عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 18-05-2008, 08:03 PM
الصورة الرمزية الفراشة المتألقة
الفراشة المتألقة الفراشة المتألقة غير متصل
مراقبة قسم العلوم الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مكان الإقامة: في جنة الفردوس ولن أرضى بالدون .. سأواصل لأصل هنااك بإذن الله
الجنس :
المشاركات: 6,541
افتراضي

بنت الرسالة .. لمثلها تهفو القلوب / بقلم درّة الشبكة</SPAN>

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله عدد ما أجراه القلم من الكلم، ونصلي ونسلم على من كان قدر أمته قيادة الأمم
وعلى آله وصحبه ومن آمن بما أرسل به وألتزم

سلام الله عليك يا أمي ورحمته وبركاته
سلام من قلب مخلص في أخوته ومحبته لك في الله
سلام محمل بالشوق لرؤية محياك الطيب

حيث رب العزه والجلال القائل(المتحابون في جلالي على منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء) جعلنا الله وإياك منهم كما كنتِ ترجين

أمـــاه
أسطر لكِ كلماتي وعبراتي التي أبت إلا الإفصاح عما يتلجلج بداخلي من حديث طويلا اختزنه في أعماقي فأنت قبس نور..وشعلة مضاءة لقلبي

أمـــاه
ترددت كثيراً قبل أن أخط هذه الرسالة فالكلمات تتقازم أمام شموخك، وتبدو خجلى منك وقد تتبعثر العبارات لأنها تدرك يقيناً أنها عاجزة عن الوفاء بحق من ستكتب عنها وعلى الرغم من هذا وذاك...إلا أني ازددت إصراراً في رغبتي بالتعبير عما يجول في خاطري مع علمي المسبق بعدم رغبتك بالحديث في هذا الأمر..ولكن يا أمي لحاجتنا الشديدة في هذا الزمان لمن تكون مثلك يا غالية تسير على نهجك نهج سيد المرسلين محمداً صلى الله عليه وسلم في دعوته للعالمين أجمعين ..!

وكيف أن جُل أعمالك لم تشغلك عن تأدية الرسالة التي من أجلها خُلقنا
وأنه لا وقت لمعنى الخمود بيننا
فتبعثين لنا عبر أثير الإنترنت كلماتك الحانية المشفقة المُذكرة لنا بأمر الله الذي ارتضيناه ..
(( يا فديتكن غالياتي..!!
بأمر مقدّر من الله أقامنا الله مع من دخلوا السباق للخلود
كلٌ يحب أن يري الله من نفسه الكمال في محابه ما أمكنه
حتى نفوز بجائزته فضلاً من الله ومنة
ولم يدركني العجب وأنا أراكن متلذذات في عبوركن المحن بنيات التوحيد
ثابتات بتثبيت الله تعالى لكنّ
فليهنأكن العمل في رضوان الله حاملات لمشاعل التوحيد..
ليهنأكن يا راعيات الحصون النية والحظوة من الله والخلق ..

أيا نسل أفضل نبي وأشرف رسول ..!!
ولم يعرف من ربيبات الإسلام الوقوف أبداً عند العوائق
إنه المرتقى الذي نتعجّلُ إليه متممين له المسير، فأتممن يتمم الله عليكن .. ويسددكن. ))

كل ذلك هو ما دفع بُنياتك للتعبير و الإفصاح عما في دواخلنا من عِبر وعظات ودُرر جنيناها من مصاحبتك لنا و غرستيها في نفوسنا

فكنت حقاً بنت الرسالة التي تهفو لمثلها القلوب ..
بنت الرسالة .. هي نبراس الأمل الذي شع في طريقي فأنار لي دهاليز الحياة المعتمة
فمنذ أول لحظة رأيت أسمها .. عرفت معنى وجودي في هذه الحياة
وأنني لم أدخل إلى هذه العالم الرحيب عابثة بل لتأدية رسالة خالدة .. حملناها على أعناقنا
كنت أرقب أسمها من بعيد فتهفو نفسي لمتابعتها أينما كانت
فحملها لِهمِّ الأمة ،وقوة منطقها في الذب عن أعراض أخواتنا المسلمات والرد على كل من أراد أن ينال من الإسلام بسهامه المسمومة و بكلماته التي تحمل خلفها الكره والعداء لأمة الإسلام

كل ذلك كان يزيدني حماساً لنصرة هذا الدين الذي حملناه أمانة في أعناقنا , فكثيراً كانت تردد علي
( بنيه .. إياكِ أن يؤتى الإسلام من قبلكِ )
زرعت في نفسي التفاؤل والأمل والطموح ..
تدفع بي برفق إلى القمة وتقول لي
(بُنيتي المؤمن متميز حتى في تحصيله العلمي،ونحن نواجه أعدائنا بعلمنا لا بجهلنا )
بنت الرسالة .. لم تكن ضرباً من خيال, بل كانت حقيقة لا يعادلها أي خيال
سمت بنفسها عن سفاسف الأمور، وارتفعت همتها لتغرس في جيل الغد إشراقة الأمل الصادق،وحقيقة النصر لهذا الدين الخالد،
أشعلت في نفوسنا بكلماتها وتوجيهاتها مصابيح الدجى
وأتحفتنا بالدرر النادرة في هذا الكون ، وغرست فينا بصحبتها لنا وسيرتها العطرة معالم الحب والتضحية والجهاد في سبيل أحياء الهمم والرقي نحو القمم
فلم تكن ترضى بالاعتذار عن العمل مهما كان نوعه لأنها منازل البطالين

فلم أذكر يوماً أنها اعتذرت عن عمل لقاء أو متابعة مقال أرسله لها أو مراجعة موضوع ما
أو طلب استشارة في أمرٍ ما مهما كان انشغالها، لا تألو جهداً في قضاء حوائج بُنياتها وأخواتها في الله
فكانت بحق .. أماً رائدة .. وداعية ناجحة .. ومربية راقية
كانت تسعى سعياً حثيثاً من منبر دعوة إلى منبر دعوة
لا تفتر عن العمل فيما يرضي الله ويرقى بها إلى أعالي الجنان ولم تكتفي بسيرها وحدها بل سعت بأن يكون كل من عرفها يحذو حذوها في السير إلى طريق الآخرة وأما من لا يعرفها كانت تحمل همه في قلبها وترجو له كل ما هو خير وصلاح

هم الدعوة يجري منها مجرى الدم في العروق أرقها ما يحدث في بلاد المسلمين فسعت جاهدة لسد الثغور... فلله دُرها من مثلها ..؟؟
تردد دائما : نحن نعمل من أجل هدف سامي فجدي المسير وكلنا معك يداً بيد حتى نطرق أبواب الجنة سوياً لا يتأخر أحدنا عن الآخر حتى نكون أول الداخلين
لله ما أعظم كلماتك يا أمي..وكم كان لها وقع في نفسي فقد حركت ما قد طوته السنين داخل أعماقي فكاد أن يندثر فيصبح أثر بعد حقيقة!
انتشلتني في لحظة كنت أحوج ما أكون لمن يدفع بي إلى القمة!
فرسمت لي طريقاً مليء بالرضى بما يقدره لي الله..وباليقين بما يعدني به عز وجل
فلله درها .. وعلى الله أجرها ..

فيا من تعيش في سويداء القلب ، وتسكن في صميم الفؤاد ..
من أبعاد المحبة .. ومن أحضان العطف والحنان ..
يزوركِ طيف رسالتي..وأنا اردد بحرقة

ما كنت أحسب قبل دفنكِ في الثرى ** أن الكواكب في التراب تمور
وستبقى كلماتك نبراساً يرقى بي إلى القمة وبهمة تناطح الثريا
ودمعة الشوق لرؤيتك لن تجف حتى تراك على هاتيك الأراك وقد توجتِ بتاج الوقار وبمرافقتك على منابر النور في يوم المزيد.
اللهم آمين ..
لئن لم نلتقي في الأرض يوماً **وفرق بيننا كأس المنون
فموعدنا غداً في دار خلدٍ ** بها يحيى الحنون مع الحنون

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
______________
ابنتك المحبة/درة

__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام
ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.07 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]