السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد :
فلما صرنا في زمان أصبحت الأقلام فيه تتهكم في خير الأنام سيدنا محمدعليه من الله أفضل صلاة و أزكى سلام و ما نقول في هذا الصدد إلا كما قال نوح عليه و على نبينا الصلاة و السلام لقومه قال تعالى على لسان نبيه نوح :"...قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون " الآية : 38 من سورة هود عليه السلام
"إنهم يكيدون كيدا *وأكيد كيدا* فمهل الكافرين أمهلهم رويدا" آخر سورة الطارق
ولكن حسبنا أن الله عز و جل ناصر له و نعم الناصر هو قال سبحانه وتعالى :"إلا تنصروه فقد نصره الله ..." من الآية 40 من سورة التوبة
اللهم صل على محمد في الأنبياء و المرسلين
اللهم صل على محمد في الأولين و الآخرين
اللهم صل على محمد في العالمين
**إن ما حدث من تهكم في شخص النبي عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم من طرف الصحف الدانماركية خاصة و الغربية عامة وإن كان في ظاهره شرا للأمة إلا أنه يحمل في طياته الكثير من الخير لها , فبهذه الرسومات المفتراة توضَح أن الغرب كله سواء لا فرق بين هذا و ذاك كلهم حاقد على هذه الأمة و على نبيها عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
هذه الرسومات التي يجب أن تحرك الأمة نحو الأمام قدما و هذا لا يتحقق إلا بعودتها إلى المحجة البيضاء التي تركنا عليه رسولنا عليه الصلاة و السلام ,
و لنعلم جميعنا أن نصرة رسولنا عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم تكمن في طاعته و الاقتداء به حق الاقتداء بالأفعال قبل بالأقوال و هذا هو السبيل الوحيد ليتحقق التطور و النصر, ولنتأمل قول الفاروق رضي الله عنه و أرضاه " لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها "
أتعلمون بما صلح به أول هذه الأمة صلح بأمرين :
· شدة الإيمان بالله عز وجل : و بذلك عرفوا أنهم إن أطاعوا ربهم و اقتدوا بنبيهم فليسوا هم من يطلبون النصر ليأتيهم بل النصرهو من يأتيهم و يطلبهم قال تعالى "إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم" سورة محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
· الإتقان : ما منهم من شخص أوكل إليه أمر إلا و قام بها على أكمل الوجوه سواء أكان هذا الأمر علما أو عملا أو حكما ...قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" و هذا من جوامع كلمه عليه الصلاة و السلام
و آخرا و ليس أخيرا تجدر الإشارة إلى أن الانتصارات الإسلامية في العهد الأول ما كانت بكثرة عدة ولا عتاد ولكن لكثرة الإيمان وقوة الهمة .
و أنه من رحمة الله عز و جل بنا أنه لم يكلفنا بتمام القوة لتحقيق النصر بل كلفنا بتحقيق الاستطاعة قال تعالى " و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ..'' الآية 60 من سورة الأنفال
فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه .
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين و الآخرين
اللهم صل على سيدنا محمد في العالمين
اللهم صل على سيدنا محمد في الأنبياء و المرسلين
اللهم صل على سيدنا محمد ما صلى عليه المصلون و ما غفل عن صلاته الغافلون
اللهم صل على سيدنا محمد عدد خلقك و رضاء نفسك وزنة عرشك و مداد كلماتك
اللهم صل على سيدنا محمد عدد ما كان وعدد ما يكون و عدد الحركات و السكون
اللهم وآته الوسيلة و الفضيلة والمكانة العالية الرفيعة
اللهم و ارزقنا مرافقته في الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين.