سجا الليل حتى استوى المنظر
و حتى التقى الأعمى و المبصر
و ضاعت عن الدرب كل الخطى
فكل مـــــــــــــــــكان بـــــــــه يعثر
فلا أرجل في الطريق تسير
و لا أعـــــــــــــــــــــين حولها تنظر
و طال السرى، و تراخى الظلام
و لا قادم – بالضـــــــــــــحى – يخبر
فمن ضارب في الدجى هائم
و من نائم فيه لا يـــــــــــــــــــــــشعر
و من جالس مطمئن الجلوس
له الليل – في عريـــــــــــــــــه- أستر
يرى الأمن أوفر تحت الظلام
فلو يتلاشى الدجــــــــــــــــــــى ، يذعر
و من عاش خلف ظلام الكهوف
مع الليل ، في الـــــــــــــــــــنور لا يبصر
لقد عافت النور هذي النفوس
فأصبح – بالـــــــــــــــــــــــبال – لا يخطر
و عودها الليل حب الظلال
فليـــــــــــــــــــــتتتست تخاف ، و لا تحذر
فلا باطل - عندها- باطل
و لا منكر – عـــــــــــــــــــــــــندها – منكر
إذا جهل الناس – تطغى الشرور
و يطغى مع الـــــــــــــــــــــــجهل من يظفر
و من يطلب الشر يلق النجاح
و من يطلب الخــــــــــــــــــــــــــــير لا يقدر
فهاتي حديثك طال السهاد
ومازال في الــــــــــــــــــــــــــــليل من يسمر
ومازال من يستبيه الضياء
و يرقب فــــــــــــــــــــــــــــــــــجرا له يسفر
و قولي عن الصحب و التابعين
و عن زمن بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه يأسر
و كيف مشو مع تلك النجوم
بأنوارها ، أو هـــــــــــــــــــــــــــــــم أنور ؟
و تواصوا على الحق بين الشعوب
و ما ضيعوا الــــــــــــــــــــــــــحق أو أنكروا
و سنوا طريق العلا للبناة
و قبلهم لم تــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكن تعبر
فهاتي الحديث ، فإن القلوب
نراها إذا ذكــــــــــــــــــــــــــــــــرت تذكر
فقد آن أن تستعيد العيون
جمال الصـــــــــــــــــــــــــــباح الذي يسحر
وقد آن أن يستفيق الأولى
أبوا أن يفيقوا و ان يــــــــــــــــــــــــــنظروا
و إذا ذكر الدين من حولهم
يطيب لهم ، منه أن يســــــــــــــــــــــــخروا
يرون التقدم أن يجهلوا
و أن يتحدوا و أن يكـــــــــــــــــــــــــــــفروا
فأدي الرسالة في صدقها
فإن عهودك لا تــــــــــــــــــــــــــــــــــــغدر
حملت اسمها ، فاحملي ثقلها
ولا بد للرسل أن يــــــــــــــــــــــــــصبروا
و من حمل العبء شق الطريق
و لو يعظم العبء أو يـــــــــــــــــــــــــكبر
و سيرى فصبحك فيه سلام
و ليلك في دربها مقـــــــــــــــــــــــــــــمر
و حولك هذي الشيوخ الهداة
و هذا الـشباب الذي يــــــــــــــــــــــــكثر
فان الجزائر ارض الجهاد
و أرض السناء الذي يــــــــــــــــــــــبهر
و أبناؤها أسرع الناهضين
لنصرة حق إذا إســـــــــــــــــــــــــتنفروا
الاستاذ : محمد الأخضر السائحي
الجزائر الحبيبة