عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-05-2008, 07:00 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي فوائد المحن فى الدعوات

لا يجوز لمسلم أن يعرض نفسه للفتنة وقد لا يصبر عليها ، أو يضع نفسه موضع الذل والهوان ، أو موضع المتسلط عليه من الكفار ، فنصبح فتنة للذين كفروا ، ولكن إذا تعرض المسلم للمصائب والمحن بقدر من الله ولحكمة يريدها الله ، فلابد أن يصبر ويتقي الله ، وبعدها يؤتي الله نصره من يشاء ، وعندما يتعرض المسلمون للمحن والرزايا فلاشك أن في ذلك فوائد كثيرة يريدها الله ، كتمحيص الصفوف ومعرفة الصابرين المجاهدين ، والدخلاء الذين هم غثاء كغثاء السيل .
وللإمام عز الدين محمد بن عبد السلام - رحمه الله - لفتات طيبة في هذا الموضوع ، ننقلها بطولها لأهميتها ، قال : وللمصائب والمحن فوائد تختلف باختلاف رتب الناس :
أحدها : معرفة عز الربوبية وقهرها .
الثاني : معرفة ذل العبودية وكسرها ، وإليه الإشارة يقول تعالى : [ الَذِينَ إذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ ]، اعترفوا بأنهم ملكه وعبيده ، وأنهم راجعون إلى حكمه وتدبيره ، لا مفر لهم منه ولا محيد لهم عنه .
الثالثة : الإخلاص لله تعالى ، إذ لا مرجع في رفع الشدائد إلا إليه : [ وإن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إلاَّ هُوَ ].
الرابعة : التضرع والدعاء : [ وإذَا مَسَّ الإنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا ].
الخامسة : تمحيصها للذنوب والخطايا : « ولا يصيب المؤمن وصب ولا نصب حتى الهم يهمه والشوكة يشاكها إلا كفر به عن سيئاته » رواه مسلم .
السادسة : ما في طيها من الفوائد الخفية : [ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً ويَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ]، ولما أخذ الجبار سارة من إبراهيم - عليه السلام - كان في طي تلك البلية أن أخدمها هاجر ، فولدت إسماعيل لإبراهيم - عليهما السلام - ، فكان من ذرية إسماعيل خاتم النبيين ، فأعظم بذلك من خير كان في طى تلك البلية .
السابعة : إن المصائب والشدائد تمنع من الأشر والبطر والفخر والخيلاء والتكبر والتجبر
ولهذه الفوائد الجليلة كان أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، كالذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ، وتغربوا عن أوطانهم ، وتكاثر أعداؤهم ، ولم يشبع سيد الأولين من خبز مرتين ، وأوذي بأنواع الأذية ، وابتلي في آخر الأمر بمسيلمة وطليحة والعنسي ، قال - عليه الصلاة والسلام - : « مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها مرة حتى تهيج » .
الثامنة : الرضا الموجب لرضوان الله تعالى ، فإن المصائب تنزل بالبر والفاجر ، فمن سخطها فله السخط ومن رضيها فله الرضا ) اهـ .
ونحن نسأل الله تعالى أن يمكن للمسلمين بعد المحن والرزايا وأن يستفيد المسلمون الدروس الكبيرة من هذه المحن
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 13.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.05 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.45%)]