عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-05-2008, 08:33 PM
الصورة الرمزية نسائم الحرية
نسائم الحرية نسائم الحرية غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
مكان الإقامة: --------
الجنس :
المشاركات: 437
افتراضي اليسرى تكفى لحمل الحجر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اليسرى تكفي لحمل الحجر !

" شادي " شاب في السابعة عشرة من عمره ، من شباب الانتفاضة الثانية ، يرقد في

مستشفى الشميسي بالرياض التابع لوزارة الصحة .

أصابه طلق ناري في رقبته من الجهة اليمنى ، وخرج من الجهة اليسرى ، يكاد أن يكون

مشلولا شللا تاما ، غير أن يده اليسرى تتحرك قليلا .

والزوار محتشدون حوله ، اتصلت به والدته من فلسطين لتطمئن عليه ، فتكلم بصعوبة

ليقول : شلل كامل ، غير أن اليسرى تتحرك شيئا ما .. زغردت الوالدة بنشوة صادقة

لتقول : تكفي اليسرى لحمل الحجر ، نحن لا نريدك لشيء آخر غير هذا !

إن من سوء حظ اليهود أن يساكنوا هؤلاء القوم الجبارين ، الذين اشتكى أجدادهم من

أجدادهم ، لقد قاتلوهم ثم قاتلوهم ، ثم قالوا : لو لم يبقى إلا الحجر والتراب لواجهناكم به !

ولعلهم سلسلة في حلقة البعث الموعود من أولي البأس الشديد المسلطين على اليهود .

لقد تشبع الحجر برمزية تاريخية وشرعية واقعية تدعو إلى التأمل !

فهاهو القرآن يعيب على اليهود قسوة قلوبهم فيشبهها بالحجارة

(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً .. ) .

وفي قلوب البشر ما هو أقسى من الحجر ، وكيف لا .. وهم يطلقون الرصاص الحي على

صبية صغار ، أو نساء أو شباب عزل ، ويتقصدون الإصابة في الرأس ، أو الصدر ، أو العنق ..

بليَ الجديد ، ومسنا القرح فمتى تفيق أخي .. متى تصحو؟

وا لوعتاه .. كم انقضت حقبٌ وامتد ليل ما له صبحٌ !

وبغى وحوش ليس يردعهم خلق ، ولا دين ، ولا نُصحُ !

وإن كان في الحجارة شيء من نداوة ، أو مسارب يتخللها الماء .. ليتفجر بعد أنهارا

أو عيونا .. فهيهات أن يكون في قلوب هؤلاء القساة سبيل إلى شفقة أو رحمة أو لين .

وحين احتدمت عداوة اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم ، وهموا بقتله ، كانت أفضل

وسيلة لديهم هي إلقاء الحجر عليه من عالي البناء ..فنجاه الله ، وباءوا بإثم الغدر والخيانة

والفساد , وهاهم المسلمون ينتقمون لنبيهم بالآلة نفسها , لكن في وضح النهار ,

بعيداً عن الغدر والمكر والنكث .

ومما يستطرف أن أبرز حالة رجم في الإسلام كانت رجم اليهوديين الزانين على ما هو

موجود في الكتاب المقدس ، فنفذ الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم حكم الله الذي أماتوه .

ثم انقطعت العلاقة المباشرة بين اليهود والحجر ، لتبرز في المعركة الخاتمة ،

حين ينادى الشجر والحجر : يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله .

وهاهو الحجر يعلن حلفه مع المسلمين ضد قساة القلوب من اليهود ، ليعيد إلى الأذهان

تلك النبوة الصادقة والأكيدة .

ونحن أمام عدوان على المقدسات كعدوان أصحاب الفيل ، عدوان يتترس بقوة متغطرسة

ليس أمامها ما يكافئها ، ولهؤلاء ، كما لأولئك أن يجعل كيدهم في تضليل ،

وطير أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل .. وعلى الإجمال فبراءة الاختراع لهذا السلاح

الفعال هي مسجلة خصيصا للمسلمين وبالذات للفلسطينيين !

إن النصوص التي بيننا تدل على أن حلم التوسع الجغرافي لليهود بعيد المنال ،

فالمعركة معهم – وفق نصوص السنة – هي بالشام ، ببيت المقدس ، وأكناف بيت

المقدس ، وتحديدا ثمة معركة على نهر الأردن ، أنتم شرقيه وهم غربيه ، ولم يكن يدري

الراوي ، أين الأردنّ يومئذ !

" وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ

وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً "الأحزاب22

فالشام عقر دار الإسلام ، وبيت المقدس بإذن الله باق للمسلمين، وإن كان لليهود فيه ،

أو في غيره جولة ، فللمسلمين جولات ظافرة منصورة .

حتى الدجال الذي ينتظره اليهود يظهر على الأرض كلها إلا مكة والمدينة وبيت المقدس

( ابن شيبة ، وأحمد ، والطبراني ، وسنده جيد ) .

وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن خراب مكة , والمدينة , ولم يخبر عن

خراب المقدس ، حيث الحلقة الأخيرة من حلقات الصراع مع اليهود .

والمعركة إسلامية ، وقودها الشباب المسلم الصابر ، الذي ليس له انتماء إلا دينه وقرآنه ،

وشعارها الإسلام – وليس غيره – فالحجر أعلن تحالفه مع المسلم ، لإسلامه ،

لا لقوميته ، ولا جنسه ، ولا عنصره

وهاهم حاخامات اليهود يفاجئون العالم بتصريحاتهم العنصرية ضد الإسلام فالحاخام

يوسف زعيم حركة شاس ، ثالث تجمع سياسي صهيونى، والمشاركة في غالب

الحكومات يصف العرب والمسلمين بأنهم كالأفاعي.

و الحاخام إبراهام شابير الذي كان الحاخام الأكبر ، يقول : نريد شبابا

يهوديا يدرك أن رسالته الوحيدة هي تطهير الأرض من المسلمين ..يجب أن نتخلص

منهم كما نتخلص من الجراثيم والميكروبات.

أما الحاخام الأكبر لإسرائيل سابقا ، مردخاي الياهو ، فإنه يقول مخاطبا مجموعة على وشك

الالتحاق بالجيش الإسرائيلي : القرآن هو عدونا الأكبر والأوحد ، هذا العدو لا تستطيع

وسائلنا العسكرية مواجهته .. كيف يمكن تحقيق السلام في وقت يقدس العرب والمسلمون

فيه كتابا يتحدث عنا بكل هذه السلبية .. على حكام العرب أن يختاروا : إما القرآن أو السلام !

أما إسحاق بيريتس فيقول في موعظة دينية : إذا استمر ارتفاع الأذان الذي يدعو

المسلمين إلى الصلاة في كل يوم خمس مرات ، في القاهرة وعمان والرباط ،

فلا تتحدثوا عن السلام . (البلاد 30 رجب 1421هـ)

نعم، في اليهود أصوليون ، ومتطرفون ، وعلمانيون ، كما في العرب وسائر الشعوب ،

ولكن الشأن الوحيد الذي يلتفت حوله اليهود هو التوراة ، والمعنى الديني والانتماء العرقي ،

كما أن النداء الوحيد الذي تتجاوب معه الرقعة العربية والإسلامية هو نداء الإسلام والجهاد .

وهذه الانتفاضة خير مصداق ، فالأيدي التي ترشق اليهود بالحجارة هي الأيدي المتوضئة .

والحناجر التي تهتف بالملايين من اليمن إلى المغرب ، إلى مصر ، إلى الأردن ، إلى بلاد المهجر ..

إنما تهتف لشعب يمثلها وينوب عنها ،لتقول إن القضية لا تموت ،وإن ركام السنين

المتطاولة ينقشع في لحظة ، وهذا لا يعارض أن هذه الانتفاضة الشاملة وأصداءها

هو تفريغ لاحتقان تعيشه الأمة بسبب أزماتها المتفاقمة .

فالشعب الفلسطيني مارس حقه ، وعرف في هذا العمل طريقه ، فلم يعد يستأجر

لقضايا أجنبية عن وجدانه ، ولا يعمل لحساب هذا أو ذاك ، بل لحساب مستقبله وأمته

ومقدساته ، وهو بحاجة يقينا إلى مزيد من هذه المعرفة التي تؤصل إسلامية المعركة ،

وتنفي أي خيار آخر .

والمسلمون في كل أرض يتلاحمون مع إخوانهم في الأرض المباركة ليذوب الجليد بين

المسلم وأخيه ، ولتختفي المناكفات والمعاتبات والتقاطعات القديمة ،

والتي عمقتها حرب الخليج الثانية ، ليلتف الجميع حول قضية واحدة ،

وفي مواجهة عدو مشترك ، وهذا كسب لا يستهان به .


الشيخ سلمان بن فهد العودة


منقول
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.68 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (2.34%)]