الفصل الأول :
في معنى الحيض وحكمته
الحيض لغة
سيلان الشيء وجريانه
وفي الشرع
دم يحدث للأنثى بمقتضى الطبيعة ، بدون سبب ، في أوقات معينه
فالحيض دم طبيعي ليس له سبب من مرض عضوي أو جرح أو سقوط أو ولادة أو غير ذلك
وبما أنه دم طبيعي فإنه يختلف بحسب حال الأنثى وبيئتها وجوها ، ولذلك تختلف فيه النساء إختلافا متباينا ظاهرا ،
الحكمة منه
لما كان الجنين في بطن أمه لا يمكن أن يتغذى بما يتغذى به من كان خارج البطن ، ولا يمكن لأرحم الخلق به وهي أمه الحنون أن توصل إليه شيء من الغذاء ، حينئذ جعل الله تعالى في الأنثى إفرازات دموية يتغذى بها الجنين في بطن أمه بدون حاجة إلى أكل وهضم ، تنفذ الى جسمه عن طريق السّرة حيث يتخلل الدم عروقه فيتغذى به ، فتبارك الرحمن احسن الخالقين
هذه هي الحكمة من دم الحيض ، ولذلك إذا حملت المرأة انقطع الحيض عنها ، لأنه يكون غذاء للجنين ، وكذلك المرضع يقل من تحيض منهن لا سيما في أول زمن الارضاع