الحقيقة ؟! ليكون الرابح إعلاميا هو من يعمل بالوكالة ( الموالاة أوالمعارضة ) دون اي ذكر لمن يخطط و يعمل بالأصالة (الغرب وأمريكيا).
إن نظرة سريعة وعامة لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة تُري كم هي بعيدة عن روح الإسلام وبديهيات الإسلام، بل تُري مدى تآمرها
وإنه لجريمة كبرى ان تكون وسائل اعلام عندها قابلية مدهشة لهذا التآمر... وانصياعٌ له... ودخولٌ في دائرته...وتنفيذٌ لفحواه... لدرجة سوغ فيها هذا النفر من الاعلاميين من أبنائنا المؤآمرة... وبرأ المتآمرين... وطلب من الأمة أن تقبل بما يقول هؤلاء... وإلا فإن الطوفان سيبتلعها... والظلام سيكون مستقرا لها
|